𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردة

◦•●◉✿ الفصل 29 ✿◉●•◦

"إنك تعرف أشياء لا ينبغي لك معرفتها .هل تتجسس علي ؟ ".

كان جسم آنسيا قد استعاد نشاطه في وقت وجيز ، حيث ترممت العظام المكسورة داخل قفصها الصدري وعادت أنفاسها الى نظامها المعتاد .اتخذت عيناها تعابير شرسة وهي تتفحص آندرو الذي لم تختفي الإبتسامة من وجهه . أربكتها البراءة واللطف الغريبين اللذان كانا يبدوان على وجه آندرو .

فهو يبدوا كطفل مشاكس أكثر منه وغدا يحاول ملاحقتها ومعرفة أشياء خاصة عنها لا يفترض به معرفتها .

تابعت قائلة :"هل تستخدم بافي للتجسس علي ؟".

ضحك آندرو وكأنه قد سمع طرفة جيدة وقال بنبرة مشاكسة :"لا أحتاج الى بافي لأعرف ما أريده ".

"إذن أنت تقرأ أفكاري ".

ضحك آندرو مجددا حيث لسبب ما كان حديثه مع آنسيا يدفعه الى مواصلة الضحك بلا توقف من دون أن يفهم الدافع وراء تلك العادة الغريبة :"أتمنى لو كنت قادرا على قراءة الأفكار لأنني أشعر برغبة كبيرة في معرفة ما يدور بذهنك يا آنسيا بلار .أنت فتاة مثيرة للاهتمام بالنسبة لي ومنذ أن رأيتك لم أعد قادرا على التفكير في أي شيء آخر عداك ".توقف قليلا عن الحديث واختفت ضحكته فجأة بينما ومض شيء داخل عقله وكأنها ذكرى تالفة من عالم آخر ،حيث كان هناك فتى يشبهه تماما وهو يقول نفس الكلمات لفتاة بدت مشوشة وغير واضحة .

شعر بالرغبة في التقئ وترنح قليلا مثلما يحدث لشخص تذكر فجأة أنه يقف في المكان والتوقيت الخاطئين .اختفى الضباب الذي غلف عينيه بنفس السرعة التي ظهر بها وعادت عيونه الناعسة بالوميض وهو يقول بينما ينظر الى عيون آنسيا :"لكنني أملك القدرة على زرع الأفكار بدلا من ذلك ، وهي قدرة مفيدة بشكل مذهل ".

كان يتحدث وابتسامته تزداد اتساعا مع كل كلمة .وفي لحظة ما، وجدت آنسيا نفسها غير قادرة على مواكبة كلماته ،فلم تعد تسمع شيئا وكل ما كانت تراه هو شفتيه المتحركتين ببطء شديد كأنهما شفتي دمية متحركة .واندفعت الذكرى داخل رأسها مثل فقاعة ممتلئة بالصور الغريبة والمألوفة في الآن نفسه .

رأت نفسها وهي تجلس فوق أرجوحة .كان شعرها يتطاير وراء ظهرها أثناء اندفاعها للأمام بينما تضحك ثم يعود ليغطي وجهها أثناء عودتها للخلف .كانت قدماها تتأرجحان في الهواء بينما العشب الأخضر اليانع يغطي المساحة المصففة على شكل حديقة صغيرة .حديقة لطالما تمنت امتلاكها في بيتها الخاص .

تأرجح عقلها قليلا من فرط الصدمة عندما تذكرت أن تلك الحديقة هي ملكها حقا .

التفت أصابع صغيرة حول يدها التي كانت تمسك بعوارض الأرجوحة .انشرح قلبها عندما رأت كاي الذي كان يجلس بجانبها  بينما اقدامه الصغيرة ترفس الهواء بمرح .وعندما عادت الأرجوحة لتنخفض قفز على العشب وانطلق راكضا ليتلقط كرة مطاطية ثم بدأ باللعب بها مثل جرو صغير يعيش حياة هانئة .