|2-الـفَـصـل الـثَـانْـيّ.|

65 12 12
                                    

في الصباح جلسنا جميعنا لتناول الإفطار الذي لم يجهز بَعد بالمُاسبة، لا أعرف لِمَ أمي تأخذ كل هذا الوقت عندما تُعد الطعام!.

المُهم أنه كان هُناك شيء غير طبيعي بتاتًا لكن لا أعلم ما هو، ذلك الشعور الذي يأتي للشخص كأنهُ يُخبره أن هُناك شيء سيء سيحدُث لكنه لا يعرف ما هو ذلك الشيء.

صمت مُريب على غير العادة، الجميع صامت تمامًا حتى «راؤول» الذي يظل يفتعل الكوارث في المنزل يجلس هادئ، جدتي التي تصيح دائمًا تجلس بشرود، اقتربت و همستُ لـ«آرون» أقول:
"ما بال الجميع اليوم لِمَ هذا الصمت؟ هل أخبرتهم عن ذلك الغريب؟."

رد عليِّ بنفس مستوى الهمس قائلًا:
"لا لم أخبرهم، لا أعرف لِمَ هُم صامتين هكذا."

نظرت لهُ بصمت ثم اعتدلتُ في جلستي و قُلت بصوتٍ عالٍ نسبيًا حتى ينتبه ليِّ الجميع:
"ما بِكم جميعًا! لِمَ هذا الصمت المُفاجئ؟."

التفتوا ليِّ بصمت أيضًا و لم يتحدث أحد، رفعت إحدى حاجيبَيِّ و قُلت:
"هل يتم تجاهلي الآن؟."

_"لا يوجد شيء ڤيرونيكا إن اليوم بداية ليالي ديسمبر السوداء و هذا ليس بشيء جيد أبدًا."
مهلًا ماذا قال أبي! ليالي ديسمبر السوداء؟ ما هذا المُصطلح!

_"و ماذا يعني هذا؟."
تساءلت و أنا أعقد حاجيبَيِّ، تنهد أبي ثم بدأ يحكي:

"مُنذ آلاف السنوات في السادس من ديسمبر تحديدًا، اجتمعت ساحرات بلدة كلوفر، كانت هذه البلدة تقع وسط الغابة لا يسكن بِها سوى الساحِرات و لا يذهب إليها سوى من يُريد تعلم السحر، في أحد الليالي لاحظ الجميع أن الفتيات الصِغار تختفي واحدة تلو الأخرى كل ليلة، تمحورت الشكوك حول تلك البلدة، ذهب جميع الرِجال وقتها لتلك البلدة و هم يحملون الأسلحة ينون قَتل الساحِرات إذ كانوا هن من يفعلن ذلك و كما توقعوا وجدوا جثث الفتيات موجودة و الدماء تملأ المكان حولهم، كانت الساحرات تستخدم دِماء الفتيات حتى تُحافظ على مظهرهن الشاب و تبقى قوتهن كما هي، قرر الرِجال وقتها أن ينتقموا من الساحرات و أن يقتلوهن، كان عدد الساحِرات ثمانية، قُتلت كل ساحرة منهن بطريقة بشعة و تم رمي كل جثة منهن في مكان غير الآخر في الغابة، يُقال أن بعد قتل الساحرات سكنت أرواحهم الغابة و تعود للإنتقام و قتل كل من تطوله بِدأً من ليلة السادس من ديسمبر التي قُتِلن بِها  حتى يقتلوا ثمانية أرواح أخرى، رُبما في نفس الليلة أو كل ضحية في يوم مُختلف....لا أحد يعلم، رُبما هذه شائِعات ليس أكثر."

_"كما قُلت هذا الأمر يحدثُ في الغابة لِمَ أنتم خائفين؟."
ابتسم إبتسامة استنتجت أنها إبتسامة ساخِرة ثم أردف:
"ببساطة لأننا بالفعل أمام الغابة."

صاعق كهربائي كأنهُ صعق رأسي للتو، نظرت لأبي طويلًا بصمت كأني أحد التماثيل حقًا، لا يجب أن أُصدِق هذه الشائِعات كل هذه مُجرد خرافات ساذجة من عقليات مُتخلِفَة قديمة.

أعرف أنكَ تسمَعنيِّ.✓Where stories live. Discover now