|4-الـفَـصـل الـرَابِـع.|

51 11 8
                                    

جثة أخرى تُضاف لموتى عائلة «آستر»؛ لكن هذه المرة غير، لقد كان أبي، عندما استيقظنا لم نجد أبي في غُرفتهُ بل لم نجدُه  في غُرف القصر بأكملهُ.

بحثنا عنهُ في.جميع أركان القصر و لم نجده، بعد فترة طويلة من البحث عثرنا عليه، أزرق الوجه جاحظ العينين و...شباك الصيد خاصتهُ كانت مُلتفة حول عُنقهُ بطريقة عنيفة...لقد مات أبي.

لم أبكي على وفاة أختي مثلما بَكيت بانهيار على أبي، قالوا ليِّ أني دخلت في نوبة صراخ و بُكاء و كُنت مُتمسكة بجثة أبي و أنا أطلب منهُ أن يرد عليِّ؛ لكن بعدها وقعتُ مغشيًا عليِّ و عندما استيقظتُ لم أتذكر شيء لذا أخبروني بما حدث.

لم أسأل عن حال أمي و لا عن حال أي أحد فقد كُنت شارِدة في عالم آخر، عالم قاسي، مؤلم بدون أبي.

_"ڤيرونيكا."
همس ليِّ «آرون» بِوهنّ، نظرتُ لهُ بتعابير خالية و أعيُن مُنتفخة من البُكاء ثم نبثتّ:
"من التالي."

_"إهدأي...أرجوكِ."

_"أهدأ؟ هل تطلُب منيِّ أن أهدأ و أمكَ هي السبب فيما يحدث!."
صرخت بِه بهذا و لا أعلم لِمَ فعلت ذلك، اِتسعت عيناه بصدمة ثم قال بعدم تصديق:
"أمي؟."

_"نعم أمك، هي تكره أمي مُنذ الصِغَر لهذا تفعل هذا، في البداية أختي و زوجها و طفلها الذي لا ذنب لهُ؛ و الآن أبي...و أنا التالية، هيا أخبرني لِمَ تفعل بِنا هذا؟؟؟."
أجبتهُ و أنا أقف مُقابلة وجهه، حرك رأسه بنفي ثم نظر ليِّ نظرة يائسة و قال و هو يهم على الرحيل:
"لن أرد على حديثك و اتهامكِ هذا لأنكِ لستِ في حالة جيدة، عِندما تتحسني سنتحدث."

_"أمك السبب و سأثبت لكَ هذا."
لم يرد عليِّ، فقط...حرك رأسهُ بيأس و نظر ليِّ نظرة مُعاتِبة ثم خرج من الغُرفة، ذهب تاركًا ذاتي في دوامة لا أعلم نهايتها.

من هذا الشخص الذي يُراقبنا و بالتأكيد هو نفسهُ الذي يكتب على اللوحة، حديث عمتي، عقلي يكاد يتوقف من فرط التفكير، ألم رأسي يجعلها تكاد تنفجر، الأفكار تتصارع من منهم ستُحلل أولًا.

بقيت ما يُقارب الثلاث ساعات في الغُرفة و لم  أخرج منها قط.

لكن عاد في ذهني تِلكَ اللوحة، أردتُ أن أعرف ما الجديد الذي كُتِبَ عليها.

نهضت بتعَب من على الفِراش ثم خرجتُ من الغُرفة قاصدة تِلكَ اللوحة اللعينة.

نزلت بسرعة من على الدرج، عمتي «لوسي» تجلس كعادتها في البهو وحيدة، لم أشعر بنفسي سوى أن اندفعت نحوها و أنا أقول بحدة:
"هيا أخبريني من التالي."

رفعت رأسها تنظُر ليِّ بأعيُن خالية و لم تقول شيء، اقتربت منها و صِحت:
"هــيــا أجبيني من الذي يفعل كل ذلك!!."

صمتها أشعل نيران غضبي أكثر، وضعتُ يدي على الكُرسي المُتحرك الذي تجلس عليه و قُلت:
"ردي عليِّ من السبب في كل ما يحدث و من ذلك الشخص الذي يأتي أمام القصر كل ليلة."

أعرف أنكَ تسمَعنيِّ.✓Where stories live. Discover now