|3-الـفَـصـل الـثَـالِـث.|

68 11 6
                                    

حالة من الذعر أصابت الجميع في صباح اليوم بعد أن أخرجنا جثة أختي و زوجها و طفلها الذي تفحمن بالكامل و لا شيء من ملامحه وجوههم ظاهِرة،
صراخ يكاد يُصيب بالصم، بُكاء، و أبي يُكسر كل شيء رافضًا فكرة وفاة ابنتهُ الكُبرى و ظل يُردد بحسرة و هو يبكي بحرقة:
"كانت أول فرحتي و أول حُزني."

أمي تصرخ في الجميع ترفض أن يتم دفن جثة أختي، خالتي تحاول تهدئتها و جدتي تبكي بصمت، عمتي كانت تجلس على كرسيها المُتحرك بشرود في عالم آخر مُنفصلة عن الضجيج حولها.

و للحق كان «آرون» معي و لم يتركني أبدًا، كانت عيناه حمراء بشدة يحبس الدموع لا يُريد أن يبكي أمامي.

كان الجميع في حالة يُرثى لها، بُكاء لم يبكيه أحد من قَبل.

تم دفن ثلاثتهم رُغم أنه كان يجب أن لا نخرج من المنزل حتى تنتهي الثمانية أيام؛ لكن ليس باليد حيلة.

حل المساء و عُدنا جميعنا للمنزل و جميعنا في حالة من الانهيار التام، أخذني «آرون» لغُرفتي حتى يُبعدني عن تلك الأجواء.

دلفنا للغُرفة، جلستُ على السرير و نزل هو على ركبتيه أمامي مُباشرةً ماسكًا يداي التي كانت ترتعش بشدة و قال:
"هذا كان قدرهم و لن نستطيع تغيير القدر."

_"لقد رحل ثلاثتهم آرون، ثلاثتهم!."
قُلتُ ثم دخلت في نوبة من البُكاء الهيستيري و شهقاتي تتعالى، أحتضني و مسَّد على رأسي و هو يقول:
"إهدأي حبيبتي، البُكاء لن يُساعِدنا على فِعل شيء."

_"حديث عمتي، هي السبب، هي السبب."
قُلت و أنا ابتعد عنهُ لينظُر ليِّ بصمت، تنهد بحرارة ثم قال:
"و الذي كُتِبَ على اللوحة."

_"لا يوجد مصدر لإشتعال النيران في غُرفة أختي أصلًا!."

_"هُناك سر خلف ما يحدث، أعتقد أنه كما قال والدكِ...ليالي ديسمبر السوداء."

_"لا أصدق هذه الخرافات، ما يحدث بِفعل فاعل!."

_"هل تشكين في شخصًا ما؟."
صمتت، لم أود أن أخبره أن أول شخص جاء في بالي هي والدتهُ، خالتي، كانت تكره زوج أختي بشدة لسبب لا نعرفهُ، و كرهها الأكبر كان لأختي نفسها، أختي كانت لا تصمت عن الإهانة التي كانت توجهها لها خالتي دائمًا، لا نعلم لِمَ كانت تكرههم؛ لكن أنا واثقة أني الوحيدة التي لاحظت هذا.

_"لا أشك في أحد، إرحل الآن، أحتاج أن أنام أنا مُتعبَة."

أومأ ليِّ ثم قَبل رأسي و وضع الغِطاء عليِّ ثم أطفأ الضوء و خرج من الغُرفة.

لم أنم كما قُلت، لقد كَبِرَت شكوكي في رأسي أن خالتي هي السبب بعد تذكُري لحديث جدتي «روز» في أحد المرات:
"ستبقى ميرا تكره ديرلا حتى تمُت إحداهن."

وقتها قالت جدتي هذا عندما كانت تحكي لنا كيف كانت خالتي «ميرا» تحاول إيذاء أمي بكل الطُرق، مرة كانت تقُص لها شعرها و كانت ستجرحها بالمقص، مرة أخرى سكبت الماء على الأرض و انزلقت قدم أمي و كُسرت ساقها وقتها و العديد من المواقِف الأخرى التي قَصتّها علينا جدتي و التي كانت تُبين مدى كُره خالتي لأمي.

أعرف أنكَ تسمَعنيِّ.✓Where stories live. Discover now