|5-الـفَـصـل الـخَـامِـس.|

43 12 3
                                    

_"لِـنذهب للقصر هيا، لا أُحِب التواجُد في المقابر."
قُلت موجهة حديثي للجميع، أمسكت بيد أمي الشارِدة، أنا مُشفقة بِـشدة على حالة أمي، فقدت ابنتها ثم زوجها وأخيرًا...أختها!

اِبتسمتُ بِـسُخرية و أنا أذكُر كلِمة "أختها"، أختها التي كانت تُريد قتلها!.

وصلنَّا للقصر مرة أخرى و طلبت أن أصعد لِـأنام قليلًا، أصبحتْ أنام كثيرًا مُنذ بِداية تِلكَ الأحداث!

طلبت أمي نفس الشيء، أمسكتُ بِـيدِها و أدخلتها لِـغُرفتِها و جعلتها تتمدد على الفِراش ثم أطفأت الأضواء و خرجتْ من الغُرفة.

لِـسببٍ ما جاء في بالي أن أذهب لِـجدَتي و أسألها أكثر عن عِلاقة أمي بِـخالتي سابقًا.

نزلت للأسفل مرة أخرى، كانت جدَتي «روز» تَجلس مع «آرون» تتحدث معهُ في شيء لم أستطع سماعهُ، و كالعادة عَمتي تَجلس على كُرسيها بِـشرودِها المُعتاد.

_"جدَتي أُريد أن أتحدث معكِ."
أردفتْ لِـيتوقف الاثنين عن الحديث فجأة و كأنهما لا يُريداني أن أعرف عن ماذا يتحدثون.

_"بِـالطبع."
قالت جدَتي؛ لكني لم أنتبه لها بل توجهت عيني لـ«آرون» الذي كان ينظُر ليِّ بِـغَضب شديد و فكه بارز بقوة أثر ضغطهُ على أسنانهُ، لا أُنكر مظهرهُ هذا أخافني و جعلني ارتعِش بِـخفَة.

أول مرة أراه هكذا، في حياتهُ بِـأكملها لم يُطالعني بِـهذا الغَضب و هذه النظرات القاتمة التي تكاد تحرقني مكاني من قَبل، هل...هل يَظُن أنَّني السبب فيما حدث لِـأمهُ؟اللعنة إذا كان يعتقد أني السبب!.

_"آرون."
نبثتْ بِـصوتٍ أقرب للهمس تزامنًا مع وقوفهُ و اِتجاههُ نحوي بِـسُرعة، توقعتُ أنهُ سيقوم بضربي أو حتى الصُراخ بوجهي؛ لكنهُ لم يفعل و هذا ما زادني رُعبًا مِنهُ.

تجاهلني تمامًا و مرَّ مِن جِواري دون التحدُث بِـكلمة واحِدة! أتمنى أن لا يكُن يعتقد أني السبب فيما حَدَث بعد حديثي أمامهُ عن أمهُ.

_"أَلَم تَقولي أنكِ تُريدين الحديث ڤيرونيكا؟."
كلمات جدَتي جعلتني أستفيق من شرودي و أتذكر لِمَ أتيتْ بِـالأساس.

_"نعم، أُريدكِ أن تُخبريني عن طفولة أمي و خالتي، أقصد كيف كانا يتعاملان مع بعضهما؟."
تحدَثتْ و أنا أجلس على الأريكة جِوارِها.

تنَهدتْ ثم قالت:
"لا أفهم قَصدكِ ڤيرونيكا؛ لكن على كلٍ سأُجيبكِ،
ديرلا و ميرا كانت علاقة كَـإخوَة غريبة نوعًا ما، أحيانًا كُنت أعتقد أن ميرا تكره تكره ديرلا أو بمعنى أوضح ميرا كانت تشعُر بِـالغَيرة الشَديدة من أختها الصُغرى لأنها عِندما ولِدَت نالت على إهتمام الجميع فَـبالتالي كان هذا سبب قوي لِـجَعل ميرا لا تُحِب أختها عِندما كانت صغيرة،

كانت تضربها بطريقة طفولية تظُن أنها هكذا كان تؤذيها، حاولت مرة أن تقُص شَعرها لكنها كانت ستجرحها؛ لذا ذات مرة بعد أن حدثَ شِجار طفولي بينهُم قُلت بِـمُزاح:
ستبقى ميرا تكره ديرلا حتى تمُت إحداهن؛ لكنها حبيبتي لم تكُن تكرهها، كانت مُجرد غيرة طفولية، و عِندما كبرت أصبحت العلاقة بينهن عِلاقة أخوية قوية، كان الجميع يحسدهن على تفاهمهن لِـبعضهم؛ لكن الآن فقدتْ زهرة من زهرتاي...فقدتُ ميرا و لن تَعود مرة أخرى."

أعرف أنكَ تسمَعنيِّ.✓Where stories live. Discover now