الفصل الثالث والعشرون _ لا تَسْتعجِل

271 14 0
                                    

"الفصل الثالث والعشرون"
"رواية ڪَـــيَانْ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

ألم القلب هو أشد ألم الواحد من الممكن أن يشعر به الانسان وهذا ما شعر به «غيث» بعد أن سِمع وعِلم بإن حبيبة قلبه والتي ذاب فيها عشقًا اليوم خِطبتها.

شعرت والدته به لطالما كانت هي أكثر من يشعر به ويتفهمه، لذا حاولت التبسم وهي تقول:

"مُبارك يا جماعه ويتمملكُم علخير"

ابتسم لها الجميع بهدوء، وقالت «أمنية» بابتسامةٍ:

"طب يلا اِطلعوا غيروا وارتاحوا عشان تقدروا تقفوا معانا في الخطوبه ونبقى كلنا فايقيين"

حركت «فريدة» رأسها بهدوء ثم قالت لابنها حتى تلفت انتباهه:

"يلا يا غيث"

حرك الآخر رأسه موافقةً فتحركت والدته أولًا وهو خلفها، توقف بجانب «كيان» التي كانت تزدرد لُعابها بتوترٍ ونبضات قلبها قد زادت من وقوفه بجانبها، فهتف الآخر بوجعٍ وسخرية:

"مُبارك يبنت عمي"

نظرت له «كيان» فوجدت عيناه تنطق بالألم والوجع فاعتصر قلبها ألمًا أيضًا لألمه، ولكنها جاهدت وأخرجت صوتها بهدوء تجيبه:

"الله يبارك فيك"

وقبل أن يتحدثوا مرةً أخرى أتاهم صوت «عائشة» بغيظ:

"ما تيلا يبت إنتِ اِطلعي اجهزي العشا هتأذن والحفله هتبدأ يلا"

أومأت لها «كيان» إيجابًا وصعدت إلى غرفتها بعد أن رمقت «غيث» بنظرةٍ أخيرة وبدأت تجهز مع الفتيات بالأعلى، وبرغم حزن قلبها لإنه لا يريد سوى «غيث» إلا أنها كانت تضحك وتمزح معهن.

أما «غيث» فصعد لغرفته واتجه إلى المرحاض بسرعة ليتحمم بالمياه الباردة علّها تطفئ نيران قلبه المشتعلة، لكن هيهات هيهات.. فألم القلب بشعٌ حدًا ولا شئ يمكنه إطفاؤه.

خرج وأبدل ثيابه وأرتدى حلته الرسمية ثم نظر لنفسه بالمرآة وهتف بسخرية:

"أنا جاي بسرعه عشان ألبس البدله واخطبها، لأ لبست البدله أه بس هحضر خطوبتها على غيري"

ثم مسح تلك الدمعة المتمردة التي أبت الصمود وهبطت رغمًا عنه وهو يسأل نفسه لما لم تنتظره؟! هما فقط يومان !! هل هي تحب «كريم» منذ البداية وهو لم ينتبه لذلك؟!

قطع أفكاره صوت آذان العشاء فتحرك للمسجد مع شباب العائلة ودلفوا معًا ووقفوا في صفوف المصلين ومع بداية الصلاة وسجودهم بدأوا يسبحوا الله ويدعوه.

وخاصةً هوَ ورغم ما حدث وأن اليوم خِطبتها إلا أنه دعا الله بدمعِ عينيه وهو يقول:

"يارب عبدك الفقير قلبه مش بيحب غيرها، يارب اِجعلها من نصيبي أنا دوقت الحُب على إيديها ومش عايز اخسرها"

ڪَـــيَانْOnde histórias criam vida. Descubra agora