تتحول بعض الاحلام مع الوقت لمفترسات .. تظهر لتطارد مستقبلا لم يأت بعد .. تقتحمه وتحكم بفشله مقدما ..
تتسبب تلك الاحلام في دعاية سيئة للعملية برمتها .. تحلم فتخاف .. تحلم فيعلن الحلم فشلك من قبل سعيك لتحقيقه .. تحلم لتتألم ..
مع الوقت والارتباط الشرطي، تدرك ان الاحلام بطبيعتها موجعة .. تفعل اسوأ ما يمكن ان يفعله كائن حي، تحاول إلهاء نفسك في الواقع حتى لا تحلم ..
حينها تقف احلامك تشاهدك هازئة من محاولاتك الكوميدية للفرار منها .. تصبح سيزيف الذي تسقط صخرة محاولاته كل مرة في ملعب الأحلام ..
بعد عناء تدرك انه لا فكاك من قدرتك على الحلم .. إنه شيء ملتصق بكل خلية في عقلك ولا يمكن انتزاعه بالمحاولات ..
ربما لا سبيل في النهاية إلا أن تظل تحلم .. تحلم وانت عالم بأن معظم احلامك لن تتحقق -كما لا تفعل دوما- .. تحلم وانت تتعلم التعامل مع خيبات أملك -التي تبدو بلا نهاية- في نفسك .. تحلم وتفهم انك لست بحاجة لتحقيق كل شيء .. تحلم وتقدّر قدرتك على الحلم، وتلك الانتعاشة المصاحبة لتشكيل كل حلم في ذهنك، وأن تلك الانتعاشة تصاحب كل الاحلام، التي ستتحقق منها والتي لن.
ستتعلم الاكتفاء بسعادة دحرجة الأحجار، حتى وأنت تعرف أن معظمهم لن يصل للقمة ..
