5

156 27 35
                                    

الخامسَةُ وخمسٌ وخمسونَ دقيقةً صباحًا..
مستيقظَةٌ تعتني بفلذة كبدها..

تدعوا أن تنخفض درجة حرارته ويتحسن قبل الإختبار النصفي
بعد اربع ساعات..

سنة مهمة بالنسبة له وهو يريد بحق الذهاب لينهي ما بدأه..
تنظر لمقياس الحرارة للمرة الألف..
درجة حرارته تحتضن الأربعين!

وهو خارج عن وعيه تماما !
لم تقر عينها حتى اتصلت بالاسعاف..
حين علمت بأن الإسعاف لا يمكنها المجيء بسبب ماء المطر..
استقامت واحضرت من الخارج شيئا كعربة تسوق ..

اقتربت من ابنها تنظر اليه بوجه مِلؤه الخوف..
وحملته بقوة لا تدري من أين داهمتها!
ظهرها آلمها بالفعل ولكن... لا شيء آخر!
وإبنها .. أهم ما تملك!

"تماسك ماما يوني، عدّة دقائق فقط!"
هي لا تستطيع ان تستوعب أن ابنها بات في السابعة عشرة الآن .. لايزال طفلها الصغير بالفعل ..

"أ-أمي.."
كان يهذي ..
وينطق بدون وعي ..

"حبيب امك ! عيونها وضناها !!"
تحدثت بنبرة مهزوزة تجر العربة بأقصى ما لديها..
كانت بنظر الناس

إمرأة كبيرة تجر شابا على عربة تسوق في الأحياء الضيقة والفقيرة .. هذا ما يمكن للآخرين رؤيته ..

وصلت به لأقرب مستوصف
"ارجوك سيدي الطبيب أرجوك .. هو يهذي وحرارته مرتفعة للغاية !"
اشار الأطباء للممرضين بأخذه للغرفة بينما يطمئن الأم ..
ثم-..

"الدفع قبل أم بعد العمل؟"
هل هذا أكبر همه بالفعل؟؟

"أيا يكن ! فقط .. ساعده !"
"يمكنك الذهاب لمحاسبة الموظفة والإنتظار خارجًا حتى ننتهي .."

كانت تنظر للطبيب بحقد ..
تبا للمال .. والطبقات .. وفرق المواقع الاجتماعية ..

..

انتظرت الطبيب كثيرا حتى يخرج
لم تكترث لكونها دفعت ثلاثة ارباع ما تملك من مال منذ بضع دقائق ..

"سيدتي"
نده إليها يعيدها للواقع

"الشاب مستيقظ الآن .. ويطلبك في الداخل .. حالته استقرت وحرارته انخفضت قليلًا .. "

دخلت اليه بشوق لتروي عطش عينيها بوحيدها ..
"يونغي انت بخير!"
"اجل امي .. كم تبقى للإختبار!"
قال بوهن ينظر لأمه ..

"ساعة ونصف صغيري .. خذ قسطا من الراحة .. وأوقظك بعد بعض الوقت .. تصبح على خير ثميني"
جلست قربه تمسح على باطن يده ..

اغمض القطني عينيه بصمت ..
يريح جفنيه الهالكين ..

بينما أجفان أمه لا تنغلق حتى تتأكد من صحته ..

تَضحِيَةٌ!✔️Where stories live. Discover now