10

142 23 40
                                    

اسبوعه الثاني متغيب عن جامعته ..
كيف لا وهذا المنزل بقي وحيدًا هنا؟ ..
مِسكُ أمه لازال يعبق بأجواء الغرفة ..

فكلّما استنشقه عاد ليبكي ..
بمفعول أقوى من مسيّلات الدموع ..
عيناه لا تفارقان وشاحه الأحمر القاني ..
الملتف حول حامل الملابس ..

كيف لها ان تترك طِيبها في كل ركن من هذا المنزل؟..
هل هذا بسبب علامات الحب التي تفوح من عينيها ؟..
أم بسبب أنفاس حملت معها روحاً دافئة ؟..

منزل بدأ يبرد شيئا فشيئا ..
منزل يعود كما كان سابقا ..

منزل بارد قبيح ..
منزل حيث تنام فيه تحت الألحفة فتكتشف أن البرودة
تنبع من قلبك لا من الجو ..

استدار ينظر لكل مكان ..
ماذا سيفعل الآن .. ؟
مغادرته لهذا المنزل تعني أنه خسر كل شيء ..
والبقاء هنا سيخسره كل شيء أيضا !!..

تاه في تلك الأفكار المبعثرة،
حيث كان يعيد في نفسه التفكير
'ماما كانت لتجد حلًّا لهذا'

وأجهش ببكاء قاسٍ .. يحاول اعادة نفسه للحياة ..
هو شهر تقريبا بقاه يبكي ..

كان فقط اول يوم من عودته كان طبيعيا ..
حيث انه تناول مع امه الكعك احتفالا بعودته

بما تبقى معه من المال الذي تعطيه الجامعة له كراتب شهري له بسبب المنحة وما تبقى معه من راتبه من عمله كنادل في مطعم في سيول.. بمرتّب كبير نسبيّا .. كان يرسل هذا المال لوالدته لترتاح وتفعل ما تحبه من حياكة وقراءة وامور اخرى.

لكن بعد ذلك اليوم ؟..
حين استيقظ يراقب وجه والدته قربه ..

وجدها بشفتين زرقاوتين ..
ووجه شاحب وصدر لا يعلوا ليهبط!

هل هذا كافٍ لجعله يبكي؟..
حسنًا انتهى..

لا أحد سيشتري هذا المنزل المهترئ البعيد عن مرأى الخلق ..

لذا .. هو سيرحل .. ويأخذ كل أموره المهمة معه لمنزله في سيول .. سكنه الجامعي ..

وسيعود لهنا كل فترة ..
هذا بالفعل ما توصل له ..
لانه بالفعل هذا المكان .. لا يستحق السرقة!!

لكن ..

"اردت أن آتي بها لسيول.. لتفعل ما كان بخاطرها أن تفعله"
بخفوت، وفتور، وشرارة من الحزن، صعد القطار..
يراقب طيف والدته يلوح له من بعيد ..

كما فعلت منذ عام ..

تَضحِيَةٌ!✔️Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt