7

166 32 18
                                    

كانت تلوح له بدموع كثيرة
وعينان لم يهدأ روعهما من فرط الخوف ..

'ابني كبر وذهب يدرس الجامعة بوسط مدينة سيول الكبيرة، ابني وحده في هذا العالم القاسي!'

انزلت يدها بعد أن اختفى أثر القطار تماما،
كيف لعينيها أن تَقِرَّ وقرّة عينها بمدينة أخرى ؟..
بعيد عن أنظارها كل البعد؟؟

'لا بأس بالاستمرار بتقديم التضحية.
سأضحي بعدم رؤيتك حتى تدرس بجامعة محترمة تضمن لك شهادة يعترف بها صغيري يون .. كم تمنيت ان اسمع منك كلمة وداعا ماما قبل أن ترحل ..

لكنك قلت 'سأشتاق لكِ' بدون ماما .. انت متحمس وأنا خائفة
سأدعوا لك يا قرّة عيني. اعتني بنفسك أميري الصغير'

فجأة عاد لبالها موقف تمنت لو رحل !!

|FB|

"إهدئي سيدتي!
دعينا نحقنك بالابرة وسينتهي كل شيء !!"

كانت الممرضة تتحدث بذعر!
وجب عليهم حقن مادة مخدرة في الأم ..
مادّة ستؤذي الجنين ..

وهي لا تنفك تتحرك مانعةً اياهم ومحذرة من ارتكاب أي فعل شنيع بالصغير في أحشائها!..

إما هي أو الصغير،
هذا ما قالته الممرضة!

ساد الصمت بعقل المسكينة
وغادرت الغرفة بعيدا قليلا ..

ليس بسبب الإبرة!
بل بسبب خروج الطفل بالفعل ..

_

فتحت عينيها ببطئ لتستوعب ماحولها..
وما إن فتحت عينيها وجدت الممرضة امامها تبارك لها سلامة الجنين بينما تملأ لها انبوب الغذاء ..

'لم تبارك لي .. ؟
ها أنا الآن مع طفل صغير يحتاج الرعاية ..
ولا عون وسند لي في هذه الأرض'

|EFB|


نظرت بعينيها الدامعتين حولها لتجد أن

المحطّة فرغت من غيرها .. فالقطار قد غادر بالفعل ..
نظرت لبعض الجالسين بانتظار القطار التالي ..

نظرت لبعض العائلات ..
وهي تحاول عدم الغرق ببحر أحزانها ..

عائلة

تمنت الحصول على هذا الشيء الجميل ..
والمشاعر البريئة التي تأتي مع هذا الشيء ..

حاولت عدم فتح الصندوق الذي يكمن في اعماق قلبها المجروح ..

لكن .. طالما ان جرح قلبها عميق فكل شيء سيتدفق للخارج شائت أم أبت ..

بكت حالها كثيرا ..
كيف تحملت كل هذه السنين تحمل وتبكي ؟؟..
وكل مرة تعود لوسادتها ذارفةً بعض القطرات المهدئة لها ..

تدعوا لو يكون هذا كافيا لتستيقظ صباحًا وتعاود للنضال لكسب حياة لها ولإبنها ..

راقبت أسرة تصعد سويا بسيارتهم مغادرين بعد ان استقبلوا ابنهم الشاب ..

وأنا إبني الشاب رحل تاركًا إياي ..!!
انا فخورة به .. هو ينموا .. ويكبر .. ويعتمد على نفسه !!

تَضحِيَةٌ!✔️Where stories live. Discover now