1

392 21 12
                                    

تنتمي الكتابة لمجموعة صغيرة من الفنون التي يميزها انها تجسيدا لفعل الإبداع. في الكتابة انت تصنع عالما خاصا مستقلا بأسوار عالية وبوابات حصينة لا تنفذ أي واقع إلا ما تسمح له أنت بالدخول.

فقط في الكتابة انت تصنع شيئا من العدم تقريبا. ويكون مصير شخصياتك في يدك أنت فقط، بل -ببعض الغرور- يمكنك أن تعتقد أن حتى مصير القاريء في يدك أيضا.

يعطي فعل الكتابة للكاتب قوة لا نهائية، تجعله يختبر اللا حدود ذاته. يعطيه سيطرة تعلو فوق قيود الزمن والمكان والعلم.

كل شيء ممكن الآن، أنت فقط من تضع القواعد، بل وأنت ايضا من تكسرها. شخصياتك ينظرون لك كل يوم في لهفة، ينتظرون معرفة مصيرهم، يتساءل كل واحد فيهم ان كانت قصة حبه ستكتمل، او ان كان سيمتلك المنصب الذي يحلم به او ان كان سينجو من الخطر الذي يوشك على ابتلاعه. حياتهم كلها تخضع لتحكمك. انت تعاقب المخطيء لانه يستحق، او تعاقب البريء لأن الخير لا يجب ان ينتصر اليوم. قناعاتك وافكارك تمسك بأزرار التحكم وتشكّل كل شيء في هذا العالم، بداية من لون اظافر الابطال وحتى مصيرهم الابدي.

عندما يتحدثون عن نشوة السلطة والنفوذ، فهم لا يكذبون. الكاتب -اعترف بهذا او لا- يختبر تلك النشوة في كل عمل. نشوة ان تكون كل الأمور متوقفة عليه، وان حرفا يكتبه يقلب كل شيء رأسا على عقب. فقط في الكتابة لا يمكن أن تعزلك الشخصيات، فأنت حاكمهم الدائم الذي لا يتغير ولا يموت.

أن تكتب يعني أن تصير الكل، ووجود أي شيء يكون مستمَدا منك .. ولا شيء موجود إن لم توجد أنت ..

كيف تكون كاتبا أفضلWhere stories live. Discover now