يحمل كل نص انعكاسا لكاتبه..
قد يكون انعكاسا مباشرا او غير مباشر
قد يكون انعكاسا جزئيا
قد يكون انعكاسا مقلوبا (انعكاسا عكسيا)
لكن دائما هناك انعكاس ما
الكاتب دائما يسقط افكاره ومفاهيمه الشخصية في كتاباته، سواء أدرك هذا او لم يدركه..
بل أن أفكاره تظهر للقاريء المدقق حتى لو كان يعرض عكسها تماما..
بعض الكتاب يعرضون قضاياهم الشخصية في كتاباتهم بصورة مباشرة صريحة .. والبعض يعرضونها مغلفة بمجمّلات بلاغية او حجج منطقية او بحبكات درامية .. والبعض يعرضون نقيضها ويظهرون سوئه وضعفه وقبحه، حتى يعود القاريء "بنفسه" للاقتناع بقضية الكاتب..
الكتابة إذا هي فن دس السم في العسل ..
لا تسيء فهمي، فبعض السموم مفيدة ويصنع منها العديد من الأدوية ..
الفرق بين الكاتب الضعيف والقوي، ان الضعيف يظن ان عليه "تثقيف" او "تعليم" الجماهير ما يؤمن به .. هو يدس سمّه الخاص دسا في فم القاريء..
اما الكاتب الماهر فهو من يعرض افكاره في قالب جمالي .. يسلط اضواءه على سمه حتى يقترب القاريء ويأكله طواعية ..
لا يوجد كاتب متجرد او محايد او موضوعي بالشكل الذي يتخيله الناس .. هناك دائما جزء من الكاتب فيما يكتبه .. إذ ان الكتابة بالأساس هي وسيلة تعبير الكاتب عن نفسه ..
وإن كان سقراط يوقن انه يرى الناس عن طريق كلامهم، فالكتابة هي وسيلة الكاتب ليراه الناس ..
لذلك لا يمكن فصل الكاتب عن كتاباته حقا .. فالكتابة هي اعلانه الشخصي عن ذاته وطريقته الخاصة في التلويح للعالم كي يلاحظه ..
