الكتابة هي وسيلتك لتغيير العالم ..
وسط كل القبح والظلم واللامنطقية، يتحول القلم لسلاح بناء شامل ..
داخل كل كاتب طفل معترض على قواعد اللعبة .. طفل يريد لكل الاشياء ان تسير كيفما يراها هو ..
لذلك تأتي الكتابة لتكون بعض الاثقال التي تضبط الميزان .. لتكون بعض الألوان وسط عالم بالأبيض والاسود .. لتكون بعض الملح لوجبة بلا طعم .. لتكون بعض الصخب في عالم صمته كالموت ..
لا نستطيع انكار أن الامر احيانا يبدو بلا جدوى .. في بعض الاوقات ينظر الكاتب لنفسه في المرآة ليجد انه (دون كيخوتي) الذي يحارب طواحين الهواء.
في اللحظات السوداء تصدمنا واقعية اننا لم نغير شيئا، وان البشر كما هم والحياة كما هي، وان كل محاولاتنا واجتهادنا ومعاركنا كانت بلا طائل. نتأمل آثار جراحنا ونتساءل هل حقا كل هذا كان بلا طائل؟!
لكن الحقيقة يا صديقي ستظل راسخة .. الكتابة تغير العالم ..
ربما لا تدرك ذلك او تراه .. لكنه يحدث
ربما يتأخر التغيير .. لكنه يحدث
ربما يأتي بشكل مختلف عما تصورته .. لكنه يحدث
ما نفعله في الكتابة يشبه إلقاء بعض الحصى الصغير في المحيط .. تلمس كل حصاة الماء فتنتج تموجات طفيفة، ثم تغوص الحصاة ويبدو سطح المحيط وكأنه يعود لسابق عهده دون اختلاف .. بالطبع لا حصاة ستستطيع صنع موجة عالية ..
ولكن ماذا عن آلاف الحصوات؟ .. ملايين الحصوات؟
كل كاتب منا ينتمى لذلك النادي الذي يضم ملايين الكتّاب في الكرة الارضية كلها .. وليس في الحاضر فقط بل النادي يضم كتّاب الماضي وكتّاب المستقبل الذين لم يأتوا بعد ..
كل كاتب من هؤلاء الملايين يلقي حصواته .. كل واحد يرى حصاته تغوص وتموجاته تختفي من امامه .. لكن ملايين التموجات تصنع موجة .. ومليارات التموجات تغير شكل المحيط تماما ...
