دخل للبيت ليجده خاليا كالعادة ليتجه لغرفته يخلع ملابسه و يدخل يستحم ثم اخذ شفرة و جلس على طرف الحوض ليمررها على فخذه الايمن مكشرا ملامحه بألم شديد
كان ينظر للدماء بشرود و تجمعت الدموع في مقلتيه
و تقوست شفتيه
هذا مؤلم لكنه مريح.... كلما اذى نفسه سيرتاح
ارتدى بيجامة سوداء و ربط خصلات شعره ثم نزل للاسفل داخلا لمكتب والده يبحث عن شيء ما
لكن ما يبحث عنه لم يعثر عليه
تنهد بخيبة يجر خطواته لحديقة البيت يجلس هناك ينظر للجيران بهدوء.. متتبعا حركات اطفالهم و كيف يلعبون و يضحكون بسعادة
فوقف و ركض نحوهم.. حتى توقف امامهم و على ملمحه ابتسامة واسعة
(هل استطيع اللعب معكم)
ثال محتضنا يديه مبتسما على نطاق واسع
و لكن سرعان ما وسع عيناه عندما قامت احدى الفتيات برمي الكرة بقوة على وجهه ليسقط ارضا بألم ممسكا وجهه بوجع حاد و دموعه لطخت وجنتاه
ثم تعالت قهقهات الاطفال يحومون حوله يشيرون له يهتفون
(غبي.... غبي....بشع... بشع....قذر)
و الكثير من الكلمات السيئة الجارحة لفؤاد الطفل
و الاسوأ ان اباء الاطفال لم يوقفو ابناءهم عن افعالهم
بصعوبة وقف ليركض للبيت يدخل بهمجية و يصعد لغرفته... اغلق الباب بالمفتاح و انزلق على الارض يبكي بحرقة
و زحف نحو الخزانة ينظر لوجهه المتورم المحمر
قام بفتح الخزانة ليدخل داخل احد الرفوف و يعاود غلقها متكورا في ذلك الرف المظلم يبكي و كل المشاعر السيئة غزته
لم يفعل شيءا ليستحق كل هذا التنمر
انه مجرد طفل يريد اللعب و إنشاء صداقات و ينعم بالسعادة و الهدوء... لا ينقصه شيء هو جميل بعيون زرقاء لامعة و شعر اشقر ان جماله خارق للطبيعة
اذن لما يعاملونه بهذه القسوة و البغض
فتح باب غرفته ليدخل رجل ثلاثيني ينادي على طفله
(صغيري اين انت بابا هنا...)
بحث عنه في ارجاء الغرفة و لم يجده
فتنهد بعمق و اتجه نحو الخزانة ليفتحها
فظهر طفله الذي كان نائما هناك فحمله برقة ووضعه على السرير و بالفعل لاحظ نصف وجهه المتورم و دموعه التي جفت على وجنتيه
فوقف وبحث عن مرهم ليبدأ بوضعه على وجه صغيره
عندما شعر الصغير بشيء بارد على وجهه فتح عيناه ناظرا لوالده فشهق ببكاء و بسرعة ارتمى في حضن والده يعانقه بشدة و يشكي له عن تنمر الاطفال و انه لا يرغب بالذهاب للمدرسة
لكن والده شجعه و اخبره انها مسألة وقت و سيكون كل شيء بخير و غدا سيذهب للمدير ليشتكي له
****
في اليوم التالي
دخل السيد مع ابنه لمكتب المدير و بالفعل اشتكى له عن سوء افعال الطلاب و انهم يتنمرون على طفله
و المدير طمأنه قائلا ان هذا الامر لن يتكرر مجددا
YOU ARE READING
In darkness. vkook مكتملة
Non-Fictionمنبوذ....... ضحية..........مكتئب........ سايكو.......... كلكم ستدفعون الثمن غاليا لن اعتذر فأنتم السبب
