" يااهه لقد عدت للحديث معكم مرة أُخرى اليوم.. اممم.. مارأيكم بقصة ثانية ؟؟ " نظرت لأحدى الحبوب لتبتسم بخفة " إنها لأجلكِ فاليوم نهايتكِ أنتِ أيضًا "
" كان هنالك فتاة تعيش حياة بائسة في منزل عائلتها ، كانت تتعرض للتعنيف والتحطيم النفسي من والديها بسبب اشياء كثيرة كبيرة كانت أو صغيرة لكن الحُسنة الوحيدة في حياتها هي وجود حبيبها معها وهو يعيش في نفس شارعهم ، لطالما كان لطيفًا معها ، يحتويها في ضعفها وقوتها ، في فرحها وحزنها ، كان يحبها بحق ويراها كنزه الوحيد والكبير ، ماكسي كانت فتاة لاتعرف أهي ضعيفة الشخصية أم قوية ؟ غبية أم ذكية ؟ حزينة أم سعيدة ؟ لطالما كانت ضائعة في تساؤلاتها هذه ، فهي تعرضت للخذلان والأذية من أقرب الناس لها ، اهلها.. اصدقائها ، لذا اصبحت تحاول قدر الامكان أن تتجنب أهلها ، كما إنها قد عزمت على عدم الاختلاط مع بقية الناس عدا حبيبها راينو الذي عوضها عن كل شيء فقدته .. الحب ، الحنان ، العطف ، الاحتواء ، الصداقة ، الأبوه ، الأمان ، الراحة والسعادة
" بحق لقد تعبت منكِ !! ماذا جنيت من إنجابي لكِ ! بسببكِ لم أرى السعادة والراحة ، بسببكِ لم أرى سوا الهم والغم كل يوم !! ياليتني أسقطتك من بطني في ذلك اليوم !!! ستبقين علة على قلبي طوال حياتي !! لما لاتكوني لطيفة مثل باقي الفتيات ! لما لاتكوني مُجتهدة وذكية مثل أخيك ! لما.. "
لم تستطع ماكسي سماع بقية كلام والدتها فأغلقت باب غرفتها وأقفلته لتخرج من النافذة بكل هدوء وصمت وتذهب لمنزل حبيبها بخطوات سريعة بينما تحاول حبس دموعها ، بعد وصولها لمنزله دخلت لتذهب بأتجاه غرفته دون أن تكلم أحد فقد كانت تعلم بأن والديه مسافرين في هذا الأسبوع ، فتحت باب غرفته لتدخل وتغلقه خلفها فأسرعت بالصعود على سريره والدخول معه تحت الغطاء ، شعر بها فسحبها لحضنه وضمها لصدره بقلق
" ما الأمر صغيرتي ؟ لما لستِ بخير ؟ "
أردف راينو بقلق بينما يتفحص وجه حبيبته
" لِما الدموع ياوردتي !! "
قالها بينما يمسح دموعها بأبهاميه ويقبل عينيها بتكرار شهقت ماكسي لتنهار بالبكاء على صدره ، لم يكن يريد أن يحبس دموعها ويكتمها لذا اخذ يمسح على ضهرها بكل حنان وحب ليهمس قائلًا
" ابكي ياملاكي أبكي ولاتكتمي شيء .. أبكي مادتمي على صدري.. أبكي ولاتخشي من شيء مادمت هنا.. أنا هنا ! .. أنا هنا يا ماكسي ! أنا هنا ولن أسمح لضرر أن يمسكِ ! أنا هنا لأداوي جراحك.. أنا هنا لكي لاتتعب روحك.. أنا هنا صغيرتي "
هدأت ماكسي بعد دقائق وتوقفت عن البكاء لتبقى تشهق بخفوت شديد وهو يمسح على ضهرها ويقبل رأسها بتكرار ، رفعت رأسها عن صدره قليلا لتمسح دموعها فأمسك راينو يديها بحب وهمس
" هذهِ مُهمتي يا ماكسي الصغيرة "
أبتسم لها ومسح دموعها بلطف و كوب وجهها بحب ليقبل وجنيها وعينيها بتكرار لتتورد وجنتا تلك الفتاة المُرهقة فتبسمت وهمست
" والآن حُلوتي.. مالذي ازعجك منذ الصباح ؟ من الذي آلم قلبك الصغير ؟ "
همس قائلًا كلامه بقلق بينما يستنشق شعرها بعشق
" امم.. إنها أُمي كالعادة.. لقد قالت بعض الكلام الجارح.. كان لايزال لديها المزيد.. لكنني لم احتمل وهربت قبل سماعه.. آسفه "
تنهد بعمق وشد بحضنه لها أكثر ليعض سفليته بقوة
" اللعنة.. حبيبتي ماكسي.. لاتهتمي لكلامها.. حاولي ان تتجاهليه حاولي أن لاتسمعيه ابدا ! اهربي ! تعالي لي متى ما أردتي ! وإن لم تستطيعي المجيئ اصعدي للسطح واتصلي بي سأكون عندك !! لن أسمح لشيء أن يحزنك أبدا !! أنا هنا ! انا هنا ماكسي !! "
رفعت رأسها عن صدره لتنظر له بعينيها المُحمرة من كثر البكاء لتهمس بخفوت
" حقًا ؟.. وهل ستكون هنا معي للأبد ؟!.. " " اجل ! سأكون هنا للأبد سأكون معك طوال الوقت مهما حصل !! حتى لو كان بيننا مسافة ! انا هنا "
وضع يده على موضع قلبها وهمس بحب
" أنا هنا وسأبقى هنا "
تبسمت ماكسي براحة وهمست
" أتعلم.. احب هذه الكلمات منك.. "أنا هنا" أحبها بحق.. إنها.. تُشعرني بطمئنينة كبيرة.. " " وأنا أحبك أكثر لذا لاتحزني أرجوكِ ! "
أومئت له بتورد وأراحت رأسها على ذراعه ونامت على الجانب