يوجينا و لِيون 4

10 1 0
                                    


" واحدة لكن ستحصلين على قصة طويلة.."
تلاعب الحبة الحمراء وهي في راحة يدها لتبدأ بسرد القصة

" توقفي.. "
رفعت رأسها بسرعة من حوض المياه وأخذت تتنفس بسرعة وكأنها كانت في سباق تسعل وتعود للتنفس سريعًا ، ضمت ساقيها لصدرها وأمسكت رأسها لتبدأ بالبكاء بألم
بعد مرور نصف ساعة على هذا خرجت من الحمام وذهبت لغرفتها أرتدت بعض الملابس وجلست على السرير ضامه ساقيها لصدرها كالعادة وتحدق ف الاشيء بينما الأفكار والأصوات تزداد في رأسها

قاطع صمتها صوت أمها وهي تطرق على باب غرفة يوجينا وتتكلم بهدوء
" تجهزي لديك موعد مع الطبيب بعد دقائق.. "
" لاأريد.. "
نطقتها يوجينا بكل تعب وأرهاق لتعود والدتها بالتحدث لكن بحزم هذه المرة
" أمرتك أن تتجهزي فورًا ! "
" وأنا لأريد !!! "
صرخت بها يوجينا بينما جسدها بدأ يرتجف ، تنهدت والدتها بثقل وعادت للحديث بهدوء
" لم يبقى شيء على موعد بدأ دراستك كيف ستذهبين للمدرسة وترين زملائك ؟!.. "
" كما كنت أفعل.. "
" أعطي للطبيب فرصة أنا متأكدة بأنه سيتمكن من مساعدتك ! "
" لن يفعل !! لن يستطيع !! لن يستطيع أن يساعدني أبدًا !! لن يتمكن من أيقاف هذه الأصوات ! لن .. لن .. لن يتمكن من أبعاد هذه الأفكار !! أبدًا !! لن يتمكن من شفاء جروحي ! لن يستطيع أن يعيد الألوان لحياتي ! لن يعيد.. لن.. لن يعيد بريق عيني أبدا !! لن ينجيني من هذا العذاب !! هذه فوق أستطاعة لعنة الطبيب !! ليست بأمر يُصلحه طبيب أو أصدقاء !!  لن يستطيع أحد .. لن يستطيع .. لن لن يستطيع لن يستطيع أن .. أن يعيد.. الدفئ للبحر.. لن يستطيع !!

كانت ترتجف بشدة بينما تصرخ وتبكي وتبعثر فراشها وملابسها وأشياءها بجنون ، سحبت صندوق كان بالقرب من سريرها ورمته فخرجت منه صور كثيرة لها مع لِيون ، صور قد التقطوها أثناء مواعدهم وفي منزله وفوق المدرسة وعند البحر وأماكن كثيرة لم تتحمل يوجينا رؤيتها فجلست على الأرض وأصبحت تبكي أكثر وتضرب رأسها بكلتا يديها بهستريرة
جفلت والدتها بمكانها لم تكن تعرف ماذا تفعل ، حتى أنها لم تنطق بحرف واحدة بعد هذا ، هي فقط جلست على الأض عند الباب تستمع لبكاء ابنتها

أستمرت يوجينا بالبكاء وضرب رأسها لوقت طويل إلى أن هدأت قليلا فأرتدت جاكيت أسود وأخذت علبة السجائر وفتحت باب غرفتها لتخرج من المنزل بأكمله ، لم تتمكن والدتها من منعها أبدًا أكتفت بالصمت والنظر لغرفة أبنتها العزيزة وهي في حالة فوضى عارمة بعد دقائق نهضت لترتب الغرفة وتعيد الأشياء لأماكنها
بينما يوجينا قد أخذتها قدميها للبحر ، نظرت له مطولًا بكل ألم وأنكسار ، تقدمت بضع خطوات وجلست على الأرض بتعب تنظر له بصمت وعينيها تقولان كل شيء

" بحري العزيز.. أعلم بأنني المُذنبة هنا.. أعلم بأنني أخطأت كثيرًا بحقك.. وإنني أستحق كل هذا.. لكنني ماعدت احتمل.. الأمر يزداد سوءًا كل يوم.. ماعدت أقدر على مقاومة هذا الألم.. ولا التغلب على الأرق.. قد ملئت رأسي الأفكار.. ومزق عقلي ذلك الصراخ.. نبضات قلبي مُنهكة.. وروحي ميته.. أحاول أن أكون بخير ، أحاول أن أكون كما تريد.. لكنك ورغم معرفك بأن كل هذا سيحصل.. هجرتني.. هل هذا يعني بأنك راضي على حصول كل هذا ؟!.. هل بردت يابحري لهذه الدرجة؟.. القمر يتوق لرؤياك.. ينتظر منك موجة.. كبيرة صغيرة.. أي شيء.. وأنا.. وبالرغم من كل هذا الألم.. وهذه المعانات.. والمحاولات اللانهائية للموت.... أنا.. مُتلهفة لِلقياك.. هل هنالك عودة ؟.. لابأس.. خذ وقتك.. أرتح.. عش حياتك كما تريد.. لكن.. عد لي.. حتى ولو بعد حينٍ طويل.. إني لحضنك الحاني أحن.. ههه.. أمي تظن بأنني أحتاج لطبيب.. تظن بأن هنالك من يستطيع أن يساعدني غيرك.. تظن بأن.. "

 A few daysWhere stories live. Discover now