4

290 38 25
                                    


ستة أشهر مرّت بحُب ورخاء لم يبحث والدي عني
ولم أشعر بالسوء على ذلك

بل عشت معك يا هنائي الهناء

لا يهمني الماضي ولا من فيه قبل لقياك
وخالص العزاء لتلك الأيام اليائِسة التي عشتها بلاك

لاني أملِك بداية العُمر هوانق انا املك هذه الأيام
وقعت في حُبك مُبكراً

وكأني كُنت على عجلة من عُمري أصبحنا نتحدث كثيراً
وكأننا كُنا صامتين لعُمر وحان وقت الكلام

ضحكت لي كثيراً هوانق  ضحكت على أتفه الاُمور معي
وكأنك من الضحك كُنت محروم

وبين كُل ضحكة وضحكة كانت تنبت أجنحة بيضاء لـ قلبي ويحلق داخلي كـ طير مسرور

أصبحت مسؤولاً عني تجلب لي افخم الثياب وتطبخ لي أجمل الطعام

وتغضب حتى من الذباب اذا ضايقني

أصبحت ابًا لشخص لم يتذوق حنان الابوة قط
اصبحت اُمًا ليتيم فقد الأمان منذ طفولته

فـ ما انا بحياتك ؟ سألتك يومًا وجاوبت

" انت مواساتي الإلاهية على سوء العُمر "

آه ياهوانق آه يا نشوة الحُب
ياعذب الكلام والمشاعر

كم وددت الإحتفاظ بِك داخل قلبي
لأحميك من كُل سوء

كُنت تحدثني عن تفاصيل يومك كُل يوم
لكن هناك جزءً ناقص ومجهول لم تخبرني عنه قط
لا عليك ..

سأعطيك مساحتك الى ان تشعر برغبة الحديث
اما انا

فـ عشت كُل أيامي في تِلك الغُرفة الصغيره العب الألعاب الالكترونية التي جلبتها لي أتعلم

كنت وقتها اعيش واظن الأيام تمشي بوتيرة روتينيه عادية

لكني الآن، بعد عدة سنوات اكتشفت ان تِلك الأوقات كانت الأثمن

تِلك الأوقات التي كُنت أقضيها بإنتظارك كانت الأجمل
لأني كُنت مُتيقن بقدومك

اما الآن .. أنتظرك
رُغم علمي بعدم رجوعك

و آه كم هوَ قاسي الإنتظار
الإنتظار اليائس الذي جعلني اكتب لك الرسائل لحين عودتك

لأريها اياك وتعرف من خلالها مدى حُزني
آه ياهوانق لو تعلم بمدى الغُربة التي اشعر بها بعدك

فـ من الصعب عليّ الإعتياد على غياب شخص عاش معي بذاك القُرب لسنين

كُنت كالروح .. وها انا اليوم اشعر بغُربة روحي وبجسدي الفارغ من الحياة بلاك

هل تشعر بما اشعر ؟
هل تكتب لي الرسائل كما افعل؟

هل تُفكر بالعودة لتتقلص المسافة بيننا؟
فـ هناك اسطورة تقول

"الغائب الأحب لقلبك ، سيعود إليك في أحد أيام أكتوبر "

لذا كدست لك الكثير من الأحاديث في قلبي
واعلم انك ستستمع لي بإهتمام وبلا كلل كما اعتدت ان تفعل

يمكنك الرجوع في الثالثة او الرابعة صباحًا
و لا عليك ..

سأهجر النوم في سبيل انتظارك

لا تُفكر بالوقت .. ويُمكنك القدوم حين تشعر بأنك مُتاح
فـ أتذكر ايضًا حين قلت

" مهما بعدت عنك ليكس ، لابد لي من العودة
سأجدك اين ما كُنت .. فـ لا مفر لي منك ولا مفر لك مني "

فـ ها أنا واقفًا على حافة الأمل بإنتظارك
والقلق من عيش ايامًا اُخرى بائسة بلاك يطغى على قلبي

لأني ضائع في الظلام ولأن الأيام دونك كانت قارسة البرودة على جسدي

وجسدي الضعيف في العالم الكبير كان تائهًا ولشيءٍ لا يجدي

و لانك مُشع دائمًا والحياة الهنيئة في صدرك مكانًا آمن ومُناسب للإستقرار

اتمنى ان لا تُخيّب ظني 

رسائِل الى هوانق Where stories live. Discover now