5

290 40 16
                                    


في احدى الليالي المُمطرة خرجنا من المنزل للبحث عن عمل

حين كُنت رافض أشد الرفض فكرة عملي
لكن ما كُنت تقوله ليس منطقيًا هوانق!

فـ اتذكر شدة غضبك مني لأول مره منذ مجيئي حين اقترحت فكرة ذهابي للبحث عن عمل

فـ هذه الغُرفة الصغيرة كئيبه، ومرّ الكثير على بقائي فيها بلا فعل شئ

واتذكر نبرتك الصارمه حين قلت

" الخارج ليس مُناسبًا لك ليكس ! العالم سيئ ولن أستطيع حمايتك منه ابقى في المنزل و انا سأعمل لألبي كُل احتياجاتك "

انا لا أحتاج شيئًا هوانق
انا كُل احتياجاتي بين يديك

أنا أملك كُل شئ معك هُنا
لكن الغُرفة الضيقه هذه تخنقني

واُريد حقًا ان أعمل كي اتخلص من شعوري بأني عبء عليك لكن ..

نغزت قلبي جملة " العالم سيئ " حين نُطقت من ثغرك
لِمَ تقول ان العالم سيئ ياهوانق ؟

ما الذي فعله بك لتخاف ان يفعل بي المثل
ما الذي جرى ، ومن الذي أذاك

هل كانت الحياة قاسية عليك قبل مجيئي
الم تعطيك حقك وقدرك ، يا قدري؟

التزمت بالصمت حين رأيت نظراتي المُتسائله
واعلم انك تكره الاسئله

بالذات اذا سُئلت عن ماضيك
وافقت على اقتراحي بعد اصراري لكن شرطت ان تذهب

معي لنجد وظيفه في نفس المكان ليطمئن بالك
هل ستترُك وظيفتك التي لا أعلم بماهيّتها لأجلي؟

اظن ان تأثيري قويًا عليك

ولا أنكر ان تأثيرك عليّ لا يُستهان فيه حين وافقت فوراً طامعًا ببقائك بجانبي طوال اليوم خرجنا من المنزل

رفعت المظله لنحتمي تحتها سويًا من المطر
بعد مرور عدة دقائق من المشي رأيت جزئًا

من كتفك يتبلل ،، كي ينعم جسدي كله بالإحتماء

ضحيت بجزئًا من جسدك لتحميني
نظرت لسوداويتاك الخاويه .. كانت بلا حياة تنظر للأمام
هناك شيئًا عميقًا في عيناك مدفون

لا اعلم ما هوَ ولا أعلم ما بِك ولِمَ عيناك دائمًا مُتألمه
لكن رؤيتي لتِلك التضحيه كانت كافيه لتمزق قلبي

أكُنت تحبني بتِلك الكثرة هوانق؟

ما الفعل الجيّد الذي فعلته لأحضى بإهتمامك
ما الحسنة التي فعلتها لأحضى برقتك

اردت البُكاء وتوقفت أقدامي عن الحركه
وتوقفت انت كذالك

لا أعلم لِمَ اردت تِلك اللحظه البُكاء
هل أبكي على مافعلته الحياة بِك ولا تُريد اخباري به

ام أبكي على تضحياتك الرقيقه هذه
وبصمتي الذي اعتدت عليه

بلا نطق اي كلمة أقترب جسدي من جسدك وحاوطت يداي خصرك

أحتضنتك بشده ووضعت رأسي على صدرك
كُنت على وشك البُكاء لولا تماسكِ حين شعرت بعد عدة ثواني

بيُمناك ايضًا ، حاوطتني

كُل شئ بدأ مُضيئًا في عتمة الليل الكثيفة تِلك اللحظه
وسط الأمطار الغزيره .. تحت مظله صغيره

التحمت اجسادنا بصمت بلا ان انطق بالسبب الذي جعلني اتوقف في منتصف الطريق فجأه واحتضنك

وبلا ان تسأل .. أحتضنتني هذه اللحظات الصامته

كم كانت صاخبه في قلبي كم هوَ صامت حُبنا هوانق!

خُلِق من الصمت وتربى بالصمت
وها هوَ يكبر اليوم .. بالصمت ايضًا

بلا كلماتٍ أحببنا .. فـ مشاعر قلبك كانت واضحة لتظهر لي من عيناك واهتمامك بمدى حُبك

وكانت عيناي مُثقلة بالحُب كفيله لوصف ما بالقلب حين قال احبك

هذه الليلة شكرت الرب لأول مره

فـ كم كان عظيمًا حظي حين عثرت عليك
وكم كان رقيقًا قلبك

كُلما احتجتك بلا ان تسأل فتحت لي يديك

رسائِل الى هوانق Where stories live. Discover now