6

285 38 26
                                    

انه الرابع عشر من اكتوبر

هل تتذكر قبل عامين أحداث هذا اليوم الحزين ؟

هل تتذكر مشاعرنا العارمة في تِلك الساعات الصاخبه بالصمت ..

اتسائل احيانًا .. هل من الجيّد لي أن أتذكر تفاصيل تِلك السنين الثلاث بلا نسيان اي لحظةً منها

أنا الذي كُنت أنسى اسماء اصدقائي قبل مجيئك
كيف لي أن أتذكر الرمشة التي كادت السقوط من عينيك مثل هذا اليوم قبل عامين

كيف لي ان اتذكر مذاق الطعام الذي حضّرته لي اول مرة
كي لي أن أتذكر طريقة نطقك لكلمة " الشمس" كُل مرة

كيف أتذكر الشعرة البيضاء التي في مؤخرة رأسك
كيف أتذكر الشامة الصغيرة التي في عُنقك

كيف أتذكر تِلك التفاصيل بلا نسيان مثقال ذرةٍ منها هوانق  ..

لا أعلم لِمَ كُلما عاهدت نفسي ان لا أكتب أسطر حزينة أجدني بلا وعي أكتبها وينزف من الحُزن قلبي

حسنًا .. دعنا نعود لقبل عامين
حين كُنت تنام على فخذي

وبعد تأملي لساعاتٍ ملامحك تجرأت وسألتك بعد عناء السؤال الذي كان يدور برأسي منذ أول لحظةً رأيتك فيها

سألتك بخوف وانا احرك يدي على الندبة التي أسفل عينك

" ما الذي فعلته الحياة بك هوانق "

كُنت اريدك ان تخبرني ما الذي جلبك هُنا
و كيف رمتك الحياة في درب الهلاك هذا

كُنت اريد ان أعرف عن الندبات والخدوش والجروح التي تغطي جسدك

مرّت دقائق طويلة بالصمت وعلمت أن صمتك هوَ الإجابة
علمت انك لن تُجيبني

فـ حتى أصدقائك لا يعلمون عن ماضيك شئ
من أنا الذي أسأل وكيف توقعت بأنك ستجيبني؟

وبعد دقائق .. رعشت قلبي نبرتك
حين بدأت بالحديث

انها المرة الاُولى التي تُحكي بها احد عن حياتك
كيف حكيتني يا هوانق؟

  من أنا بالنسبة لك لـ تُحكيني ؟

ما المكانة التي أتخذتها في قلبك كي تتجاوز الخطوط التي رسمتها منذ الأزل .. لأجلي

من أنا .. واين تُسكنني في قلبك الكبير هوانق
أتذكر نبرتك المتزعزعة جيداً ..

حين أخبرتني بأن مُعاناتك بدأت عندما كُنت بالتاسعة من عُمرك حين وضعت والدتك سم الفئران في الطعام

رسائِل الى هوانق Where stories live. Discover now