4-خوف وغيرة

16.3K 793 650
                                    

-لا احد يعلن عن نفسه. الكلّ يخفي خلف قناعه جرحاً ما، خيبةً ما، طعنةً ما.

- احلام مستغانمي

••••

حبّه لها كان نقطة ضعفه، فوحده هو من نجح في كسره لذا حين شعر بخطرٍ يحوم حول مُشكلة قلبه ارتجفت يداهُ خوفاً وتعرّق جبينُه شوقاً ثم لم يجد نفسهُ إلّا وهو يُحارب من أجلِ بلوغ منزل المرأة التّي جعلتهُ يحتضرُ قهراً.

سيفاك لم يكن شخصاً شديد الانفعال، بل كان لا يُظهر شيئاً من مشاعره وإن جاشت بداخله لكن حين تعلّق الأمر بثائرتهِ الإيطالية لم يجد نفسهُ إلّا وهو يسلك طريق الجنون المُفعمِ بطاقةِ الحب السوداوية، طاقة جذبتهُ إلى قوقعةِ الحزن كُرهاً وإجباراً لا طوعاً واختياراً..

أقسمُ أنّه كان يُحارب خوفهُ بكلّ ما امتلكهُ من قوّة، يحاربه بينما يُجابه الموت الذي ضمّهُ إلى القائمةِ الرئيسية نتيجةً لقيادته الجنونية، تلك القيادة التي أوصلتهُ إلى منزلِ هان خاصته خلال دقائق قليلة إذْ ركن سيّارته جانباً ثم ترجّل منها وركض نحو البوابة يريد كسرها لكن حين لاحظَ أنّ نافذة البيتِ كانت مفتوحة تجاهل أمر البوابة وتسلّل إلى الدّاخل تسلُّقاً ليركضُ في ما بعد داخل المنزل وهو يصرخ باسمِ هانا...

استمرّ في الصراخِ بخوفٍ ظاهر لكن خوفه ذاك تلاشى واضمحَلّ تزامناً مع دخولهِ إلى الصالون فقد صُعِق برؤيتهِ لهانا وهي جالسة على الأريكة بكلّ هدوء! جالسة تشرب عصير الفواكه بينما تُشاهد فيلماً رومانسياً

"مرحباً سيّد سيفاك، لقد أحضرتك إلى هنا كي تصرخ بأريحية فهاتفي المسكين لم يكُ ليتحمّل عُلوّ نبرتك"

هذا ما قالتهُ الأخيرة قبل أن تضع كأس العصير جانباً ثم كدلالةٍ على المكرِ زيّنت ثغرها بابتسامةِ النصرِ ونهضت تنظر باستحقارٍ لذلك الوسيم الذي لم يُحرّك ساكناً، أجل هو لم يحرّك ساكناً بل فقط استمرّ في التّحديق بالأريكة كما لو أنّه ماتَ واقفاً!

رفعت هانا يدها قليلا تُلوّح لهُ بهدفِ إيقاظه من سباتهِ فحرّك سيفاك عينيهِ ببطء شديد ثمّ حدّق بتلك الماكرة رامقاً إيّاها بنظراتٍ مميتة فما كان عليها سوى الابتسام ومُجابهة سهم النّظراتِ القاتلة بسهمِ الألفاظِ الحارقة

"مهلاً سيد سيفاك ألا تُريد الصراخ! هيا أصرخ كما كنت تفعل قبل قليل ولا تكن كأولئك الذين يُظهرون رجولتهم خلف شاشة الهاتف فقط!"

ضغط سيفاك على يديهِ بغضب ثم اقترب من هانا بهمجية ليتوقّف على بعدِ خطواتٍ منها ويشرع في تدمير أثاث آيدن المسكين! أجل لقد دمّرهُ وهو يصرخ كالمجنون! يصرخُ مُخبراً تلك المستفزّة أنّها لئيمة وأنّ ما فعلتهُ لم يكن مُزاحاً البتة..

الوغد كان خائفاً عليها وهذا ما لم تتوقّعه هي، فحين عملت على إحضاره إلى المنزل بتلك الطريقة الماكرة لم تكن ترغب بشيء سوى إشعاره بتأنيب الضمير لكن ما حصّلته كنتيجة لأفعالها كان كمّا هائلاً من الدراما المُؤثرة.

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now