5-الوجه الآخر

15.4K 672 398
                                    

لا أحد قادر على الشعور بك وبأحزانك
وحدك أنت من ستشعر بوطأة آلامك..

••••

آيدن لم يكن في وعيهِ حين أقدم على سحبِ سلاحهِ، لكنّه كان واعياً حين اتّجه ناحية سيفاك بهدفِ قتله..

لقد تقدّم منه بوحشية واضعاً في رأسهِ هدفاً واحداً تمثّل في التّلذذ بدمائهِ المخملية لكن صديقه جيمي وقف كحاجزٍ في وجهِ هدفه النّبيل وتدخّل بسرعة رهيبة ليسحبه إليه بتحذير:

"ما الذي تفعله آيدن؟ أحقّاً تريد قتل شخص ما أمام العامة. تبّاً هل فقدت عقلك!"

تضاعف غضبُ آيدن حين أدرك أنه لم يحقق غايته الدموية لكن سرعان ما استطاع اخراج القتل من رُقعةِ الاحتمالات العدائية إذ استعاد عقلهُ في آخرِ ثانية فصلتهُ عن التهور وأخفى سلاحهُ بيدينِ مرتعشتين ثم غادر المكان في صمتٍ مخيف، صمت أجبر صديقه المسكين على اللّحاقِ به بقلق ملحوظ.

عمّ الصمت في أرجاءِ المطعمِ من جديد علماً بأن غريبي الأطوار الذين التفّوا حول طاولة الخداع لم يتمكّنوا من حضورِ مسرحية الغيرة المَرضية التي حدثت في الأرجاء فقد استمرّوا في تبادل اطرافِ الكلام الهادئ إلى أن شعرت مايرا بالاحراج  لاعتقادها أنّ تواجدها في المطعم أصبح عبارة عن ثقافةٍ عامة وربّما لهذا السبب بالتحديد ابتسمت تُعلّق  بنوعٍ من التردد:

"أنا آسفة على كل شيء سيفاك، صدّقني أنا لم أقصد التصرف بطفولية.."

هزّ الأخير رأسه بخفّة حين وصله كلامها ثم أخبرها بكلّ صدق أن لا تتأسّف وأن تكتفي بتجاوز القصّة لكنّها تجاهلت ذلك وحدّقت بهانا عازمةً على الاعتذار:

-"يبدو أن تصرفاتي الغبية تسبّبت في اضطرابِ علاقتك بزوجك وأنا حقّاً آسفة على هذا"

-"لا بأس مايرا، المهم أن الأمور قد توضّحت الآن"

قالتها هانا وهي تعبثُ بكأس العصير خاصتها فابتسمت مايرا من كلامها ذاك ثم قرّرت مغادرة المكان...

صحيح أنّها لم تفصح عن رغبتها تلك في البداية لكن الأمر أضحى واضحاً حين حملت حقيبتها ونهضت عن كرسيّها ثم ودّعت ذلك الثنائي الزائف وغادرت المطعم في صمتٍ غامض لتتحدّث هانا بعدما ارتشفت القليل من عصيرها:

"أخيراً انتهينا فقد كدتُ أختنق من هذه التمثيلية"

ابتسم سيفاك بخفّة ثم رمقها بنظرةٍ ساجية:

"شكراً على كل شيء آنستي الجميلة."

هزّت رأسها بلا بأس ثم نهضت عن الكرسي وغادرت المطعم دون أن تقول شيئاً لكن عندما وقفت أمام سيّارتها تريد فتحها وصلها صوتُ مديرها الهادئ بشكلٍ مفاجئ:

"لما لا نصبحُ أصدقاءً آنسة هانا؟ "

لم تكلّف الأخيرة نفسها عناء الالتفات والنّظر إليه حتّى بل فقط فتحت بوّابة السّيارة وتمتمت قبل أن تركبها:

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now