The thug's hybrid✓

9-رسالةُ وداع

ليتنا مثل الأسماء لا تغيرنا السنين ، وليت حبنا مثل الموت لا يتكرر مرتين.

- جبران خليل جبران

•••••••

صمتت هانا على حين غرّة وراحت تُتابع مشهد فقدان سيفاك لوعيه بخوفٍ لم تنجح في إخفائه، لكن بمجرد ما أدركت أنّ الحقنة التي حاربتهُ بها قبل قليل قد نالت من جسده بالفعل ركضت وسط ذلك الرّواق الضيقِ بهلعٍ يجوبه توتر ثم فتحت ثغرها ناويةً استدعاء الحارس روكو، لكنّها أدركت فجأة أنّها لم تعد مضطرة للّجوء إلى تلك الاستغاثة المثيرة للشفقة فقد اصطدم جسدها الرشيق بصدرِهِ الصلب لتتنفس بدورها مُظهرةً توتّرها المبالغ فيه:

"روكو..لقد..لقد حقنته قبل دقائق، أظنني خدّرته فحسب، أقسم لك أنني لا أدرك ما يحدث الآن لكنني لم أرتكب أيّ خطأ، هو فاقد لوعيهِ فقط لذا إن حدث له شيء ما فأنا لن أكون المُلامة"

وضع روكو يديهِ على كتفي هانا ثم حدّق بها بعينيهِ البُنّيين مُحاولاً تهدئتها:

"لا بأس سوزي، الأمر لا يستحق كل هذا التوتر، تنفّسي جيّداً ولا تجزعي، سنأخذه إلى مقر المُنظّمة حالاً."

أومأت لهُ بخفّة، ثم تنفّست باضطراب وراحت تُشجّع نفسها على التّصرف بفطنة فتجاوزها روكو واستدعى حارساً من الحُراس كي يساعده في نقلِ سيفاك إلى السّيارة، ثم ما إن فعلا ذلك تقدّمت هانا منهما وركبت إلى جانبِ روكو لتُحاوط رأسها هامسةً:

"الجهة الغربية للمقر...رفاق هذا الأحمق سيستهدفون الجهة الغربية لمقرّنا..هذا ما علمته من رسالة شخص يدعى جيم."

أنهت كلامها لترفع هاتف سيفاك نحوهُ فتفحّص بدورهِ آخر رسالةٍ تلقّاها من جيم ليهزّ رأسه بهدوء شديد فرمت هانا الهاتف إلى الخلف ثم أسندت رأسها على مقعدِ السّيارة من جديد:

"روكو، ألن أنجو من كل هذا! ألن أعيش حياةً هادئة كأي فتاة جميلة ورقيقة مثلي!"

هزّ روكو كتفيهِ دون أن يجيبها بشيء ثم أقلع بالسّيارة مسرعاً فضحكت بدورها مُعلّقةً:

-"لا تكن وقحاً لهذه الدرجة سيد روكو، على الأقل أخبرني أنني سأحصل على حريتي يوماً ما.."

-"لا أريد قتل أحلامكِ لكن ما يجول في رأسكِ الآن هو شيء مستحيل."

زفرت هانا بقلّة حيلة ثم أشاحت بوجهها وراحت تنظر من النافذة بضياع فأكمل روكو عمليّة القيادة إلى أن وصل إلى موقف المنظمة...

ركن الأخير سيّارته جانباً ثم ترجّل منها ليتّحد مع الحارس بغية نقل سيفاك إلى القاعة التي احتلّها زعيمهم فوقفت هانا أمامه ببلاهة ليتكلّم بدورهِ على مضض: