25

406 35 14
                                    

مرت ٣ اسابيع ، كل يوم احاول ان افتح موضوعًا جديدا لنتحدث عنه لكن يبدو بأنها لا تحب التحدث او ان مواضيعي مملة ، دائما ما تعطيني جملا قصيرة و مختصرة جدا ، و لا تنظر الى وجهي عندما اتحدث معها كل ما تفعله هو التحديق في الارض او في اصابعها ، ورغم هذا لم اتوقف عن محاولة التقرب اليها ، اما ان اطبخ العشاء ليلة ما ، او اقوم بمساعدتنا في ترتيب المنزل ، ابحث عن افلام جديدة لتشاهدها معي و اعلم بأن ردة فعلها قد تكون صامته بعض الاحيان لكنها دائما ما تبتسم ابتسامة صغيرة و هي تميل برقبتها و هي تنظر للأسفل و اما ان تقول "شكرا" او "لم يكن عليك فعل هذا" ، دائما ما احاول و اخراجها من كهفها و لكن كلما بدأت في ان تتحدث معي و تخبرني عن قصص مرت بها و عن مشاعرها تتراجع و تقلل من كلامها كثيرا ، لا اعلم لماذا ربما لا تثق بي ؟ او ان بعض الذكريات داهمتها؟ لكن في الاسبوع هذا بدأت تتحدث معي بطلاقة ، لا تخجل في الرد و بدأت تبتسم اكثر

لكنني لاحظت شيئا ما اختلف قليلا ، في يوم من الايام قررت الذهاب للمكتبة لأحضر بعض الاغراض لطلابي و عندما انتهيت بدأ بالبحث عنها و وجدتها في قسم دفاتر الملاحظات و في يدها روايتين و اقلام ملونة ، لكي اكون صريحًا سعدت جدا برؤيتها و هي خارج صدفتها ترى جزءًا من العالم ، لم اذهب اليها و لم اقل لها هيا بنا لنعود او اي شيء من ذلك القبيل ، تركتها تأخذ وقتها لتفعل ما تريد و في ذلك الوقت سحبت هاتفي الذي لم يتوقف عن الرنين منذ ان خرجت من المنزل ، فتحته لارى من ، كانت ايما

حسنا انا و ايما لسنا شيئًا حتى الان ، بالطبع اصبحت اتحدث معها اكثر في اوقات العمل و خرجنا سويا بعد انتهاء وقت عملنا لكن كلما تحدثت معها كلما اعجبت بشخصيتها اكثر ، و عندما اتحدث لها هنالك ذلك الصوت الصغير داخلي يقول "توقف ، لا تتعمق اكثر ، انت تفعل شيئًا خاطئًا" ، و لكي اكون صادقا لا احب ان اواجه نفسي بواقع انني في الصباح مع ايما و في المساء مع جيسي و انني امضي الوقت معها فقط لانني اشعر بالشفقة عليها ، ايما ممتعة و لا تتحجر في زاوية واحدة و تعلق نفسها في ذكريات قديمة ، و انا اعلم ان من القاسي قول هذا لكنها الحقيقة

اكتشفت انها انفصلت من علاقة دامت سنتين لانها احست بأنها لا تكن له تلك المشاعر القديمة فقررت ان لا تحكر نفسها و قطعت علاقتها به ، شعرت في داخلي بأنها اضاعت سنتين من عمرها في اللا شيء ، لكن هذا لا يعنيني و قد اصبح ماضيا على اي حال

انها التاسعة صباحًا ليوم السبت ، كلانا لدينا عطلة نهاية الاسبوع ، استيقظت على الم فظيع في رأسي لا اعلم لماذا ، لكن هذا ليس مهما، اين جيسي ؟؟ جانبها فارغ و بارد ، يبدو انها ترتكني منذ فترة

نزلت لأبحث عنها لأجدها جالسا في غرفة المعيشة امام احدى النافذات ، كان نور الصباح قويا و كان يجعل لون شعرها البني افتح بكثير ، كلون العسل تقريبا ، كانت تكتب شيئًا في دفتر ملاحظاتها الذي اشترته قبل فترة ، كانت مندمجة كثيرا فيما تفعله و لم ارد ان اقاطعها لكن كان علي ان اسأل

Angels on earthWhere stories live. Discover now