2

1.7K 87 10
                                    

جلست أمامها محاولًا التقاط بعض الحروف لأكون جملة مفيدة قد تفهمها ، فأنا لا أريد ان أبدو كغريب أطوار

"لمَ لم تأتي البارحة ؟ كنت في انتظارك"

"و لم تهتم ؟"

" انا فقط معتاد على رؤيتك و قلقت عندما لم تأتي ، خفت ان تكون جرعت المخدر قوية بعض الشيء فأثرت عليك"

"لقد فعلت .. و هذا ما أريده"

"مهلا ما تريدينه ؟!"

"نعم ، اريد الموت بأي طريقة ممكنة ، و هل تحسب انني فقط اتعاطى المخدرات ؟ انا ادخن ، اشرب الكثير من الكحوليات ، امشي في شارع مزدحم على أمل ان تصدمني سيارة ، احتك بناس مصابين بالإيدز او اي مرض مزمن لكي احصل عليه ، جسدي اصبح لعبة و خردة ، مليء بالجروح و العلامات الزرقاء لكن هذا هو ما أريده في الواقع ، اريد الموت بشده على ان اعيش بقية حياتي كهذا .."

اتممت كلماتها و نظرها لم يغادر كوبها ، لم يتسنى لي ان ارى عيناها لكن استطيع القول انها تحاول جاهدة عدم البكاء

"انا اسف لم يكن يجب ان أسالك"

"لا باس فهو ليس خطأك"

جملة 'ليس خطأك" قتلتني ، انا من يبيعها المخدر و انا لي نصف أرباح الكحوليات التي تشربها فكيف انه ليس خطأي؟

"و ماذا حدث لك؟" سألتها لكي ارضي ضميري و اطمئن على حالها

ضحكت ضحكة ساخرة و هي تنظر للأسفل ، عضت شفتها السفليه و نظرت الي ، اللعنة الان اختفى شعور الأسى عليها و تمنيت انني كنت من فعل كل تلك العلامات الموجودة على رقبتها

"لا شيء لم اتحملها فاغمى علي و نقلت لغرفة الطوارئ و حاولو استجوابي من اين حصلت عليها فكذبت و قلت انني كنت في حفلة و انخفض عندي الضغط فاعطوني إبرة ما لتعيدني طبيعية ، خرجت البارحة و الان يدي مليئة بآثار المخدر حيثما سار"

كنت أبيع المخدرات فقط لكي اكسب الكثير من المال و لانني احب عمل الخفاء لكن لم افكر بانها قد تؤثر على حياة الناس ، أتذكر انني كنت ابيعها للكثير و الان اغلبهم لم أراهم منذ فترة .. و حذرتهم من خطر اخر جرعة بعتها لهم ، فهل أصابهم مكروه ؟ شعرت بألف غزة في قلبي ، فكرت في عدد من قتلت و في عائلاتهم ، جعلتهم يبكون و يدمرون ايديهم بأنفسهم ، لكن لا شيء من هذا القبيل قد يحصل ان لم ابدأ ببيعها من المقام الاول ..

استغليت بقائي لوحدي و ثروة عائلتي في بيعها ، امي تعمل في كتابة المقابلات في جريدة شهيرة و أبي اكبر و اعدل محامي في البلاد ، كثيرا السفر ، انا وحيد العائلة لذلك انا مدلل و ها هنا دلعي و طيشي ينقلب على رأسي ..

"هل انت بخير؟" قالت و لوحت بيدها أمام وجهي ، عدت للواقع من بعد الغرق في تفكيري

"نعم"

"انا اسفة لإخبارك قصة حياتي على أين حال فانا لن اراك مجددًا"

"ما الذي تعنينه؟"

"علي الذهاب لأمريكا ، اعتقد انني ساعيش هنالك طيلة حياتي"

"أوه .. لا بأس ، فأنا ايضًا سأذهب ، بالتحديد في واشنطون بعد ٣ ايام "

"هذا يجعلنا متعادلين .. اسف لكن هل يمكنني سؤالك سؤال اخر ؟"

"بالطبع"

"ما اسمك ؟"

"جيسي ، و انت؟"

"اشتون"

"تسرني معرفتك ، شكرًا لانك لم ترفض أعطائي مطلوبي خلال الأشهر السابقة"

"لا باس" قلت لها و ودعاها و خرجت من المحل ، جيسي ، هذا هو اسمها ، لكن لم اشعر بان هذا كافي ، اريد معرفة المزيد عنها ،ما اعنيه هو لم تريد الموت بشدة ؟ أتمنى لو انني استطيع مساعدتها و لو في شيء واحد ، لم اكتفي بتلك المعلومتين ، أردت معرفة اشياء اخرى ، الاشياء الصغيرة ، كما اسمها الأوسط ، ما هو فيلمها المفضل ، في اي مدينة تريد ان تسكن ، اشياء و أسئلة كثيرة تدور في بالي

Angels on earthحيث تعيش القصص. اكتشف الآن