مأزق

84 7 5
                                    


ليلةٌ من ليالِي القلعةِ الصامتةِ، حيثُ الكلُ منهمكٌ في عالمهِ الخاصِ، من يصنع الأغلفةَ ومن يكتبُ الفصولَ، كانت تينا قد أنهت جلَّ أغلفتهَا منذُ
ساعاتٍ، ونالتْ قدرًا جيدًا من الراحةِ ليبدأَ المللُ يتمكنُ منهَا، فلا يوجدُ أيُ طلبٍ يُثيرُ فضولهَا لتصممهُ، فراحتْ تتجولُ في أرجاءِ القلعةِ تبحثُ عن أي أحدٍ تحادثهُ، وبينما كانت تتجولُ سمعتْ همسًا بين اثنينِ منَ الجنودِ، يتحدثانِ فيهِ عن سجنِ القلعةِ.

وكجنديٍ مستجَدٍ، ما زالت تذكرُ تحذيراتِ الجنرالِ لهم منَ الاقتراب إليه، هوَ بالفعلِ مقفلٌ بعدةِ أبوابٍ ذكيةٍ، لا يمكنُ لأحدٍ دخولهَا سوَى من يحملُ بطاقةَ الدخول، لكن خطورةَ المجرمينَ فِي الداخلِ تجعلُ الاقترابَ منهُ فكرةً غبيةً جدًا، ومناسبةً تمامًا لعقلِ تينَا التِي ابتسمتْ تقتربُ وتستمعُ لهمس ليلاك وآلي، فكانت ليلاك تهمس:

«أسمعتِ؟ أمس نقلتْ الجنرالُ السجين 000 إلَى زنزانةٍ أخرَى أكثرَ إحكامًا بعدَ محاولتهِ الهرب.»

همهمتْ آلي باهتمامٍ بالغٍ لتجيبهَا بذاتِ النبرةِ:
«سمعتُ بعضَ الإشاعاتِ التِي تُفيدُ أنهُ كادَ يستخدمُ قِواهُ على نائبِ القائدِ سام، لولَا إدراكهَا لخدعته فِي آخر لحظة.»

في تلكَ اللحظةِ قطعَ تنصتَ تينَا وحديثَ ليلاك مع آلي اقتحامَ ميلدبريث القاعةَ بمزاجهَا المتقلبِ، فكانتْ غاضبةً بسببِ أحدِ الأغلفةِ التِي يبدو أنهَا لا تستطيعُ إنجازهُ وحدهاَ، لذلكَ وقفتْ أمامهُم تسألهم:
«أين جيجي؟ أحتاج مساعدتهَا ببعضِ الأمورِ هنَا.»

تحمحمتْ آلي تجذبُ الانتباهَ إليهَا، لتُخفِي توترَ ليلاك وتجيب:
«لا نعلم صراحةً، لم نرهَا منذُ الصباحِ.»

وقتهَا خرجتْ تينَا سريعًا من مخبئهَا تُمثلُ أنهَا دخلتْ للتوِ ثمَ قالت:
«جيجي؟ لماذا؟ هل تحتاجينَ المساعدةَ في غلافٍ مَا؟»

أومأت ميلدبريث:
«أجل، للأسفِ ذلكَ الغلافُ اللعينُ، لا يمكنني إنهاؤه كما يجب.»

«يُمكنني مساعدتكِ إذًا، لقد أنهيتُ جُّلَ أغلفتِي لذَا أنَا متفرغةٌ تمامًا.»
قالت تينَا بـابتسامةٍ مريبةٍ، لـتسحبَ ميلدبريث معهَا لـغرفتهَا سريعًا، وفورَ إغلاقهَا البابَ سألتْ تينَا:
«هل سمعتِ من قبلُ عنْ أيِ إشاعاتٍ حولَ سجنِ القلعة؟»

حدقتْ بهَا ميلدبريث بـتعجبٍ وأجابت بـسؤالٍ آخر : «وما علاقةُ هذَا بـغلافٍ لـروايةٍ من تصنيفٍ رومانسِي؟»

ابتسمتْ تينا لـتدفعَ ميلدبريث للجلوسِ علىَ السرير، وسَحبتْ هيَ كرسيًا وجلستْ أمامهَا لتردف:
«أنا بـالطبعِ سـأساعدكِ في الغلاف، لكنْ قبلًا أودُ منكِ مشاركتِي فِي شيءٍ مَا.»
وقبلَ أنْ تُكملَ حديثهَا قاطعتهَا ميلدبريث:
«أرفض»
ثم استقامتْ تنوِي المغادرةَ، لكن تينا منعتهَا:
«أنتِ حتَى لم تستمعِي لماَ سـأقول!»

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 25, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

البؤساءWhere stories live. Discover now