اجتماع طارئ

248 41 26
                                    

«هل تظنين أنها تشاجرت مع أحد؟»

همست فيليسا مكلمة جيجي، وهما تناظران نيكس المقرفصة في ركن المقهى مستندة على سيفها، بينما تتصفح شيئا ما على لوحتها الرقمية والغضب الجليّ على ملامحها المهتاجة جعل القشعريرة تسري في أوصال الحاضرين، فهم يعلمون جيّدًا أن حالتها لا تبشر بالخير إطلاقًا.

«لا أعلم لكن الوضع مريب، لنذهب من هنا قبل أن تقع مصيبة ونندم.»

اتبعت جيجي مجيبة بخفوت وقد همّت بالرحيل، حين لمحت آسكا متجهة صوب تلك الثائرة بجهالة، تحاول الاستفسار عن حالتها، فقفزت من مكانها بخفة لتجذب زميلتها وأغلقت فمها قبل أن تنبس، لتنقذ حياتها، ثم صاحت بها موبخة:

«أين تظنين نفسك ذاهبة هكذا أيتها المجنونة؟»

أجابت الأخرى دون أن تفهم سبب تصرف صديقتها الغريب:

«لأكلم نيكس، فهي لا تبدو على ما يرام.»

«وهل جن جنونك؟ أتريدين أن يتم تقطيعك بسيفٍ حاد؟»

زمجرت جيجي وسط حيرة آسكا التي لا تزال لا تفهم ما تتكلم عنه زميلتها، الشيء الذي أدركته جيجي سريعًا فتابعت تشرح لها، بعد أن عادت للجلوس بجانب فيليسا كما فعلت تلك الأخيرة:

«لم يمر وقت طويل على التحاقك بالجنود لذا لم تري من قبل نيكس في حالة غضب، الساموراي الحكيم، شخص يعتمد عليه، طيبة تحب المساعدة، كل ذلك مجرد هراء، كلام فارغ خالي من المعنى، فحين تغضب تلك الفتاة يستحسن عدم تواجدك في الأرجاء، لأنها لن تتردد للحظة في تقسيمك لقطع وإطعامك لنمرها المتوحش الأحمق، إن اعترضت طريقها عبثًا.»

لم تكد تكمل تلك الأخيرة كلامها حتى صفقت نيكس الطاولة بقوة شقتها لنصفين، وألقت لوحتها الرقمية أرضًا لتتناثر قطعها في كل مكان مكلمة نفسها بسخط:

«أي هراء هذا؟ أقسم أني لن أرحم أحدًا هذه المرة، وسأتحمل العواقب مهما كانت.»

وصلت الجنرال إل في تلك الأثناء، لتسأل مستفسرةً عن سبب الضجة ظنّا منها أن شجارًا جديدًا قد شبّ بين الجنود، هي التي لم تكد تستمتع بجمال القلعة بعد ترميمها، وقبل أن يتسنى لها فهم الموقف، أقبلت الساموراي الغاضبة وقد جزمت إل أنها رأت بعض الدخان يتصاعد من رأسها:

«هل رأيت تلك الرسائل؟ الغلاف ليس كما كنت أتصور، لا يناسب روايتي وذوقي، ليس كما طلبت، الغلاف عادي خاب ظني بكم... هل يظن أولئك الأقزام أننا نعمل لديهم؟ أي وقاحة هذه وأي تقليل احترام هذا؟»

ثم سلت سيفها وتابعت بجدية بالغة: «سأقتلهم جميعًا، ولا تحاولي منعي.»

تنهدت الجنرال إل بسؤم، وهزت رأسها بأسى من تصرفات نيكس المجنونة، فهي تعي أنها تقصد كل حرف قالته، ولو تركتها لنفسها فلن ترحم أحد، ثم نظرت إليها بتملُّل مرهقة من كل الذي يحصل، فلا يمر عليها يوم هادئ واحد، إذ أن مشاكل الأقزام لا تنتهي:

البؤساءWhere stories live. Discover now