التفاصيل الصغيرة التي لا يلتفت لها أحد هي من تحدث الفرق لدينا وتظهر مدى مكانتنا لدى الأشخاص، فهي ترينا العمق الخفي وراء الكلمات والأفعال، ربما نقمة أن تدرك عقولنا الخفايا وتعرف الحقائق الخفية وراء التفاصيل الصغيرة، أمرٌ متعب أن نهتم لأصغر التفاصيل التي لا أحد يهتم بها، وربما تكون نعمه معرفة الخبايا ويحدث فرق لدينا إن كان هناك من يهتم بها ويقدرها، أولئك الذي يفهمون أدق التفاصيل لا شيء يمر عبثًا عليهم هم العالقون في دوامه التفكير المفرط الذي ربما يجعلهم سعداء أو بؤساء، ربما كلمة أسقطتنا في قاع الأرض عندما يكون باطنها حقيقة مُرّة يحاول قائلها التزييف وكلمة ترفعنا لسابع سماء ولكن عندما تكون الحقائق نابعة من قلوب صادقة يعرفون الحقائق كاملة مهما حاول أحدهم إخفاءها عنهم، دقيقين الملاحظة يعرفون أدق التفاصيل ولكن يتظاهرون بعدم الفهم أحيًانا لبقاء الود، لذلك مهما حاولت إخفاء مقاصدك والمجاملة معهم سيعرفون مقاصدك الخفية فمحاولاتك عبث معهم؛ لذلك اترك الاختباء والمراوغة سيعرفون خباياها فلا تتعب نفسك في التفكير في حِيل تُريهم خداعك حينها لن تروق لهم أبدًا، من يفهم أدق التفاصيل شخص ذكي ولكن الاستغفال والتظاهر بالغباء ما يفعله لكي يجعلك تمارس خدعك الساذجة التي تجعلك تصدق أنها انطلت عليه ولكن أؤكد لك لم تنطلي عليه وإنما يستغفلك ليرى إلى إي مدى ستمارس التلون، إن كانت نظرة عابرة تستطيع تفسير خباياها أتظن خدعك الواهية ستنطلي عليه؟!
