الطريقة الصحيحة للدراسة (تكملة فقرة بخصوص المواد الحفظية)

72 7 5
                                    


والآن وقد عرضنا عليك يا صديقي العزيز نمطين من أنماط الدراسة في الفقرة الأولى بعنوان (بخصوص المواد الحفظية) (إن لم تقرأها بعد عد ستجدها في أحد البارتات)

دعنا اليوم نركز تركيزًا تفصيليًا دقيقًا في المعنى الحقيقي لمفهوم التكرار، فكثير منا يا عزيزي لا يعلم ما هو التكرار الصحيح للمعلومات وكيف نهدر أغلب أوقاتنا في تكرار معلومات إما غير مهمة أو معلومات سبق لنا وحفظنا فما هو التكرار وما هي الأوقات المناسبة للتكرار وما هي عدد المرات اللازمة لتكرار المعلومات حتى تترسخ في أدمغتنا حتى لا نضطر للتطرق لها قبل ساعات من ميعاد الامتحان.

التكرار: هو الترديد الشفوي أو المبطن للمعلومات والتي سبق قرأنها.

 إذًا نحن نحاول بينما نكرر المعلومات شفويًا أن نخرج ونعيد معالجة المعلومات التي مررنا عليها إما سماعيًا أو مرئيًا. باختصار ترديد لكل ما ورد سابقًا...وللأسف ستحزن تتعجب في الأول أن جزء كبير من المعلومات التي نقرأها تختفي اختفاءً سحريًا فيما نحاول استدعاؤها وكأننا لم نقرأها مطلقًا. 

فمثًلا يستطيع الدماغ تخزين كلمة واحدة من أصل خمس أو عشر كلمات في باحاته. إذًا نحن لا نستطيع أن نستذكر مئة بالمئة كل ما نطالعه وهذه حسنة ليست سيئة كما تعتقد يا صديقي فلو ذكرنا كل تفصيل صغير لجُننا وتعقّدنا (لكننا اليوم بغَضَض الحديث عن الطريقة الصحيحة في الدراسة وليس بصدد الجنون هههه)

انتهينا من تعريف التكرار وفهمنا أن الذاكرة في الدماغ لا تقوم بتخزين كل معلومة بل نسبة ضئيلة ولكن!!! وهذه النقطة مهمة جدًا!!! ما هي إذًا الطريقة؟

هُنا نتطرق للإجابة على هذا السؤال بالإجابة أيضًا على السؤال السابق (ما هي الأوقات المناسبة للتكرار؟)

الوقت المناسب لتكرار المعلومة هو الجوهر في ترسيخ المعلومات التي نطالعها أو حذفها من ذاكرتنا. فلو تركنا المعلومات لفترة زمنية تفوق الثلاثين دقيقة دون مراجعتها...سيعتقد الدماغ أن هذه المعلومات غير مهمة له...ويحسب أن مرت مرور الكرام...فيبدأ بإزالتها حسب معتقداته (أن المعلومات التي تمر ولا تكرر لا أريدها) لذلك تبدأ يا صديقي بنسيان المعلومات. جربها!!! اقرأ صفحة على سبيل المثال وبعد أن تقرأها مباشرةً وحاول استذكار ما قرأت. ثم اقرأ صفحة أخرى مختلفة ولكن في هذه المرة لا تحاول استذكارها مباشرةً بل اترك هذا الأمر لساعة أو ساعتين وحاول بعد هذه المدة الزمنية أن تعيد المعلومات. ستجد أن نسبة المعلومات التي تستطيع جمعها في المرة الأولى يفوق نسبة المعلومات التي حصلتها في المرة الثانية.

إذًا هام جدًا جدًا!! كرر المعلومات التي تقرأها مباشرة بعد ولا تهملها وإلا كانت دراستك إهدار للوقت وكان الأحق أن تتمتع بوقتك بدل من القراءة التي لن تفيد بشيء.

والأفضل أن تتبع هذه الأوقات الزمنية في التكرار: كرر المعلومة ثلاث مرات. مرة مباشرة بعد قراءتها. مرة ثانية بعد ساعة إلى ساعتين. مرة ثالثة في نهاية اليوم. سوف تتفاجأ من كمية المعلومات التي تعلق في ذاكرتك مع مرور الوقت ويصيبك شعور ما بأنك ذكي بالفطرة (نعم أنتَ ذكي لأنك تحمل كنزًا في الأعلى لا تقدر ثمنه)

نتطرق هنا للسؤال الثالث ألا وهو عدد المرات التي علينا فيها استرجاع أو تكرار المعلومات. وهذه الميزة إذا ما فهمتها جيدًا يا عزيزي القارئ سوف تنفتح أمامك أبواب النجاح على مصاريعها.

احرص على أن تكون التباينات بين المراجعات متباعدة. ماذا يعني هذا الكلام؟

يعني أن تكون المدة بين المراجعة الثانية والثالثة أكبر من المدة بين المراجعة الأولى والثانية والمدة بين المراجعة الثالثة والرابعة أكبر من الفترة الزمنية بين المراجعة الثانية والثالثة. فلو كررنا المعلومة بعد قراءتها مباشرةً لا نكررها مرة ثانية بعد المرة الأولى حتى تمضي ساعة أو ساعتين من الزمن. والمرة الثالثة تكون في نهاية اليوم كما قلنا سابقًا. والمرة الرابعة ليس في نهاية اليوم التالي بل في نهاية الأسبوع (بعد سبعة أيام على سبيل المثال) وهكذا حتى بعد حين لا يصبح يومك هو فقط تكرار جميع المعلومات التي درستها بل بعضها وكل يوم من الأيام له الوقت الخاص به لمراجعة المعلومات.

ولا تقلق صديقي لن تنسى المعلومات التي كررتها مرتين أو ثلاثة بسهولة. مثلًا راجعت صفحة من الصفحات قرأتها للتو وقمت بوجه آخر بعد ساعتين...هذه الصفحة ستبقى مخزونة في ذاكرتك لفترات طويلة (هذا لأن كما شرحنا سابقًا أن الدماغ يعتقد أن هذه المعلومات التي تكررها أنت هي مهمة بالنسبة له فيخشى أن يلقيها جانبًا أو يمحيها ويبقيها بأمان)

الخلاصة: التكرار أهم من القراءة بكثير!!! والتكرار له طقوسه وأوقاته!!! احترم طقوس هذا الكائن اللطيف ولا تهمله حتى لا تلعن وتشتم في قاعات الامتحان.

ودمتم سالمين أحبائي.

لا تنسى التصويت والتعليق وإبداء رأيك مهما كان. اكتب لي أيضًا ماذا تريد أن أتكلم عنه أو بماذا تحتاج نصائح. سأسعى لتكون تحت أمرك في أقرب وقت. وداعًا الآن وإلى فقرات جديدة.


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
النجاح باختصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن