من يسعى ولا يجد مبتغاه

50 8 13
                                    


أما سألت يومًا نفسك. لماذا ذهب كل تعبي وجهدي سدىَ؟

بالتأكيد! وأنت لست الوحيد الذي يسأل نفسه هذا السؤال العميق. لكن دعنا في الأول نوضح أمر عليك من الآن فصاعدًا تفاديه حتى لا تقع في فخ السؤال مرة أخرى.

الأمر الأساسي المهم وقد يكون الأهم للاجابة على هذا السؤال والتخلص من الحزن والشكوك المرفقة به ألا وهي: لا تعمل اي شيء لتنال مقابل هذا الشيء أجرًا في الحياة. يعني وبكل وضوح وصراحة. وبمثال بسيط يشرح كيفية التفكير الخاطئة عند كثير من الطلاب.

مثال عن الطالب المجتهد: الطالب المجتهد يدرس كل يوم، ويضع هدفًا ما مثل النجاح بعلامة امتياز (لتكن تقريبًا ثمانين بالمائة إذا كانت على فرض علامة النجاح ستون بالمائة). يدرس هذا الطالب ليلًا نهارًا. لا يغمض عينًا عن الكتب. يجتهد طوال العام. إذا جاء الامتحان، وفشل فيه لسبب من الأسباب (الامتحان صعب للغاية، الأسئلة لم تكن بمستوى الطلاب، حظه كان سيئ. توتر في الامتحان. خلل في التركيز. التشتت الزائد...الخ) يسب ويلعن ويشتم نفسه. ويلعن الساعة التي أمضاها في الدراسة والتي مكانها كان بإمكانه الاستمتاع بوقته والتسلية. يكره الدروس والواجبات. يكره نفسه. تختل ثقته بنفسه اختلالًا شديدًا حتى أنه يشعر بشرخ في وسط صدره.

تصبح بالنسبة له ساعات الدراسة هي ساعات من الملل. ساعات اللهو والمتعة هي ساعات من الحياة. يصبح التفكير لديه مربوط دائمًا بالفشل، ويتحول إلى شخص سلبي. عندما يُذكر على لسانه الامتحان يردد فيها عدد المحاولات التي فشل فيها بدلًا من أن يردد على نفسه عزيمته وإصراره.

لذلك، وهذا من أهم الأمور لا بل أهم شيء على الإطلاق. لا تربط علامات النجاح بتحصيلك العلمي وعدد الساعات التي تدرس أوتحضّر لشيء ما. هناك من يدرس ساعات قليلة ويحصّل علامات مميزة وهناك من لا ينام الليل فقط حتى في الأخير يحصّل علامة النجاح. هذا لا يعني أبدًا أن الحياة غير عادلة، هذا لا يعني أنك غبي والآخر ذكي أو مبدع.

ألم تتساءل في حياتك يومًا ما من هم رواد العمل وأصحاب الأموال وعباقرة الزمان!!! بالتأكيد ليسوا من حصلوا مئة في مئة بالجغرافيا أو أخذوا علامة امتياز في مادة التاريخ أو تفوقوا في سنوات دراسة الطب البشري أو رفعوا شهاداتهم شهادات التفوق على مكاتبهم وطاولاتهم. أنتَ مخطئ جدًا جدًا!!!

من يغلب في هذه الحياة هو من يستمر كل يوم مهما كانت النتائج. هو هذا الإنسان الذي لا ينتظر التقدير والتوسيم والشهادات. بل هو من يكون في كل يوم يعمل به من أجل تطوير نفسه خطوة للأمام مبسوط وسعيد ومغتبط. تراه لا يهمه إن فشل مرة أو مرتين أو ثلاث أو عشرة. لأنه لا يعطي أكثر من ثانية للنظر في النتيجة، حتى ينتقل بعدها مباشرة للعمل. لتنمية خبراته ومواهبه. هو هذا الشخص الذي تراه طموح ودائمًا ما يتحدث عن الأشياء الجديدة التي يبتكرها ويصنعها. فإذا كان كاتبًا يتحدث عن رواياته وكتبه وشخصياته والاحداث التي يعيشونها. وإذا كان موسيقيًا عن المعزوفات الجديدة وعن الآلات الموسيقية وعن النغمات والمقطوعات وعن الموسيقين القدماء. وإذا كان عالمًا عن ابتكاراته واختراعاته.

الناجح هو من يضحك عندما يفشل لا من يبكي ويتبكبك. وليس من ينتظر الشفقة من الآخرين بل ينتظر الساعة التي يعودد فيها لعمله بعد وجبة خفيفة...والدقائق التي تأتيه فيها الأفكار والثواني الذي يهبط فيها عليه وحي الإلهام.

يا صديقي!!! لا تكن ضعيفًا ولا تكن شكاكًا ولا تكن كثير الكلام عن المصاعب. ابدأ فورًا بالفعل ولا تنتظر اللحظات التي يأمرك فيها عقلك بالعمل أو تجبرك الظروف على ذلك. أتظن أن الفقير لا يستطيع تحسين حاله إن سعى واجتهد، أو تظن ان الكسول ليس بيده رفع علاماته والاجتهاد إن درس، أو المريض من حاله إن آمن وسعى.

أين الإيمان بالله؟!...أيحتفي هكذا في لحظة من اللحظات ويعود متى ما شئت وأبيت.

والله يا صديقي أنتَ تصنع المعجزات لو أردت. لكنك كسول لا تريد صنع شيء وتريد البقاء في ركن مظلم حتى تبتعد عن الفشل لأنك تخافه وترهبه. أنتَ السبب في كل شيء سيء يحصل عليك.

ودمتم سالمين اعزائي.

لا تنسى التصويت والتعليق وإبداء رأيك مهما كان. اكتب لي أيضًا ماذا تريد أن أتكلم عنه أو بماذا تحتاج نصائح. سأسعى لتكون تحت أمرك في أقرب وقت. وداعًا الآن وإلى فقرات جديدة.

 وداعًا الآن وإلى فقرات جديدة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
النجاح باختصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن