التشتت وقلة التركيز

55 7 36
                                    


هذه النقطة قد تكون من بين كل النقاط المذكورة سابقًا في البارتات هي الأهم ليس لأنها مشكلة كبيرة وحسب إنما هي نقطة غير واضحة مغبشة مظللة عند كثير من الناس لا يجيدون التعامل معها هذا لأن كثير منهم إما لا يتوصلون إلى هذه الفكرة على أنها مشكلة في تقدمهم أو حتى لو توصلوا للأمر يجدون صعوبة في التعامل معها نظرًا لعوز الحلول في هذه المرحلة من العصر

أولًا عليّ التنويه لشيء هام ألا وهو: هناك نوعان من الأسباب التي تؤدي إلى التشتت الزائد وقلة التركيز.

السبب الأول: مصدره مواقع التواصل الاجتماعي

السبب الثاني: خُلُقي مرضي ليس له علاقة بالسوشال ميديا (إصلاح السبب الثاني أهم من إصلاح السبب الأول ولو أن كثير من النصائح تذهب في علاج السبب الأول إنما هو سبب بسيط للتشتت وقلة التركيز الذي لا يُقارن بإصلاح السبب الثاني)

حتى تستطيع التركيز على أمر ما عليك تثبيط كل الفعاليات حولك. لا يستطيع الإنسان على سبيل المثال التركيز في كلمات أغنية ما وهو يسمعها بينما هو يقرأ كتاب في يده، هذا الأمر غير ممكن حتى ولو كان بمقدورك لثانية أو ثانيتين التركيز على كلاهما لن يتحمل هذا الوقت أكثر من خمس ثواني لتجد نفسك إما في أحدهما أو بعيدًا عن الاثنين. (إذًا لا تمارس عملين في نفس الوقت فأنت تهدر وقتك لا تستغله بهذه الطريقة)

كيف تخرّب السوشيال ميديا تركيزنا وتزيد من تشتتنا؟

ليست السوشيال ميديا بالذات هي التي تعطّل التركيز بل طريقة استخدامها، يعني عندما لا نعطي الدماغ الوقت الكافي للتأمل صورة معينة موجودة عليها أو قراءة مقال أو خاطرة أو رسالة بينما نحن نسترسل بسرعة البرق في تقليب الصفحات والأخبار حيث لا يأخذ الخبر الواحد منا ثانية واحدة، يعتاد الدماغ على فكرة أن كل شيء غير هام (أي يستطيع إهماله وحذفه من الذاكرة) نصل إلى مرحلة لا يعود فيها العقل البشري قادر على التمييز بين ما هو مهم وبين ما هو غير مهم فيُهمل كل شيء مهما كانت أهميته حتى عند الدراسة على سبيل المثال يصبح الدماغ عاجزًا على التركيز لأن المعلومات بالنسبة له عليها المرور بسرعة البرق كما هي المعلومات على الفيسبوك على سبيل المثال أو على الانستغرام.

الخلاصة: ليست مواقع التواصل الاجتماعي هي المشكلة بل الطريقة التي نتعامل بها معها.

الآن إلى ما هو أهم وصلب الموضوع. التشتت وعوز التفكير الخُلقي أو المُكتسب (متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط)

أعراضها:

التشتت

ضعف التركيز

الشعور بعدم الارتياح

فرط نشاط غير طبيعي

الشعور بالخمول

الميل في بعض الأحيان للنعاس

صعوبة في التحليل

صعوبة في إيجاد الحلول لأبسط الأمور بينما سهولة في إيجاد الحلول للأمور الصعبة

كل هذه الأعراض محتملة وقد لا تمتلكها جميعًا لكن قد تمتلك فقط واحدة منها طبعًا امتلاكها جميعًا لا يعني أنك تحمل هذه المتلازمة (عليك زيارة الطبيب للتشخيص قبل الحكم المسبق)

العلاج إما دوائي أو سلوكي. لن أتحدث عن العلاج الدوائي لأن العلاج في هذه الحالة يحتاج تقرير طبي ومعاينة فردية للمريض.

العلاج السلوكي بسيط وممتع (نعم ممتع كما قرأت!)

لا تقضي وقتًا طويلًا أكثر من ساعة واحدة في التركيز على أمر معين تريد إنجازه. إن كانت الدراسة تتطلب منك ثلاث ساعات لا تقضي الثلاث ساعات بنفس الجلسة. لن تحصل شيء من هذه الطريقة. بل درّب نفسك أن تأخذ قسط من الراحة بعد كل 45 دقيقة دراسة مثلًا حضور تلفاز او متابعة مسلسل مفضل لديك أو التنزه في الحديقة المجاورة للمنزل إلخ (شيء تقوم به لا يحتاج تركيز ويروّح عن نفسك)

أيضًا درّب نفسك على ترتيب يومك من الصباح حتى المساء. أي ضع برنامج كل يوم!!! الواجبات الطعام الراحة الأصدقاء النوم. اعلم الساعة التي تقوم بها بكل أمر قبل قضاء هذا الأمر.

ابتعد عن الفوضى فالفوضى عدو هذا المرض (إقرأ هذه العبارة مرة أخرى)

اضبط نفسك على القيام بالأمور في ميعادها ولكن لا تُهلك نفسك في التركيز بل خذ أقساطًا من الراحة كافية حتى تستطيع إنجاز مهامك على أكمل وجه (على سبيل المثال إن كانت المهمة تتطلب منك ساعتين من العمل تستطيع إنجازها في ثلاث ساعات ونصف حتى لو تطلب الأمر منك أخذ ساعة ونصف من الراحة هذا شيء عادي المهم أن تنجز المهمة وأن تستفيد منها لا أن تمر عليها مرور الكرام)

أخيرًا والأهم أن هذا المرض علاجه الوقت والخبرة. متى ما زادت خبرتك وتقدمت في السن ستجد نفسك تتعامل مع هذه المشكلة على أنها أمر طبيعي جدًا ومن يعلم قد تجد أنها نعمة على حياتك لا نقمة (صدقني هي نعمة :) )

ملاحظة: هناك دراسات قيد التطوير والتنفيذ لم تثبت صحتها بعد في علاج هذا المرض علاج سلوكي وهي: المخيخ يحمل 70% من الخلايا العصبية الدماغية والمخيخ لا يتأثر بفعل هذا المرض لذلك ويُقال: ممارسة الرياضة بطريقة تُعمل فيها هذا المخ الصغير (المخيخ) يقوم بتحسين الأعراض بنسب كبيرة وعالية جدًاااا...

أتمنى أن تكون المعلومات مفيدة. لا تنسى التصويت والتعليق. إلى اللقاء صديقي مع حلقة أخرى من "النجاح باختصار"

.....


Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
النجاح باختصارWhere stories live. Discover now