كانت البرودة تنهش دواخلي حينما كنت اتفقد المرافق التي انا مكلف بها بينما اسرع بخطواتي لعل حركتي تدفئني قليلا متجاهلا صخب ارتداد حذائي العسكري على الارضيات التي كانت اغلبها حديدية تعطي شعورا مضاعفا بالبرودة .
الهدوء هو ما كان يسيطر على اغلب الاقسام التي مررت بها فالجميع منجرف بروتينه اليومي ...منهم من يعد ايامه للعودة للمنزل واغلبهم من يعد ايامه لموته برتابة وقليلا ما تسمع ضحكات او همسات هنا و هناك وسرعان ما تتوقف تزامنا مع اقتراب احدهم .
حالما مررت من امام زنزانة ذلك الفتى استوقفتني قدماي مجبرا لثواني طويلة قبل ان اتخذ قرارا بتفقده فقد كان هدوء زنزانته تحديدا غير مريح البتة ....لم اتردد كثيرا قبل ان اطل برأسي من الفتحة العلوية للباب واجده نائما بهدوء وكأن سلام الكون اجمع اجتمع به هذه المرة لابتسم بخفة واهم بعودتي لمكتبي الذي لم يبعد عن هنا كثيرا لولا ان رائحة الدماء الواضحة استوقفتني لافتح الباب الحديدي واقترب منه بهدوء جاثيا على ركبتي امام فراشه ويدخل الحارس المكلف بالممر خلفي سريعا قلقا من تعرضه للمشاكل.
هيونجين :لما هو مقيد هكذا.......هل امرتك بفعل هذا!
الحارس :حسنا....الضابط كيم هو من امر بهذا الى ان يتعافى بالكامل من عمليته
عقدت حاجباي ببطء محاولا استيعاب ما يعاني منه رغم وضوحة الامر امامي فأنين ذلك الفتى وتعرقه ووجود تلك البقعة الصغيرة من الدماء اسفله لم تكن سوى بفضل بعض العاب الضابط كيم وقت فراغه .
تنهدت بثقل محاولا عدم التفكير بكم المشاكل التي سافتعلها مجددا قبل ان اطلب من الحارس اخبار العيادة الطبية بقدومه وابدأ بفك قيود ذلك الفتى الذي فتح عينيه بعد دقيقة او اقل وجفل مطلقا تأوها منهكا حالما حركته وحالما ادرك ان ما يستند عليه هو جسدي انتفض عني سريعا محاولا ابعاد جسده رغم معرفته ان ذلك لن يوقفني عن ما سأفعل به ايا كان .
اقتربت منه مجددا ليغمض عينيه التي تساقطت الدموع منها بغزارة وتحدث بأنين باكي
فيلكس :ارجوك .....انه يمزقني ....يكفي ما لديك بالفعل....ارجوك
هيونجين :لا بأس ....لن افعل بك شيئا صدقني....لنذهب الان ونخلصك من ما يؤلمك حسنا?
تنهدت بثقل حينما علمت انه لن يخضع لكلماتي بسهولة برؤيته ينتفض من ادنى لمسة مني ويتهرب منها وما كان مني الا ان حملته وسط مقاومته والتي كانت لا تكاد تذكر ثم ذهبت به للعيادة الطبية واللذين لم يترددوا للحظة في معالجته طالما انني انا من احضرته.
-في الصباح -
لاحقا علمت من الطبيب المسؤل انه قد اجريت له عملية تضييق من الاسفل دون تخدير ودون تعقيم جيد حتى وكم كان محضوضا لان الامر لم يتخطى التهاب العملية وبعض الحمى التي لم تطل بعد ان تم الاعتناء به وبجرحه جيدا ولم اكلف نفسي تكبد عناء السؤال عن من كان وراء هذا حقا فالامر كان واضح لي لدرجة مزعجة.
YOU ARE READING
pain
Teen Fictionذلك الألم الذي عشت فيه طوال حياتي حتى ظننت ان ذلك قدري وانك لن تأتي لي البتة ... بات اسوء بوجودك.
