part5

133 5 2
                                    

   لاول مرة منذ مدة تتساقط فيها الثلوج ولا آبه بها فقربه كان كفيلا بجعلي انسى بداخل اي سجن سيء السمعة كنت عوضا عن البرودة والصقيع اللذان كانا باوجهما خارجا وكم كانت ملامحه هادئة ومسالمة حينما كان يحتضنني بين يديه وفي تلك الاثناء تحديدا ادركت فيها انني وصلت برفقته لحد كان من المستحيل علي التراجع بعده وادركت ان ايامي لن تعود كما كانت قبل ان يأتي لي ولن اعتاد ابدا على حياة لا يكون هو فيها.

للحظة تمنيت ان اقضي بقية ايامي هنا على هذا السرير برفقته استمع لقصصه المبتذلة وحماسه حول سلاح جديد يرغب به او سيارة رأها وارد عليه بسخرية اخفي خلفها حماسي لكل شيء يخصه لكنني ايقنت ان تلك ستبقى مجرد اماني بعيدة المدى حالما انسحب من بين يداي حينما طرق الباب بشعر مبعثر وتنهدات خافتة تبعتها تنهداتي حينما سحب معطفه وخرج واتى مساعده بعدها لاعادتي لغرفتي مجددا.

-بعد اسبوع -

حضيت هذه المرة باسبوع هادئ يتخلله نزهاتنا انا وهوانغ بوقت راحته مساءا في ارجاء مساحتنا المحدودة والتي تكون غالبا الباحة الخلفية او سطح المبنى الذي نكون به محاولا  تعويضي قدر المستطاع عن انشغاله بالمسؤليات التي اثقلها عليه منصبه.

حقيقة كانت فترة قصيرة التي ظهر بها هوانغ في حياتي لكنها انستني كل ما حدث خلال تلك العشر السنوات التي قضيتها هنا وكأنني لم اكن امتلك حياة قبله ولن افعل بعده وهذا ما اخافني حقا فكيف سيكون علي ان اعتاد على حياة هو ليس بها ان ذهب كمن ذهب قبله فهو شاب ولن يدفن نفسه بهذا السجن لبقية حياته كما هو الحال معي وقد احرم منه وهو لا يبعد عني سوى عدة امتار حالما يفقد اهتمامه بي.....لكنني ورغم كل افكاري السودوية قررت ان اتجاهل الامر واعيش ما علي ان اعيشه الان بعيدا عما سيحدث مستقبلا.

في مساء ذلك اليوم كنت قد اكملت استحمامي ورتبت مظهري بما كان متاحا لدي منذ مدة ولكنه ولاول مرة يتأخر عن موعدنا المسائي المعتاد والذي كان هو من حدده كوقت مخصص لنا لاتنهد التنهيدة بعد الاخرى وانا اتجول في زنزانتي واقترب من الباب بين الحين والاخر محاولا تمييز صوت حذائه وسط ضجة من كان خارجا ويالحظي فها هو صوت حذائه المعتاد يقترب من الباب لابتعد عنه سريعا واجلس على السرير ممثلا انني لم اكن اتوقع قدومه ويدخل بعد ثواني معدودة بابتسامته المعتادة والحظ بدوري من دخل خلفه وبدأ بخلع قميصه لتشحب ملامحي واستطعم المرارة المعتادة بحلقي مفسرا بشكل سودادوي وبديهي سبب تأخره ....لقد سأم مني واراد وسيلة تسلية جديدة!

سرعان ما تدارك هيونجين الامر حينما لحظ شحوبي ليقترب مني جاعلا اياي انظر له مجبرا بينما يديه تحيط بوجهي كي يجذب تركيزي نحوه بابتسامته المعتادة

هيونجين : الهي ...الا تستطيع ان تسلمني ثقتك ولو لمرة واحدة بحياتك ....ما تفكر فيه لن يحدث صدقني
فيلكس : لماذا?...مالذي ستفعله?
هيونجين : لا تقلق وثق بي يا فتى عيد الميلاد ...هيا اعطيه ملابسك

painWhere stories live. Discover now