أرض زيكولا : 05

443 10 0
                                    


الحلقة الخامسة من رواية ( ارض زيكولا )

بعدها سار فى الصحراء متجهاً إلى ذلك الطريق ..
و ظنّ فى البداية أنه قريب منه فاكتشف غير ذلك تماماً .. فكلما تقدم لم يجد شيئاً فاعتقد أنه سرابٌ ..
حتى تحقق من وجوده حين رأى عربة يجرّها حصان تسير على مقربة منه ..
فأسرع فى اتجاهها فوجد أمامه ذلك الطريق
الذى شاهده من أعلى ..
و لكن سائق العربة لم يلحظ وجوده و ابتعد بها عنه فواصل تحركه فى نفس الاتجاه الذى سلكته العربة ..

مر الوقت و أصبحت الشمس عمودية ..
و زادت حرارتها , و حلّ الإرهاق و التعب على خالد ..
و بدأت آلام ارتطامه فى السرداب تحل عليه مرة أخرى ..
و لكنه تابع سيّره رغم علمه بأن هذا الطريق طويل للغاية , و لابد له من نيْل قسطٍ من الراحة ..
يريد أن يصل إلى هناك فى أسرع وقت ..
يشعر أن هناك أملاً ما فى انتظاره ..
حتى سمع صوتاً من خلفه ..
و حين التفّ وجد عربة أخرى يجرها حصان
فأشار إلى سائقها أن يقف , فأوقف السائق حصانه بالفعل ..

فنظر إليه خالد فى تعب :
- أنا عايز أروح أرض زيكولا ..

فسأله السائق :
- و كم تدفع ؟
فوضع خالد يده فى جيبه ..
و أخرج بعض النقود الورقية ..
و أشار إلى السائق أن يأخذها ..

فسأله السائق غاضباً :
- ورق ؟!
ثم ألقاها فى وجهه .. و تركه و غادر ..
و خالد لم يفقه شيئاً مجدداً ..
و حدّث نفسه بصوت مسموع :
- البلد دى كلها مجانين و لا أيه ؟!
و واصل تحركه , فجاءت عربة أخرى و حدث معها مثلما حدث مع العربة السابقة تماماً .. و تركه سائقها و غادر ..

فابتسم خالد ابتسامة بها خيبة أمل كبيرة محدثاً نفسه ؛
" إنها زيكولا أرض المجانين " ..
و سار مسافة أخرى , و ازداد تعبه ..

حتى سمع من جديد صوت عربة فالتفت فوجدها عربة ضخمة يبدو عليها الثراء , و قد اختلفت عن العربات السابقة من حيث تصميمها و أناقتها .. فرأى أن يوّفر تعبه ..
و لا يشير إليها و يكمل سيره , و مرّت بجواره فوجد شاباً فى مثل عمره  متشبثاً بمؤخرتها دون أن يراه سائقها ..

و حين وجد خالد أشار إليه بيده أن يسرع إلى العربة .. فأسرع خالد إلى مؤخرة العربة هو الآخر .. و تشبث بها .. و نظر إلى الشاب مبتسماً ؛ شكراً .. فهمس الشاب إليه , ووضع يده على فمه :
- اصمت .. كى لا يسمعنا أحد ..

سارت العربة فى طريقها إلى زيكولا يصيح سائقها إلى جيادها أن تسرع ..
و خالد ما زال متشبثاً بمؤخرتها مع هذا الشاب ..
ينظر إليه فى دهشة من ملابسه ..
و شعر بدهشته هو الآخر منه أيضاً ..
حتى اقتربت العربة من سور ضخم ..
فأشار الشاب إلى خالد أن يقفز معه تاركين العربة ..
فقفزا , و ما إن نظر خالد أمامه حتى وجد سوراً ضخماً يصل ارتفاعه إلى ما يقرب من خمسة طوابق , تزينه نقوشٌ غاية فى الجمال ,  به باب ضخم كان مفتوحاً على مصراعيه تمر منه العربات مجيئاً و ذهاباً .. فنظر خالد إلى الشاب قائلاً:
- أنا بشكرك جداً ..

أرضــــــــ زيـــــــّــكَوُلَآWhere stories live. Discover now