أرض زيكولا : 13

393 9 0
                                    

الحلقة الثالثة عشر من رواية ( ارض زيكولا )

توقّفت قدما خالد عن الحركة , و اتسعت حدقتا عينيه ,
و زادت ضربات قلبه حين سمع كلماتها ..
و عاد إليها مسرعاً .. و سألها فى لهفة :
- أنتى قلتى أيه ؟!
فوجدها قد وضعت رأسها على الطاولة ..
و غابت عن الوعى ..
فسألها مجدداً و صاح بها لكنها لم تجبه ,
فحاول أن يجعلها تفتح عينيها و أن تكرر ما قالته مرة أخرى , و ضرب بيده على الطاولة حتى تفيق , و لكن دون جدوى , حتى أمسك برأسها و أعادها إلى الخلف ثم جلس أمامها ففتحت عينيها ببطء ..
و نظرت إليه فى ذهول , فسألها :
- أنتى قلتى أيه فى آخر كلامك ؟
فابتسمت و نظرت إليه ثم سألته :
- من أنت ؟!
فنهض و سأل نادلاً أين يجد غرفة خالية ,
فأشار النادل إلى باب إحدى الغرف فأسرع
و حمل الفتاة على كتفه و التى ضحكت برعونة
حين قام بحملها ..
و سار بها تجاه تلك الغرفة وسط نظرات الفتيات الأخرى اللاتى تهامسن حين وجدنه يحملها و كأن الغيرة أصابتهن .. حتى وصل إلى باب الغرفة فدفعه بقدمه
و دلف بها إلى الداخل – و ما زالت تضحك -
ثم طرحها على أرضية الغرفة ..
و أكمل سيره للداخل و وجد إناءً كبيراً به ماء فحمله ,
و عاد به إليها و سكبه بالكامل فوق رأسها
فصرخت من برودة الماء فسألها :
- افتكرتى أنا مين ؟
فنظرت إليه دون أن تجيب , فأسرع و حمل إناءً آخر و سكبه فوق رأسها , فصرخت :
- تذكّرتك .. أرجوك .. لا حاجة لمزيد من الماء ..
فسألها على الفور :
- مين اللى قتل أبوه عشان يرثه .. و فى الآخر ورث كتاب ؟
صمتت الفتاة , و كأنها تتذكر ثم سألته :
- هل حدّثتك عن ذلك ؟
رد خالد متلهفاً :- أيوة ..
فنظرت إليه الفتاة :
- حسنا .. ماذا تريد منه ؟
فأجابها : - أنا عاوز أوصل له بأى طريقة .. لازم أوصل له .. لازم ألاقى الكتاب و صاحبه .. أنتى تعرفيه ؟
فنهضت و تحركت خطوات بملابسها المبللة و شعرها المبلل
و جلست على أحد الكراسى , و نظرت إليه :
- نعم أعرفه .. و قد أدلك عليه الآن
إن أعطيتنى عشرين وحدة من ذكائك ..
فأسرع تجاهها و قال :
- و أنا موافق ..
فضحكت الفتاة :
- حسنا .. سأصطحبك إلى هناك ..
و لكن انتظر حتى أبدّل ملابسى ..

اتجه خالد مع الفتاة ,
و التى بدّلت ملابسها إلى أحد الشوارع البعيدة ..
و أخبرته بأن بيت صاحب الكتاب فى نهاية ذلك الشارع ..
و خالد يسير و عقله لا يتوقف عن التفكير ,
و يفكّر بما قالته الفتاة بأن هذا الشاب قتل أباه كى يرثه ..
و يخشى أن يكون ما يفكّر به حقيقةً تصدمه بعد لحظات .. حتى وصلا إلى أمام بيت متواضع , فسألها خالد :
- هو جوّة ؟!
فردت الفتاة :- نعم ..
فاندهش و سألها :
- و ليه هو مش بالخارج زى باقى أهل المنطقة الشمالية ؟!
فأجابته :
- إنه هكذا .. بعد أن قتل أباه و فوجئ بعدم امتلاكه لشئ .. أصابه اليأس , فهو يجلس ببيته كثيراً ..
و تزداد حالته سوءًا , و كأنه ينتظر أن يُذبح يوم زيكولا ..
ثم طرقت الباب , و بعد لحظات قام شاب فى العشرين
من عمره بفتحه .. فأشارت إليه الفتاة :
- ها هو صاحب الكتاب .. أما أنا فعلىّ أن أعود إلى عملى .. و غمزت إلى خالد بطرف عينها , و أكملت :
- هناك من ينتظروننى ..
فنظر إليها خالد و قال : - شكراً على كل حال ..

أرضــــــــ زيـــــــّــكَوُلَآWhere stories live. Discover now