3

292 51 2
                                    

chapter 3

.......

انابيل

الْآنَ لَدَيْهَا مُشْكِلَةُ، اسْمُ دِيَاكُو مَارُونِي أَصْبَحَ مِحْوَرَ اهْتِمَامِهَا بِشَكْلٍ رَسْمِيٍّ
تَشْعُرُ بِالْبُؤْسِ تَمَامًا. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ كَانَ مَعْرِفَتُهُ بِوُجُودِهَا يَبْدُو سَطْحِيًّا، كَانَتْ خَارِجَ نِطَاقِ اهْتِمَامِهِ
عَلِيَّ عَكْسُهَا فَإِعْجَابُهَا بِهِ بِحَجْمِ قَارَّةِ أَنْتَارْكِتِيكَا وَلَكِنْ يُمْكِنُ أَشَدُّ حَرَارَةً

حَاوَلَتْ التَّوَقُّفَ، حَقًّا حَاوَلَتْ
لَكِنَّ قَلْبَهَا كَانَ كَمِغْنَاطِيسَ عِنْدَمَا يَتَعَلَّقُ الْأَمْرُ بِهِ
كُلَّمَا حَاوَلَتْ الِابْتِعَادَ عَقْلِيًّا، كُلَّمَا شَعَرَتْ بِشِدَّةٍ أَكْبَرَ لِلْعَوْدَةِ إِلَى الْمَكَانِ الْأَصْلِيِّ

لَقَدْ أَصْبَحَ عُمْرُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا، حَقِيقَةً عَرَّفَهَا الْجَمِيعُ فِي الْمَدِينَةِ بِأَسْرِهَا، فِي الْبِلَادِ بِأَسْرِهَا، فِي عَالَمِ الْجَرِيمَةِ بِأَسْرِهِ ، هَذِهِ حَقِيقَةٌ كَبِيرَةٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْكَثِيرِ مِنْ النَّاسِ- بَعْضُهُمْ يُرِيدُ دَعْمَهُ، وَبَعْضُهُمْ يُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، لِأَنَّ لَدَيْهِ أَعْدَاءَ

حَسَنا كَيْفَ عُرِفْتَ أَنَابِيلُ بِكُلِّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ؟
لِأَنَّهَا اهْتَمَّتْ بِهِ عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ عَنْهُ مِنْ حَوْلِهَا مِثْلَ الْخَدَمِ دُونَ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ هُنَاكَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ آذَانٌ تَسْمَعُ

أَنَابِيلْ لَا تَعْمَلُ لِعَائِلَةِ مَارُونِي أَنَّهَا لَيْسَتْ مُوَظَّفَةً
لَكِنَّهَا تُحِبُّ مُسَاعَدَةَ وَالِدَتِهَا بَعْدَ الْمَدْرَسَةِ
وَخِلَالَ عُطُلَاتِ نِهَايَةِ الْأُسْبُوعِ تَقْضِي تِلْكَ الْأَوْقَاتُ مَعَ فِينْ، لَكِنْ مُنْذُ أَنْ بَدَأَ التَّدْرِيبُ، تَوَقَّفَتْ جَدَاوِلُهُمَا عَنْ التَّنَاغُمِ كَانُوا يَلْتَقُونَ فِي أَوْقَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ

بَدْءُ فِينٍ يَنْمُو أَكْثَرُ مُؤَخَّرًا بَيْنَمَا بَقِيَتْ أَنَابِيلُ تَقْرِيبًا بِنَفْسِ الطُّولِ

نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَكَانِهَا جَالِسَةً تَحْتَ
الشَّجَرَةِ، رِوَايَتُهَا مَفْتُوحَةٌ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَلَكِنَّ عَيْنَيْهَا كَانَتْ عَلَى صَدِيقِهَا وَهُوَ يَتَدَرَّبُ مَعَ دَيَاكُو الْأَكْبَرِ سِنًّا
كَانُوا يَتَدَرَّبُونَ تَقْرِيبًا مَرَّةً فِي الْأُسْبُوعِ لِأَنَّهُ وَفْقًا لِإِشَاعَاتِ الْحَيِّ،
كَانَا طِفْلَيْنِ مُذْهِلَيْنِ فِي التَّدْرِيبِ بِالسَّكَاكِينِ- فِينْ وَتِرِيسْتُوفَرْ الْفَتَى الْجَدِيدَ الَّذِي بَدَأَتْ تُشِيرُ إِلَيْهِ بِاسْمِهِ بَعْدَ الْحَادِثِ

THE RULER/كتاب الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن