(١٣) ظلم قديم، وتار مُبيت ؟؟

80.8K 6.9K 3K
                                    


قبل القراءة متنساش تعمل تصويت على الفصل ...

"أخي ما بَالُ قلبكَ ليسَ يَنقَى؟!
‏كَأنَّكَ لا تَظنُّ المَوتَ حَقَّا!

‏أَلا يَا ابنَ الذينَ فَنوا وبَادُوا
‏أَمَا وَاللّٰهِ مَا ذَهبُوا لِتبقَى!"

‏- أبو نواس.

صلوا على نبي الرحمة


_________________________

توقف بخيله على حدود المملكة بعدما انتهى من أمور جنوده داخل القصر وجاء لتفقد الحدود المشتركة مع مشكى، الحدود التي أصبحت حدود شائكة بعدما كانت مجرد حدود بالاسم فقط، نظر بأعينه صوب مشكى يرى جنود بافل يدورون على بعد صغير منه، يتمخترون على رمال مملكة ما كان لهم أن يطئوها يومًا سوى بوجوههم حينما تدفن فيها .

رفع عيونه بقوة يبصر قصر مشكى الملكي الذي يعلو أحد الجبال، وعيونه تنير بضوء مختلف وصوت داخل عقله يهمس بكلمات رفيقه :

" أنظر يا سالار، هذه مشكى ارضي وارض أبائي جميلة بكل ما فيها، وإن مت يومًا، اتمنى أن أكون شهيدًا مدافعًا عنها "

ابتسم سالار بسمة صغيرة يحرك عيونه صوب الجنود الذي يتضاحكون أمامه بصوت صاخب ينظرون صوبه بنظرات ساخرة وكأنه مجرد مهرج يسليهم، وهو منحهم بسمة لطيفة يرفع كفه لأجلهم، لتبهت وجوه الجميع وتعلو نظرات التعجب وجوههم .

هبط سالار عن خيله يتقدم صوب الحدود بينهم يراقب أنهم تداركوا فاجعة ما فعل هو ودانيار وتميم واحضروا جنود كثر، وهذا متوقع فهم يمتلكون عداد ضخم، كالحشرات تمامًا يتكاثرون بشكل مخيف .

توقف سالار بينما جنوده كانوا مستنفرين جواره ظنًا أنه سيشن هجومًا أو ما شابه، لكن سالار فقط نظر لهم نظرات يقول بصوت هادئ وكأنه عابر سبيل مر بهم بالصدفة :

" السلام عليكم ..سمعت أنكم أتيتم لمشكى منذ فترة وجيزة، ولستم من شعبها صحيح ؟!"

نظر له الرجال بجهل، يتعجبون أن يقترب أحد رجال الممالك الأخرى والتحدث معهم بهذا الود، نظر له أحد الرجال يقول ببسمة ويبدو أنه لم يتواجه يومًا لا هو ولا أي واحد منهم مع سالار في ساحة الحرب ليجهلون محدثهم  :

" نعم صحيح، ومن أنت ؟؟"

حركّ سالار رأسه وعيونه ينظر لمحيطه بهدوء :

" عبدٌ فقيرٌ إلى الله، دعكم مني واخبروني ما الذي تفعلونه في بلاد ليست لكم، ووطن ليس وطنكم ياقوم؟؟ ما بالكم استحللتم الدماء والأرض والعرض؟؟ لا يعقل أنكم ولدتم منبوذين، أعلم أنكم كنتم قبل ذلك مسلمين، لكن نبذتم أنفسكم عن دينكم وتركتم ارضكم واتبعتم أنفسكم فاصبحتوا منبوذين "

على الغضب ملامح الرجال وغلت المراجل في صدورهم وانتفض أحدهم بقوة يدافع عن تلك الأرض التي لا يعلم عنها شيئًا على أية حال :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن