بين الطرفين

"قبول "

" بين طرفين "

" قبول "
" الثالث "

" ما قبل القبول عناد و ما يليه ندم فحسب "

جلسه تحوم حولها سحابه من الصمت تمطر علامات استفهام من كَنَف " فخر " و تشوبها نظرات شاردة من أعين " عدي " الذي حقق نصف ساعه في فكرٌ ساهٍ ، تنهد "فخر" ليجزب انتباه أخيه و لما لم يفعل قرر أن يفتح فاه بقوله

ـ "في أي يا عدي؟ بقالك نص ساعه قاعد سرحان و مبتتكلمش ، انت جاي تسرح هنا! "

فرك عيناه بأنامله ثم صوب بصره نحو أخيه بنظره تشي بالكثير ، قرأ "فخر" الحزن على صفحة وجهه المهموم ف أدرك من نظره و فهم ما فيه دون توفهَهُ بحرف ، الصمت علامه موثوقه على ما يعتمل الصدر من الم أن يفهم أحد نظراتك خير من الحديث إلى عقل خاوي لا يعطي بالا لأمرك أن يكون مجرد مُستقبِل فحسب .

لم يكن فخر مُستقبل فحسب رغم أنه لم يستقبل شئ من أخيه و رغم ذلك أردف بنبره حانيه
ـ "اولا انا مبحبش اشوفك كدا ، ثانيًا مهما كان اللي مزعلك ف مفيش حاجه ف الدنيا تستاهل الهم اللي على وشك دا كلو ، الحزن بيصيبنا كتير بس الحياه بتتعاش مره واحده يا عدي . "

كان صدره مختنق لذا جاهد في إخراج نبرته ثابته
ـ "لما اخد قرار غلط لازم ابقى مضطر اصلحوا صح ؟ بس انا حاولت كتير و فشلت ، مش المفروض يبقى في فرصة تانيه عشان اكون اتعلمت من اللي قبلها . "

علم "فخر" بفطنته أن حزن أخيه بسبب زوجته فقال مستفسرا ليتأكد
ـ "قصدك هدى ؟؟ "

لم يجيب "عدي" و ترك سؤال أخيه معلقًا في الهواء ف تابع "فخر "
ـ "مش كل المشاكل لازم تمر مرور الكرام عشان نتعلم منها ، احنا عموما بنتعلم من رد فعلنا تجاه المشكله مش من المشكله نفسها ، ف واجه و حاول تحول القرار الغلط دا ل حاجه انت فخور انك غيرتها حتى لو فشلت مره و اتنين و ميه مش مهم المهم انك تخرج و عقلك متبرمج على التعامل مع النوعيات دي من المشاكل تخرج وانت مستعد للي جاي و اللي فات مع الوقت أثره هيتمسح."

علق "عدي" ببسمه اعتلت جانب فمه:
ـ "تعرف أن رغم كل دا و رغم كلامي اللي قولتوا بس أنا مستعد احاول عشانها ، هدى غلطه محببه لقلبي و لو فارقتها هتكسر يا فخر، وخايف هي كمان تتكسر."

حرك رأسه للأعلى و للإسفل و قد أدرك حقيقة أن قلب أخيه يتشبث في أطراف مهترئه ستتمزق يوماً ما ، لكن لا مشكله سيتركه يلقي محاولاته في ترميم تلك الأطراف لعل و عسى يحالفه الحظ و تتبدل طباع زوجته ليرتاح قلبه على قلب أخيه .