"لاأزال عبئًا"

54 7 6
                                    


.... الثامن عشر.

‏"يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة رغم كل هذا الإهتزاز".
- دوستويفسكي.



#بين_الطرفين.
"لاأزال عبئًا"






وصل "نور" للمصنع ليشغل عقله في العمل قليلًا قبل أن يصعد إلى مكتبه أوقفه احد العمال يقول له

ـ "بشمهندس نور"

التفت "نور" إليه بنصف جسده العلوي فيما واصل الاخر حديثه
ـ "في راجل جه من شويه قاعد فوق ومستنيك"
ـ "مين؟"
ـ مش عارف هو قالي لما تيجي اعرفك أنه فوق قبل م تطلع"

اومأ "نور" برأسه ثم تقدم وصعد الدرج .. فتح باب مكتبه فرأىٰ أحدهم يجلس على كرسيه ومؤخرة رأسه الوحيده هي التي بانت منه .. اقترب خطوات قليلة تزامناً مع التفات الآخر نحوه ووضوح ملامحه بالكامل الذي اعتلتها بسمه خبيثه وقول مراوغ
ـ "كرسيك لايق عليا اوي يا نور"

تقدم "نور" نحوه وقال وهو يبتسم

ـ "يااه يا ابراهيم دا أنا افتكرتك موت يا راجل"
ـ "كلنا هنموت بس مش قبل م نحقق اللي عيشنا عشانه"

وقف "نور" أمامه رافع الحاجبين بتململ كونه يعلم تمامًا تلك المقدمه المقيته.. مال وتحسس ركبتيه قائلًا

ـ "ركبتي وجعاني"
ـ "حطلها ڤولتارين"
ـ "لا لا لازم اقعد عشان تخف .. الكرسي بتاعي بيخففها"

وثب "ابراهيم" ضارباً جبهته بتذكر وقال متصنعًا الاحراج
ـ "معلش معلش .. ازاي مخدتش بالي اتفضل اقعد"

ابتعد "ابراهيم" من امام "نور" وراح يجلس قبالته بينما تابعه "نور" بضيق وهو يجلس فوق كرسيه ويقول
ـ "مقولتليش اي سبب الزياره"

التقط "ابراهيم" قلمًا من أمامه وطفق يقلبه بين أنامله مجيبًا على قول "نور"
ـ "انت عارف"
رد "نور" بكل بساطه
ـ "وانت عارف اجابتي .. يا راجل دا لو بكلم ف حيطه كانت فهمت"

ابتلع "ابراهيم" تلك الاهانه دون أن يعلق وقال
ـ "هتحتاجني يا نور شراكتي معاك افاده ليك قبل م تكون ليا"
عاد بظهره للخلف وتمتم ببرود حاد
ـ "وانا مستغني عن افادتك .. متقلقش انت لو آخر واحد ف الدنيا انا مش هشاركك ف مال ابويا"

استحال وجه "ابراهيم" من السكينه للغضب لكنه تمالك أعصابه واردف محاولًا بث القلق في قلب الآخر
ـ "تعرف يا نور انا الفتره اللي فاتت دي مستعملتش معاك اسلوب العنف لي؟"

بين الطرفين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن