"ظنوا أنها صدفه"

39 6 2
                                    

....الرابع عشر
"ظنوا أنها صدفه"

#بين الطرفين.

"للقلب أحوال لا يفهمها العقل"
_باسكال_

في احد السجون المصرية كان وقت الزيارات للمساجين متاح، جلس "نور" امام مساعد "طاهر" بهدوء مرعب كما نظراته الذي كان يحدفها له، تردد الشاب في بادئ الأمر أن يبدأ معه الحديث لكن الأمر جد خطير مما حثه على التفوه بخفوت وهو يمشط المكان حوله بنظراته القلقه

ـ "أنا مش عارف اجيبهالك ازاي ولا ابدأ منين."

اتكأ "نور" إلى الطاوله التي تحول بينهم واردف بملامح جامده
ـ "قول متخافش انا سامعك."
ـ " انا عارف انك عارف اني عملت كدا عشان حد وزني وانت عايز تعرفه."

نطق بثقه ساخره
ـ "عارف، فخر." 

ـ "لا مش فخر، فخر عمره م فكر يأزيك صدقني وعشان عارف انك هتقول كدا طلبت اشوفك ضروري يمكن باللي هعمله دا اقدر اكفر عن اللي عملته مع دكتور "طاهر "عشان اقولك مين اللي طلب مني اعمل كدا واللي كل همه انك انت وابن عمك تكونوا الد اعداء لبعض .. "

عقد حاجبيه في فضول جامح وشَخَص بكل حواسه تجاه الشاب الذي اكتسى وجهه عرقًا وكان الرعب باديًا على ملامحه كأنه سينطق بميعاد نهاية العالم ..

مُردفًا بنبرةٍ رَجراجه مرصعه بالحرص

ـ ""كرم"".

بدى عليه الزهول الشديد محاولا تقبل الأمر أو حتى استيعابه داخل عقله بينما نطق مندهشًا

ـ "عمي؟؟"
اومأ الآخر في ظل تذكر "نور" لأحد المواقف التي ذكر فيها والده "رياض" سيرة أخيه الاصغر المدعو"كرم" وعن اختفائه تمامًا عقب موت أبيهم مباشرةً حتى سُبل التواصل معه لم تجدي نفعاً إلى ان راودهم اعتقاد أنه لقى حتفه في بلاد خارج مصر.

بعد ثواني معدوده قضاها في عملية الاستفهام سأل سؤالًا متوقعاً ومنطقيًا بالنسبة له

ـ "وعمي هيعمل كدا لي، دا واحد منعرفش عنه حاجه، انا نفسي عمري م شوفته .. متقول كلام يدخل العقل ولا انت عايز تلبسها لأي حد وتخلع منها."

وما أن استشف الشاب ان الأمر لم يقنع الآخر حاول التشبث بهدب دليل آخر لكنه لم يجد، ومتملكًا منه اليأس أردف يلقي آخر ما لديه

ـ "وانا هعمل كدا لي، طب انا لو بحور هعرف منين انك ليك عم اصلًا .. ورحمة امي م بكدب وماليش مصلحه ف اني اعمل كدا .. انا قولت اللي عندي ومهمتي وقفت لغاية هنا عايز تصدق أو مش عايز دي حاجه ترجعلك، وصَّلي سلامي واعتزاري ل دكتور طاهر بعد ازنك".

بين الطرفين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن