"حل وعقد"

39 7 1
                                    

..... العشرون.

"أودّ أن أبكي وأرتجف وألتصق بأحد الكبار، لكن الحقيقة القاسية هي أنني أحد الكبار "

_ د. أحمد خالد توفيق_

#بين_الطرفين.
"حل وعقد"




'الهي، يا من قوّى مغاليق ضعفي وقلة حيلتي، ناظر خبايا دواخلي ولا عالم بها وبي سواك'
_بقلمي.






كان يملك ثلاث حياوات نصيب من يمسهم هلاكًا رديًا

ضغط مقبض الباب دافعاً إياه بإنفعال وكل ما اهتم عقله بإستقباله واذناه لسماعه هو أن أخيه "بلال" لم يمسه اي اذىٰ ..

بينما كان "بلال" جاثيًا أمام فراش زوجته الغائبه عن الوعي، ماثل امامها لا يفعل شيئًا سوى أنه يبكي كمن فقد اعز الاعزاء.. اقترب منه "فخر" في اقل خطوات وأمسك كتفيه ليقيمه متفحصًا إياه وسائلًا بلهفه وعيناه تمشط كل انش في جسده

ـ "انت كويس! اي اللي واجعك؟ .. تعالىٰ نمشي من هنا هنروح مستشفى احسن من دي."

كانت عيناه تنزف رعبًا على أخيه لاسيما بعدما رأى رأسه محاط بلفه من الشاش الطبي وثمة بقعه حمراء تبللها .. لم يعلق "بلال" فيما استطرد "فخر":

ـ "نزفت كتير صح .. انت مبتردش عليا لي .. رد عليا قولي اي اللي واجعك؟"

حدق فيه "بلال" طويلًا وقبل أن ينبس بحرف فاضت عيناه بالدموع وصدحت نبرته مرتجفه باكيه:

ـ "رانيا سقطت يا فخر."

قالها ثم فك لجام لدموعه ف ركضت فوق وجنتيه بعد أن دفع جسده إلى كتف أخيه مجهشًا بالبكاء ... نبس من بين دموعه

ـ "مقصوده يا فخر .. مش هسامح ف حق ابني سامع يا فخر مش هسامح

رفع ذراعيه يحاوط أخيه بين ضلوعه ثم ربت على ظهره بحنان قائلًا بتعطف وتأثر بالغان:

ـ "المهم انك انت وهي كويسين .. لسه قادمكوا العمر طويل وربنا ان شاء الله ربنا يعوضكوا"

ابتعد عن صدر أخيه ماحيًا دموعه وقائلًا بوعيد:

ـ :مش هرتاح غير لما حق ابني يرجع .. وحق مراتي اللي قلبها هيتكسر لما تعرف"

ـ "حقو هيرجع يا بلال وحياة دموعك دي م هسكت، بس أهدى مش عايز اشوفك كدا، هي لو شافتك كدا هتدايق اكتر"

بين الطرفين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن