الـعِيـادَة the clinic

15.

ها أنَا الآنَ أقفُ عاجزةً
أنَا التِّي قاتَلتُ لسَنواتٍ
هزَمَتنِي خُدعةُ الحُبِّ
أنَا من كنتُ أثِقُ بصَلابَتِي
خَضعتُ لمَشَاعِري
وها أنَا الآنَ أدفَعُ ثَمَن ذَلكَ
كنتُ مجوَّفةً منَ الداخِل لزَمنٍ طوٍيل
وعندمَا ظننتُ أنَّ جوفِي إمتَلأَ
وإذِ بِه كَانَ وهماً فحَسبِ
فلَا روحَ في جوفِي الفَارِغ
ولَا حُب..

.   .   .   .   .   .   .   .   .   .   .   .

بعد مَا نطقَ ذو الشعرِ الوردّي بكلمَاتِه (أن الطعام مسمم)
بَدأت روبِن بالضَّحِك ببرُودٍ.. ممَّا جَعَل سانزُو يندَهِش
فردَّ عليهَا بينَما يُمسِكُ ذرَاعَهُ المصابَةَ قائِلاً..

- " هل متحمسةٌ للموتِ لهذِه الدَّرَجةِ ؟ "

- " أنا طبيبةٌ أيُّها الأحمَق.. "

ردّت ببرودٍ.. ثمَّ بدأَت بوضعِ إصبَعِها فِي فَمِها محاوِلةً جعلَ نفٍسها تتقَيأَ.. رآهَا ثمَّ ابتَسمَ بتكلُّف وأردَف قائلاً

- " لا جدوَى من ذلِك فقَد مرَّت ربعُ ساعةٍ منذُ ذلكَ الوقتِ.. أي أنَّ السمَّ قد انتشَرَ في جسَدِك ."

بدأَت روبِن بالتَّقيُؤ بعدَ نجاحِ محاوَلاتِها في وضعِ إصبَعِها في فَمِها ، التفتَ ذو الشعرِ الوردِيِّ مشيحاً بنَظَرِه بعيداً عنهَا حتَّى إنتهَت
بدَت وكأنَّها تهَلوِس أو شيئاً من هذا القَبِيل ، بدأَت بالضَّحِك وتوجَّهَت نحوَه وهي تصرُخُ قائلةً

- " أرأيت؟؟ أرأيت؟؟ لن أموتَ الليلةَ!! لن أموتَ معَك أيُّها الوَضيعُ المُنفَصِم!! أيَّها السايكُوباثيِّ الحَقِير!! "

كَانَت نبرتُها وضِحِكُها يوحِي بأنَّ السمَّ قد انتَشرَ فعلاً.. بينمَا هو الآخرَ كان جسَدُه خائِراً من التعَبِ وسقطَ على ركبتَيه.. كانَت روبِن تقِف أمامَه مباشرةً..
أردَف وهو ينظرُ للأعلى في عينَيهَا قائلاً..

- " إن كنتِ تَرينَ بصيصَ أملٍ للنجَاةِ فاخرُجِي للبحثِ عن مُستشفَى.. "

- " ألَم تكُن تريدُ أَن نموتَ سوياً قبلَ قليلٍ.. "

أردَفت وهِي تنظُرُ بتلكَ الزرقاوتَين..
وكمَا أنّها فقدَت ما تبقَّى لهَا من أمَل
حتَّى وإن نَجَت فمَا الفائِدة ؟
ما فائِدةُ نَجَاتِهَا إن كَانَت ستعُودُ للإكتئَابِ التي عَانت منهُ.. ما فائِدةُ نجَاتِهَا إِن خَسِرَت بالفعِلِ آخرَ بصيصِ أمَلٍ لها.. مَن أعطَى الضوءَ والنورَ في عتمَةِ حَياتِها ، من كَان لهَا جبلاً ومنَ الرِّياحِ كانَ لهَا حامِياً ، من خُدِعَت بِه ونَسَت أنّه منفَصِمٌ ومَرِيض .
إبتَسَم بضُعفٍ ثم أردَف قائِلاً..