2 || وفاة وزوجة

24 7 2
                                    

"صه، اصمتي قليلًا". تحدثت الشمطاء متجاهلة تأوهاتي تُّباشر عملها في شعري الذي فات دهرًا لِتمشيطه بِالحرارة والمُصفف الكهربيِّ.

كان كل جسدي يَشتعل، كأنني ولدت لتويّ، ولكنه شعور مُثير.
دلفتُ أولًا لِلمرحاضِ واكتشفت أنه مجهز بِشكل رائع للاستحمام، لذا؛ انتهزتُ الفرصة وَغصتُ مع فقاقيع المياه، وبعدها تخلصت من شاربي وبعض الأشياء الأخرى.

خَرجت مِن المرحاض لأرى غنىٰ والسيدة زهراء- كما قالت ليّ- ينتظروننّي، وكانت غنىٰ تنتظرنيِّ بأقسى أنواع العذاب التجميلي.

فعلنا كل شيء يجعل بشرتي قابلة للحياة من جديد، ثم استخدمت كل أدوات التجميل في الحقيبة بِحرص، وبدت لي أنها استخدمتها باحترافية لم أرها طوال أعوامي الثلاثين.

كانت الشمس قد غربت بالفعل عندما تجرأت وسألت غنىٰ عن الزفاف ولِمن يكون، وإجابتها التي دهشتنيِّ قليلًا جعلتني أصمت وأُطبق فمي إلى الأبد.

قالت ليّ: "إنه زفاف والدك".

كانت كلمات كفيلة بِجعل غمامةِ ذكريات تحوم حول رأسي وتتمكن مني ببطء، أبي مُنذ زمن مِن مؤيدي فكِّرة تعدد الزوجات ولكن أُمي كانت تردعه عن هذا، والآن فهمت أنها فشلت وها هو يتزوج ثانيًا.

وأنا أتجهز لِحضور زفاف أبي، يافرحتي.

- "انتهيت، هيا سأنتظركِ بالخارج مع أمي يمكنكِ رؤية طلتكِ في المرآة وارتدي الفستان بسرعة، نحن بِالفعل متأخراتٍ".

تحدثت غنىٰ فجأة، لأهمهم بلا اِهتمام ذاهبةً لارتداء الفستان الذي توقعتُ كونه مُمل وعادي لأنه غير مُرتب له مِن قَبل، وَلكن هناك شهقة متفاجأة خرجت من فمي بعدما أزلت الغطاء.

خرجت غنىٰ مِن الغرفة ضاحكة بعدما عدلت هندامها، وأنا نظرت إلى الفستان الرائع بِعدم فهم.

كان مليء بِالتفاصيل الرائعة، التي فُصلِت خصوصيِّ لِجسد المرأة التي سترتديه، فلم أُضيع الوقت أكثر ولبسته.

عانق جسدي بِنعومة مع لمسته الحريرية، كان وردي به وِسع مِن القدم وفي الخصر كان يبرزه وبالأعلى قليلًا تناغم مع فتحة الرقبة بتدرج حبات لؤلؤ رقيقة.

وجدت بِالحافظة عباءةً سوداء مثل الذي يرتدونها هُنا خارج قاعة الزفاف، ارتديتها اَطمُس مَظهري الرائع عن أعين المُتطفلين، ووجدتُ أيضًا أقراط فضيّة أنيقة، ارتديتها هي الأخرى بِتمهل أقترب من المرآة وصورة شاربي تتراقص في عقلي.

شهقةً أخرى خطفت أنفاسي بعدها ابتسمت بعذوبة تليق على وجهي الجديد في زيه القديم.

ها هي، عادت غَيداء من جديد.

والآن لستُ خريجة المأدبةُ.

_

"بِسمٍّ ﷲ الحافظ عليكِ يا غَيداء، كَبدرِ رمضان أو أجمل حبيبتي". تحدثت السيدة زهراء لابتسم لها بِصدقٍ حقيقيِّ وَمحبةً كبيرةً تكونت فِي قلبي لها.

خريجة المأدبة | NovellaWhere stories live. Discover now