"الفصل الثالث"

350 37 19
                                    


ولا تيأس مهما بلغتْ أوزارك، ولا تقنط مهما بلغت خطاياك، فما جعل الله التوبة إلا للخطاة، وما أرسل الأنبياء إلا للضالين، وما جعل المغفرة إلا للمذنبين، وما سمى نفسه الغفار التواب العفُوّ الكريم إلا من أجل أنك تخطئ فيغفر.
جدد استغفارك كل لحظة تجدد معرفتك، وتجدد العهد بينك وبين ربك. ♡

أذكروا الله ♡

لا تنسوا الدُعاء لأخواتنا في فلسطين 💗

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عندما يأتينا خبرًا كُنا نُتوَّقُ لسماعِه بعد إنتظارٍ لسنواتٍ كثيرة حسبنا فيها الأشهُر، والأسابيع، والأيام، والساعات، والدقائِق، والثواني أيضًا، أقل شيئٍ متوقع هو الصراخُ بأعلى قوة من السعادة ولا يُهم إستماع الناس وإستغرابهم وفكرهِم الَّذي يتهادى على أننا قد جُنِنَّا.. تبًا لهُم، كُل مايُهم هو أننا أخيرًا عادت إلينا أرواحنا بعد هِجرانها،

لكن حقًا مايُثيرُ التعجُّب والصدمة، هو جمُودِ تلك الجالسِة قبالة والدِيها بعد ما ألقى والدها القُنبلة الَّتي كانت بمثابةِ نجاةً لها لا دمار، وكان من المُفترض أن تُصدر أي كلمة أو أي إماءة، ولكنها ظلَّت على حالِها كالحجر منذُ إنضمامِها لهُم تتناولُ طعامها بآلية وكأن والدِها لم يقُل شيئًا من الأساس، فقط إبتلعت الطعام ونهضت قائِلة بهدوء..:

_الحمدُلله شبعت.. أنا داخلة أوضتي عشان هنام.

وتحرَّكت نحو غُرفتها دون أن تُضيف شيئًا آخر، أو تسمع منهم ردًا، وما إن خطت بقدميها داخِل غُرفتها وأُغلِق الباب، إتجهت بخطواتٍ جامدة نحو الفراش، وجلست فوقهُ تضُم قدميها وتلُف ذراعيها حولهما، وعيناها تمركزت على النافِذة الَّتي تبعُد عنها بعدة مترات، فقط ظلَّت على هذهِ الحالة قبالة الدقيقتين، وقبل أن تدخُل في الثالِثة، تحوَّل الجمود لدموعٍ إنهمرت من مقلتيها الَّتي إستحال لونِهما للأحمر على الفور، وأطلقت العنان لشهقاتِها الَّتي جاهدت في جعلها خفيضة كي لايسمعها والِديها وينهالون عليها بالأسئِلة، وظلَّت تبكي هكذا لوقتٍ طويل غيرُ مصدِّقة أن ماتمنَّت طوال عُمرها أن يتحقق قد حدثَ بعد إنتظارٍ أحرق داخلها وأنهكها تمامًا، حتى أصبحت روحها خراب لن يُصلحهُ سواه.!

❈-❈-❈

خرجت من غُرفتها وهي تحمِل بين يديها سُلحفاء، وقرَّبتها نحو ثُغرهِا تُقبِّل قوقعتها بين الثانية والأُخرى بعشقٍ شديد، لتُقابِل في طريقها شقيقها الَّذي ولج للتو داخل شقَّتهِم، وما إن رأت وجههِ إنتفضت كالملسوعة تُلقى السُلحفاء من بين يديها، والَّتي فور ما إن وقعت على الأرضية أدخلت رأسِها داخِلَ قوقعتِها تحمي نفسها، بينما إقتربت الأُخرى نحو شقيقها بسرعة تسألهُ قائِلة وهي تتلمس وجههِ المُصاب بإصابعها..:

_مالك يانوح!..مين اللي عمل فيك كده؟؟

جعد نوح ملامحهِ بألم عندما ضغطت شقيقتهِ الغبية على جرح رأسه بأصابعها، فرفع كفِّهِ يُمسكهم ويبعدهُم عن وجههِ قائِلًا بغيظٍ شديد..:

"ليْتها تعلم" Where stories live. Discover now