"الفصل الثامن"

376 32 20
                                    


"إنّ ليَالَ الشّهر الكَريم خير ما يُستثمُر،
فـ يلمسُ المرءُ ثِمارًا طيّبة، مُباركة،
أصلها ثابِت لا تُزعزع.

ويُعينك كَونك قد اتخذت كَنف ربك
حتى تسير في دُنيا مُتعبة، تكون هيّنة
رفقة أيّام وليال الشهر الكريم.

كـ خُطوةُ المرء نَحو شُعاع النُّورِ،
والرّكض في وِجهةِ الوصول..

كُل خُطوات،
وليال الشّهر،
ومُحاولاته."

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أذكروا الله.♡

ولا تنسوا غزة في دُعائِكُم ")

ــــــــــــــــــــــــــــــ

_هو نُوح فين.؟

لم يكُف حسن عن سؤال كُل من يراهُ في المنزل بتلك الكلِمات عن ولدهِ الَّذي إختفى فجأةً عن الإنظار منذُ الصباح الباكِر، وقد هتف بعدها موجِّهًا حديثهُ لشقيقهِ محمود الَّذي حضر يقفُ جوارهِ في حديقة المنزل بنبرة مُغتاظة..:

_الواد العاق أكيد هِرب من البيت عشان مايعلَّقش الزينة.

_ماخلاص ياعم.. سيبُه وأنا هصحي هارون يجي يركبها أو هنركِّبها إحنا عادي.

حاول محمود أن يُقنِعهُ بتلك الكلِمات لعلهُ يلينُ ويتركُ نُوح وشأنه، إلا إنَّ حسن رفضَ رفضًا قاطِعًا بقوله..:

_لا سيبهُ نايم براحته، ومافيش حد غير نُوح هو اللي هيعلقها زي كُل سنة عشان يبقى يعرف يهرب.

بينما في مطعم نُوح..

كان يتمدَّدُ على الأريكة المُتواجِدة داخِل غُرفة مكتبهِ بإسترخاءٍ تام، وعيناهُ تنظُر للسقف وهو يُتمتم ضاحِكًا..:

_زمانهُم دلوقتي محتاسين في تعليق الزينة..والمرادي مش هعلقها يعني مش هعلقها.

وبعد أن أنهى حديثهُ الَّذي كان بينهُ وبين نفسه دق باب الغُرفة، فاعتدل جالِسًا وسمِح للطارق بالدخُول، فولج شابٌ في مُنتصف عقدهِ الثالث، والذي يكُون الدرع الأيمن لنُوح في المطعم، واقترب نحوهُ قائِلًا..:

_أول ماجيت قالولي إنك عاوزني يامعلم.. خير إن شاء الله.. مش عوايدك تيجي الصُبحية كده.؟

_تعالى أُقعد الأول ياسُرور.

إمتثل سُرور لأمرهِ وجلس جواره، فأخذ نُوح يُملي عليهِ التغييرات الَّتي يُحدثها في المطعم كعادة كُل عام..:

_طبعًا بُكرا رمضان كُل سنة وانت طيب.. فعاوزين بقى أول حاجة نعملها نمنع الأغاني طُول الشهر في المطعم ونبدِّلها ببرامِج دينية شبابية، والمشاريب هتبقى سوبيا وتمر هندي جمب القهوة والشاي وباقية المشاريب الإعتيادية.. والحلويات هتبقى كُنافة وقطايف وبسبوسة وبلح الشام، أما بقى الأكل فـ..

"ليْتها تعلم" Where stories live. Discover now