"الفصل السادس"

340 33 10
                                    


ادعُ ربك بيقين حتى تُجاب، ‏أو تفطن لسبب المنع، ‏أو تنزل على قلبك السكينة وإن لم تفهم حكمة الله فترضى نفسك، ‏وكل ذلك خير فأنت في روضة العبودية لربك.

ـــــــــــــــــــــــــــ

أُذكروا الله،

ولا تنسوا إخواتنا في غزة في دُعائِكم. ♡

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الإنتظار..

شعورٌ مُقيت يكرههُ أي شخص، ولكنه يتحمَّلهُ غصبًا كي ترضيهِ النتائج، ولكن ماذا إن كان الإنتظار نتيجتهُ تحسم حياتُك أو مُوتك بالمعنى الحرفي مثل تلك الَّتي تجلسُ في صالة الإنتظار تحتضِنُ رأسها بكفيها وتُغمض عينيها بهدوءٍ خارجي عكس النار الَّتي تنهشُها من الداخِل بسبب الخوف والقلق الَّلذانِ لا يترُكانِها في الأوانة الأخيرة، ومضى على جلستها تلك خمسُ عشر دقائق، مرُّوا عليها وكأنَّهُم خمسُ عشر سنوات وكأن الوقت يُعانِدُها ويمضي ببطئ مُخلِفًا لها لأنَّها لا تُحب أن تنتظِر، ونادتها إحدى المُمرضات تُخبرها أن دورها قد حان، فوقفت وأخذتها قدماها نحو الغُرفة المنشودة الَّتي تعلمُ مكانها جيدًا لأنها جاءت هُنا مرَّتين من قبل، وبعد أن طرقت الباب وأُذِن لها بالدخُول، ولجت بخطواتٍ مُتثاقلة واقتربت من المكتب الَّذي يجلسُ خلفهُ طبيبًا وجلست على المقعد المُقابل لهُ مُتحدِّثة بتوتر ودون تجميل لكلماتِها..:

_إزي حضرتك يادكتور.. أنا عملت الأشعة اللي طلبتها مني الإستشارة اللي فاتت، إتفضل.

أنهت حديثها تمُد كفها المُمسكة بملف الأشعة ليأخذها الطبيبُ منها، واستغرق الأمرُ عِدة دقائِق في تفحصها تحت مُراقبتها لتعبيرات وجهه الَّتي ستستنتِجُ منها إن كانت النتيجة خيرًا أم لا قبل أن ينطق هو مُخبرًا إياها، ولكن الأمر لم يكُن يبدوا أنَّهُ جيدًا من ملامحهِ المُتوترة، وقد ألقى الملف من بين يديه على طاولة المكتب قبل أن يقول بنبرة تملئُها الأسف..:

_للأسف الموضوع ماطلعش صُداع وخلاص.. الوجع اللي بيجي في دماغك وبيلازمك دا طلع كانسر زي ماتوقعت.

❈-❈-❈

خرجت زهراء من قسم الشُرطة بإرهاق رغم سعادتها بأنَّها نجحت في أخذ حُكم براءة لذلك المُتهم المدعو حسانين، وأخرجتهُ من المُصيبة الَّتي وُضِع بها، وقد توقفت عندما سمعت صوت الأخيرُ يُناديها، فاستدارت لهُ تسألهُ بنبرة عملية..:

_خير يا أُستاذ حسانين.. في حاجة؟.

_معلش أنا من حماستي فضلت أحضن في الكُل جوا ونسيت أشكُر اللي الفضل في إني أبقى حُر يرجع ليها.. انتِ ماشاء الله عليكي مُمتازة بجد.

أعطتهُ زهراء بسمة بسيطة، وردت عليهِ بهدوء خافية سعادتها الداخلية الشديدة من إطرائِهِ لها الَّذي تحُبه دائِمًا من موكليها ويزيدها فخرًا..:

"ليْتها تعلم" Where stories live. Discover now