"الفصل الرابع"

370 37 28
                                    

إن كنت لا تُصلّي خذ الآن خطوة في رمضان، وصلّ الليلة.. لعلّها البداية!
اللّهم هداية لمن لا يصلي..
وقوة لمن يقطع في صلاته..
والثبات لمن يصلي.

ـــــــــــــــــــــــــ

أذكر الله

ولا تنسوا أخواتنا في غزة في دُعائكم♡

ــــــــــــــــــــــــــ

حُزن، قهر، مرارة، وخُذلان عصفوا بدَخلها بعد أن كانت السعادة تكادُ تقفِزُ من عينيها قبل ثوانٍ، ولكنها تبدَّلت بكُل تلك المشاعِر بعد أن لمحت ذلك الخاتم الأسود يلتفُّ حول إصبعهُ الأوسط في كفه الأيمن، ولم يأخُذ عقلها ثانية في السؤال، لأن الإجابة واضِحة، هذا خاتمُ خطبة،
الِهذهِ الدَّرجةِ نسيها ومحاها، وهي الَّتي لم يغب عن عقلها وقلبها ولو لثانِية!

رغبة مُلِّحة في البكاء أصابتها، ولكنَّها تماسكت حتى لا تنفضِح أمام الجميع، ستتظاهر بالهدوء المُمتزِج بالسعادة من أجل عودةِ عمِّها، وعندما تختلي بنفسها سيسقُط القناع، وستنهارُ وتشُارِك وجعها داخل غُرفتِها فقط كما إعتادت،
وبهذهِ الكلِمات أقنعت بها نفسها قبل أن تُغيِّر مسارِها الَّذي كان مُصوَّبًا نحو الحبيب الخائِن، إلىٰ عمِّها العائِد..

وبعد عدة أمتار بينها وبين عمِّها، كان الأخير يقفُ في منتصفِ الصالة يضُم شقيقتهِ الصُغرى الَّتي كانت تبكي بشدة داخِل أحضانه، فتحدَّث يُحاول إخفاء تأثرُّهِ بمزاحه..:

_إيه يازينب العياط دا كُله يابنتي؟، انتِ محسساني إني ماكُنتش على تواصل خالص معاكي وأنا كنت بكلمك تقريبًا كُل يوم.!

ردت الآخيرة عليهِ بنبرة مُتذمرة ومبحوحة من البُكاء..:

_لا بس في فرق مابين إني بكلمك وانت على مسافة بعيدة عني، وإنك قُدامي وبحضنك.

ضحك محمود على حديثها، وبعد أن إبتعد عن أحضانِها نظرت لذلك الشاب اليافِع الواقف خلف والدِه الَّذي إقترب  منها مُتحدِّثًا ببسمة واسِعة..:

_إيه ياعمِّتوا انتِ هتفضلي كده ماسكة في بابا ومش ناوية تسلِّمي عليا.

إبتسمت زينب له بحنانٍ وهي تُمسد على وجنتيه قائِلة قبل أن تُعانِقُه..:

_ودي تيجي برضوا يا يوسف باشا!.. نوَّرت بيتكُم ياحبيبي.

_حمد الله على سلامة حضرتك ياعمي.

نظر محمود للقائِلة ببسمة دافِئة، وكانت الحيرة في عدم معرفتهِ لها ظاهرة على وجهه، فسارعت تعُرِّفه عن هويتها قبل أن يسألها..:

_أنا ذِكرىٰ بنت جلال.

إتسعت إبتسامةُ محمود جاذبًا إياها لأحضانِهِ قائِلًا..:

"ليْتها تعلم" Where stories live. Discover now