الفصل الثاني

993 26 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
~
خرج من صلاة الجمعة و ركب سيارته و شغلّها و إبتسم من نظرات الناس له و فرحة الأطفال من صوت محرك سيارته إلي لفّت الانظار وهو بذاته يحب جذب الأنتباة و آنظار من حوله ، مشى و كعادته المفضلة كل جمعة يشتري دونات و قهوه لأهل البيت وكانت هالجمعة الكمية أكثر مما أعتاد لمعرفته بكثرة الناس ببيت خواله ، دخّل بعدما تنتحنح و تقدم لـ يقبل رأس جدته و أمه و سلّم بنظره لـ زوجات أعمامه و بنات عمه و تقدموا له الثلاّثي " نهار ، هيام ، فجر "  يجلسون حوله وهو مبسوط من حبهم له : الله مين شرا لكم المخور ؟
نطقوا بالوقت نفسه : ماما سوسو
نهار : وشوف حتى أنا جابت لي كندورة
همس له فهد : أنتَ أحلا واحد بس لا تعلم أحد
سندية : وين عيال خوالينك اشوفك بروحك
فهد : قابلت عبدالله عند المسجد و راح عنده تمرين و حسون أكيد نايم أزعجنا وهو يلعب كود و سيـ
دخل سيف و نطق : سلام عليكم ، شفيه سيف
فزت هيام قامت تحتضنه : بابا اشتقت لك !
سندية : يقولون الطيب عند ذكره تونا ننشد عنك
همس نهار لـ فهد : ما أحبه بس لا تعلم أحد
كتم فهد ضحكته و قال : طلعت ونيّس يابن خالي بس وين أمك؟
غادة : اليوم جمعة يجتمعون عندها عيالها يتغدون سوًا
قام فهد : زين أنا أستاذنكم
فجر : فهود عادي نروح البقالة ؟
بأس فهد خدها بأعجاب : لابسه مخور زي سوسو و تبين أردّك ؟  أخسي
سيف : هيام ما بتروح مو زين لها الحلويات
هيام بأصرار : لا بابا بليز أبغى أروح
هزّ سيف رأسه بالرفض : لا أقعدي جنبي
رفع فهد حاجبه : هم يروحون وهي ما تروح ؟ لا طبعًا
ولفّ فهد لها : بتروحين حبيبتي روحي إلبسي نعالك
سيف بحده : ما سمحت لها على كيف مين تقرر !
أديم بعناّد : أنا أسمح ، روحي هيمو اليوم مسموح
سيف بعصبيه : أديم !
سندية بأنزعاج : خلها تروح بلاك عليها !
قاّم فهد و سحبهم من خلفه و إبتسم بأعجاب من منظرهم بالزيّ الأماراتي و أخرج جواله و وثق أشكالهم و ركبهّم سيارته ، صادف إبنه عمه عند البوابه و أنزل الشباك لـ يسمعها
: ماشاءالله مأخذ بنتي بدون ما تقول !
ضحك فهد : السموحه يابنت العم ما قاومت أشكالهم و قررت أخطفها
لفّت ميلاف رأسها لـ تشوف بنتها إلي تقعد بجانب فهد : تصدق ؟ ما ألومك لايق عليها المخور
فهد : توك راجعه من الشركة ؟
تنهدت ميلاف : إيه أبوي و عمي مسكت معاهم أخلص الفرز اليوم و ما صدقت يطلعون يصلون حطيت رجلي
ضحك فهد : الله يقويكم
ميلاف : وين رايحين ؟
فهد : البقالة يغيرون جو شوي
ميلاف : طيب إذا ما عليك آمر توصل نهار لبيتهم لأن خالتي تبيه
فهد : طيب أبشري
ميلاف : بشروك بالجنة
إبتسم لها و مشى لـ البقالة برفقة الثلاثي و حاسب لهم و توجهوا لـ بيت خاله سامر ، وقف عند الباب و أستغرب عدم وجود سيارته و دقّ عليه : خال أنا عند الباب معي نهار
سامر : الله يجزاك خير حبيبي بس والله إني مو موجود دق الجرس و دربك خضرّ
قفل فهد و لفّ على فجر الي تكلمه : فهودي عادي أسلم على جدة لوله ؟ 
فهد : بتشوفينها اليوم طيب
فجر ببرأة : بس بسلّم
أستسلم فهد لبرأة الأطفال إلي تجيبه من آقصاه : طيب ننزل كلنا بس أمسكوا يدي
هزوا رؤسهم جميعاً بالموافقة و تمسكوا بإيدي فهد
عاليه : حيّ الله من جانا
فهد : أخبارك خالتي عاش من شافك
عاليه : عاشت إيامك حبيبي ، تفضل خذ فنجال رأيف و أخوه عندي
فهد : الجايات باذن الله جاي أجيب الشيخ و راجع
مسحّت عاليه على رأس صغيرها : عز الله آنه شيخ آل عمر
فهد : آشوا اني وحيد الهدّاف
ضحكت عاليه و نزلت تُقبل خدّ هيام و فجر : يلا الحين ارجعوا تجهزوا نشوفكم بالليل تمام ؟
فجر : أحبك كثير جدة
عاليه بتفكير : وش كثر ؟
فجر : كبيير مره
شدّ رأيف الحوار من حس بأنه تكرر مع والده و تنهد على الحال بين والديه إلي مرّ على أنفصالهم أكثر من ١٠ أعوام ولمّ يستطع التخطيّ
~
تقدمت تحتضن والدتها إلي فتحت لها الباب : هلا بغزالة روّحي ، شفيك تأخرتي؟
ريم : كنت مع أبوي نروح نفتح قضية مؤيد من جديد
عماد بهدوء : شصار معك ؟
رفعّت كتوفها بعدم معرفة : قال بيشوف وش يقولون له و يكلمني
طالعت عاليه عماد و نظره الآمل إلي رجعت لعيونه : باذن الله يأخذون حقه ، ريم قلبي قبل تقعدين روحي شوفي شهد وين الحين بيجي سامر و نحط الغداء و هي ما نزلت
رأيف : غزاله روحي و قلبي و حنا لنا الله
ضربت عاليه كتفه بخفه : أنت الحب كله يا غيور !
فسخت ريم عبايتها و تركتها على طرف الكنب : والله يمه أبلشني ولدك ما يصدق أحد يمدحني يأخذ وضعية الضحية
رأيف بضحك : ليه صرنا توأم أجل ؟
تركتهم ريم و صعدّت لشهد أختها و توقفت من سمعتها تنطق " وأنا أحبك بعد سلوم " و فتحت الباب بقوه جعلت شهد تفز من مكانها برعب : رييم وجع خوفتيني حسبتك ماما !
ريم بحده : مين تكلمين ؟
رجعت شهد تفتح جوالها : مالك دخل منتي مسؤولة عني
ريم : صح ماني مسؤولة عن علاقاتك السخيفة بس مسؤولة اني اهاوشك اذا ما جيتي أبوي !
شهد : طلعنا أنا و ماما المول نشتري ملابس لنهوري و ما أمداني آمر
ريم : و الاسبوع الي قبله ؟ و الي قبله ؟ و الشهور الي راحت ! شهد ترا أبوك إلي مفروض تبريّن فيه سلطان الهيمان مو سامر آل عمر
شهد بحده : كان مفروض يفكر فيها قبل ما يطلق ماما
ريم بعصبيه : مراهقة أنتي ؟ خلاص حبيبتي أستوعبي أمي شافت حياتها و أبوي عايش بأستقرار معانا تحاربين مين بالضبط ؟
شهد بتأفف : ريم خلاص أطلعي عورتي رأسي
دخلت عاليه من حده أصواتهم و قالت : شفيكم ؟
قالت ريم وهي تمشي : بنتك رجعت تنزل صورها
بققت شهد عيونها بصدمه : ماما لا تصدقينها تكذب !
عاليه بتوعد : أحمدي ربك أن عماد موجود ولا كان تفاهمت معك
تأففت شهد من حالها و إكتفت بأنها تنزل
~
وقف أمام تسريحته يتخير بين عطوره و وقع أختياره على عطر مستخلص من مسك الغزال و الڤانيلا و الخشب و التونكا مناسب لـ طلته و شخصه ، نزّل و تقدم يجلس مع جده و أخوه و أخذ فنجال قهوة ولازال يحس بنظراتهم الي ما فارقته أبد
: شفيكم ؟
سالم بحيره : ما أدري أقول هل معقولة تزوجت بدون ما تعلمنا ؟
ضحك سهم : ما توصل
إبتسم غياث : ثوب و غترة و عطرك سابقك رايح تشوف امك أخيرا ؟
سهم بتصريف : لا بطلع مع صديقي باسل تذكره ؟
غياث وهو يحاول يتذكر : إلي كان معك بالدورة ؟
هز سهم رأسه : الله الله
غياث : سلمني عليه
حطّ سهم فنجاله بعد ما آنهاءه : يوصل .. يلا سلام عليكم
لفّ غياث على سالم : وأنت وش عذرك ما تمّر آمك ؟
تنكّد سالم من طاريها وقال : عذري أقعد معك ، كوكو و أبو رامي مو موجودين لو جو مافيا يخطفونك مين المعضل الي بينقذك ؟
ضحك غياث : وش مافياته بعد !  من بيطالع فيني وأنا بهالعمر ؟
مسح سالم على شعر جدّه : وسيم و غني و عسكري متقاعد صدقني البنات بيموتون عليك ياجدي !
دفعه غياث بمزح : قم سو لنا حلى نتقهوى عليه
قاّم سالم : الآن ينزل لك آحلى حلى لآحلى جد وشتبي بعد ؟
إبتسم غياث من أهتمامه المبالغ فيه من بيّن أحفاده و قال : الله يرضى عليك ياحبيبي
-
قعدّ سهم بسيارته ينتظر ردّ باسل عليه و بعد عده ثواني ردّ عليه : هلا أبو رامي
سهم : هلابك .. حبيبي تراك ما أرسلت لي موقع الكوفي
باسل بتذكرّ : إييه لا خلاص تعال بيتنا نافل أخوي بيعزم خويه و قلنا نقعد سوا بدل الخساير
سهم : طيب عندكم شاهي ولا أجيب لي ؟
باسل : تعرف ماحنا راعين شاهي .. جب لك
قفل منه و توجهه لبسطة الشاهي الموجودة بحديقة حارتهم نزّل و أخذ شاهي نعناع من المرأة الكبيرة بالعمر الي أعتاد يزورها كل فترة و كمل مشواره لبيت باسل تحت آنغام أغنية " ماعاد بدري " لـ محمد عبده و قعد يسمعه بكل رواقّ وهو يرتشف و يستلذ بالشاهي
~
وصلت لـ باب المزرعة و أنتظرت لـ يأتي العامل و يفتح لها و كملت تمشي لـ المواقف و نزلوّا جميعًا و توجهت ريم لـ شنطة سيارتها لتلبس كعبها و نطقت عاليه : للحين ما تعلمتي تسوقين بكعب ؟
هزت ريم رأسها وهي تلبس : تبون نوصل بسلام و آمان ؟ ماله داعي الكعب
عاليه : إي بالله هذا أهم شي
ريم : طيب ترا حدّي الساعة وحدة ولا دوروا أحد يرجعنا
عاليه : وحدة بدري مره خلاص أنا أسوق بالرجعه
نهار : ماما متى ندخل أبي العب مع هيمو و جوجو
مسكتّ عاليه يده الصغيرة : الحين حبيبي يلا أسبقنا
أخّذت ريم الحلى من يد أمها و مشوًا يدخلون داخل المزرعة وكانوا آخر الحضور و بدأوا يسلمون على الكل
أم سيف : ماشاءالله ريم حمدلله على السلامة و ألف مبروك التخرج
إبتسمت ريم بتصنع : الله يبارك فيك و عقبال اريج
تقدمت ريم لـ تسلم على أديم زوجة سيف إلي من دخلت ما شالت عيونها عنها و نطقت لها بهمس : بعد ما خلصتي من شباب بريطانيا كلهم جيتي ؟
ضحكت ريم و ردت بنفس الهمس : إيه و جيت آنهب قلب زوجك مع أنه ما كان لك أبد
أنقلب وجه أديم من غيضها و قعدت فوّر ذهاب ريم عنها و أكملت ريم السلام لـ حتى أنتهت و جلست بجانب أمها و أختها
~
مشى خلف باسل حتى وصل لملحق بيتهم و كان بأستقباله أخ باسل " نافل " و صديقه
إبتسم سهم : أرحب يادكتورنا
دق نافل تحيه : سعادة الملازم أول
ضحك سهم من حركته : أخبارك وش الدنيا بك ؟
نافل : أحد يحصل له شوفتك و ما يصير بخير ؟
سهم : عساه دوم يابعدّي
قدّم نافل صديقه : أعرفك ذا صديقي فهد الهدّاف فزع لي بالبحرين لما طفت سيارتي و حلفت دامه جاء الرياض أن يجينا
مدّ سهم يده لـ يصافح فهد : والنعم والله
ولفّ نافل على فهد : و ذا أبو رامي سهم بن مهاوش آقوى عسكري فيك يالرياض
شدّ فهد على يده : ما عليك زود ياحبيبي
ضحك باسل : أوف آقوى أستخباراتي بالخبر ضد آقوى عسكري بالرياض أجتماع جنون العظمة صدق
سهم : دامه آستخباراتي ؟ ما نجي الا من بعده والله
ضحك فهد : اقول وضع المجاملات طوّل ما ودكم آرنكم بلوت ؟
همس باسل لـ سهم : تراها تصريفه فيه نرجسية طاغية مستحيل يعترف أن احد افضل منه
ضحك سهم و تربع : يالدكتور قابلني
تربع نافل قدامه بحماس : حيك يالخوي
فهد : هاه يبو سليمان أحتزم ولا أجيب عامل بقالتكم ؟
ضرب باسل صدره : أحتزم يالفهد ماني ولد سليمان إن ما بكيتهّم
إبتسم فهد بثقة : حي والله هالرأس
~
إيلان بفضول : شهد ليه معد صرت أشوفك بالجامعة ؟
شهد بضحك : أنتي آدارة أعمال وأنا طب ليش تشوفيني ؟
قرصتها ريم بهدوء و رجعت شهد تكمل : ما عندي الا محاضرة وحده حضوري و الباقيات أونلاين
أريج : تنصحوني أجي جامعتكم ؟
إيلان : بقى لك سنة تجين ليه !
طالعت ميلاف ريم إلي كان واضح أنها ملاّنه من جوهم و قالت لها : حتى أنا طفشانه .. تعالي أوريك شيءٍ
هزت ريم رأسها بالموافقة و وقفت تمشي خلف ميلاف و أوقفهم صوت سندية إلي تناديهم : وين رايحين ؟
ميلاف : بنروح نتمشى شوي برا ماما سوسو
سندية : رقصوا على هالأغنية بعدين طلعوا
لفّت ميلاف لـ ريم إلي واضح ما كان ودها ولكن جت سندية على الوتر الحساس لـ ميلاف و سحبّت وشاحها من عنقها و ربطته على خصرها و بدأت تتمايل و ترقص بكل نعومة و جمال على آنغام أغنية مصرية و مدت يدها تطلب ريم تشاركها و أخذت ريم نفس تترك فيه جاكيتها على الكنبة و بدأت تشاركها الرقص و تبتسم من نظرات و تصفيق الجميع من حولها ، أنهت الرقص و إبتسمت من شافت أديم تطالعها بكل كُره و حقد و مررت نظرها لـ والدتها إلي كانت مبسوطه من رقصها تصفر لها و رجعت تلبس جاكيتها و تخرج برفقة ميلاف :
تصدقين ما كان بخاطري أجي
ميلاف بهدوء : أدري فيك ما تحبين عماني بس أنتي هنا عشاني و عشان نهار أخوك من هالعائلة
ريم : على طاري العائلة مين إلي لابسه فستان بنفسجي تقرب لكم ؟
ميلاف : إيه عمتي غادة
ريم بأستغراب : عندك عمة ؟ أول مرة أدري
ميلاف : زوجها كان يشتغل بالحد الشمالي و كانوا معاه و تقاعد و صار فهد ولدها يشتغل بالشرقية عشان كذا ما نشوفهم كثير
ريم : اها تمام
وصلوا لـ شبك و تقدمت ميلاف تفتحه و تأخذ منه غزال صغير و ترجع تقفل الشبك و طالعت ريم وهي تبتسم : أعرفك شبيهك
بدأت ريم تمسح على رأسه وهي تستلطفه : ياربييه غزالة !
ضحكت ميلاف منها و قدمتها لها : خذي بصورك و بكتب غزلان
أخذها ريم بحضنها و قالت وهي تطالعه بحب : وش اسمه ؟
ميلاف : عين
رفعت ريم رأسها بأستغراب : ليه عين ؟
ميلاف وهي تصورها : عشان تصير عين فهد
ضحكت ريم : سخاافه
~
رفع سهم جواله و أنصدم من كونها الساعة الساعة ١:٤٥ و رجع نزله و قال : يساتر تأخر الوقت لازم أمشي جدّي بيقلق
غمز فهد له : جدّك بيقلق ولا خايف من هاتريك الخساير؟
ضحك نافل : خلاص يا نرجسي درينا أنك قوي
لفّ باسل لـ سهم : كان لازم تفكر ثلاث مرات قبل ما تخوني و تروح مع أخوي
ضحك فهد بصدمه : أنا نرجسي و أخوك دراما و خويك غشيم الله يعينك
وقف سهم لـ يصافح فهد : المهم تشرفنا فيك يافهد و لنا لقاء 
قام فهد و بدوره صافحه : على خير ان شاءالله
سهم : دكتورنا تأمر شيء ؟
هز نافل رأسه بالرفض : تعال كل ماجتك فرصة ترا محد يعزز لي الا أنت
ضحك سهم من كلامه و آشر على خشمه : على ذا الخشم
إبتسم نافل : عليه شحم
وقف باسل و بدأ يمشي معاه و يوصله لـ سيارته و لفّ نافل على فهد إلي رجع يشرب قهوة و يشوف جواله : هاه يالداهية وش ملاحظاتك على أبو رامي
ميّل فهد شفايفه بعدم معرفه : ماعليه والله و دامه ما يدخن ف نآل على أعجابي
نافل : خلاص أجل اذا جيت الرياض المرة الجاية بعرفك على باقي اخوياي الي ما يدخنون
هزّ فهد رأسه بالرفض : ان شاءالله مالي جيه تعودت على الخبر و هدوءها
نافل بصدمه : الخبر هدوء ؟
ضحك فهد : بس ما يمديك تقارنها بأزعاج الرياض !
نافل : صادق والله بس خلاص أنا أجيك ونروح البحرين سوا
بدأ فهد يجمع جواله و شاحنه و يضعهم بالشنطة : حياك الله العين أوسع لك من المكان
نافل : توّ الناس
فهد : خلاص ياحبيبي أرجع انام زين وراي خط
نافل : بكره الرجعة ؟
وقف فهد : مدري والله بس الاثنين برجع أداوم
وقف نافل ليحتضنه : أنتبه لنفسك ولا تطول الغيبة
شدّ فهد عليه : أبشر و أنتبه لمرضاك لا يصيرون ضحايا
ضحك نافل من طقطقته و مشى معاه يرافقه
~
وقفت ريم عند باب سيارتها تنتظر أمها و تلتهي بجوالها و مرت سيارة رياضية من أمامها ، سيارة لمّ تغب عن بالها طيلة الخمس سنوات الماضية ، سيارة صاحبها كان أقرب لها من نفسها ، أغمضت عيناها تتمنى آنه خيال من خيالاتها ولكن تأكد من سمعته يقول : نورتي الرياض ريم
أخذت نفسَ و قالت : مظلمه بوجودك سيف !
سيف : ما أشتقتي لي ؟ غبتي عن عيني خمس سنين بس ما غبتي عن بالي لحظة تدرين !
طالعته ريم بقرف : تزوجت و صار عندك بنت و ما عقلت ؟
آشر سيف على قلبه : لأن ما سكن أحدٍ هنا غيرك .. و ما ينبض هالقلب لأحد غيرك
قالت ريم وهي تآشر على قلبها : و هالقلب بيحب كل البشر و ما بيحبك
و آشارت لعقلها : و هالرأس ما يدور بباله أفكار الا كيف ينتقم منك و يسرق منك لحظاتك السعيدة
أستوعب سيف جديتها : ريم ما توصل ترا كل الي بالحكاية تركنا بعض و تزوجـ
قاطعته ريم بحده صوتها الناعم : الحكاية أنك حملتني المادة وأنا آشطر طالباتك و تركتني بأصعب إيامي و هددتني بأخوي و حطيته بمستشفى المجانين بدون حقّ عشان ما نتكلم عن أختك بالتحقيق ! سيف أنت دمرت حياتنا تعرف ؟
سيف بهدوءَ : عطيني فرصة أعوضك عن كلشي فات ، خلينا نرجع نتشارك قهوتك المُرة و نسمع أغاني محمد عبده ، خليني حبيبك وقت فرحك و صديقك وقت حزنك
قالهّا سيف وهو يقترب منها وقالت بهدوء : رجعت أفتح القضية ، بخليك تكمل باقي سنينك بين جدران السجن و هالمرة ما برحمك لا أنت ولا عائلتك
تجمد سيف من كلامها و إبتعد يركب سيارته ينتظر زوجته بهدوء و تآففت ريم من شافت أمها : ما حلّت السوالف الا عند الباب ! تراك تشوفينهم طول الوقت
عاليه بأستغراب : غزالة أنتي صايرة زنانه ولا أنا أتخيل؟
شهد : أيه و ملقوفه بعد !
قرصتها عاليه بخفه : عسلي ! عيب أختك الكبيرة
طالعتهّم ريم بكل هدوء و برود و ركبت بالخلف و أنسدحت بحضن أخيها الصغير نهار و بدأت دموعها تنزل بخفه ، ما تقدر تنكر أنها مبسوطه لأن هاللقاء كانت تفكر فيه من أول يوم سافرت بس أوجعها إلي سواه سيف بعائلتها آستغرب نهار دموعها إلي تنزل و قال
: ريم تصيحين ؟
لفّت عاليه عليهم : غزالتي شفيك ؟
مسحت ريم دموعها بعشوائية : مافيني العدسات عورتني بس
رجعت عاليه تناظر طريقها وهيّ تدري بكذب ريم ولكن تركتها براحتها
~
رفع اللواء رأسه من سمع الباب أنطق و سمح له بالدخول و كان الرائد المهندس متعب و إبتسم اللواء من حضوره : آتمنى ما جيت و يدخلك فاضيه
تقدم و مد له أوراق و ملفات و قال : لا جيت و كلشي معي ، قضية " طفل القصر المغدور " بين يديك
شد اللواء أسم القضية و قال : قصر ؟ أنقتل بقصر !
هز متعب رأسه : أيه يابو عز بقصر كان لعائلة غنية و مشهورة بالبلد بس ولدهم الصغير مات و من بعدها قرروا يتركون كلشي و يعيشون بالخارج
رفع اللواء راسه لـ متعب : تتوقع أنها صدفة ؟
متعب : ما ضنيت والله بس ما باليد آدله
اللواء : طيب راجع معي وش الي صار بالمختصر ؟
متعب : أنخطف من مدرسته بسماح من أمه و بعد المدة المحددة للبحث أكتشفنا انهم مكلمين أبوه و محذرينه ما يتكلم مع أحد ولا بينقىـتل قدام عيونه و قدرنا ننتبعه بس لما وصلنا كنا قد تآخرنا عشر دقايق و كان الطفل مقىـتول بين أحضان أبوه
بدأت الأفكار تتجمع برأس اللواء و وقف وهو يقول لمتعب : كلم الفريق أول نحتاج نأخذ هالقضية و شكّل لي آقوى فريق من الآدهى و الآذكى و الأشطر بمجالاتهم و أطلب ريم سلطان الهيمان بالأسم
متعب بأستغراب : بس لها صلة قرابة بالضحية ؟
اللواء : عارف بس خل الفريق يشوف مهاراتها و أنت أختبرها و أن أجتازت دخلها بدون مناقشات
دقّ متعب تحيه و خرّج بعد ما سمح له اللواء ، أخذ اللواء جواله وهو يسجل رقم ريم و يرسل لها بالواتس " قضيتك بين إيديني و أدعي الباقي يتسهل " و كمل يتصفح و يقرأ تقارير القضية
~
صحى من نومه و أستغرب عدم وجود زوجته بجانبه ، قاّم يغسل و يوضي و يصلي و نزل يدورها و أنتبه لصوت تلفزيون الصالة و بدأ يناديها وسرعان ما صدّ من شاف إيلان أخت زوجته إلي بدورها رفعت الحجاب على شعرها و قالت : ما تعرف تتنحنح !
بدأ رأيف يتمتم بغضب و قال : وأنا وشدراني آنك عندنا أذكر عندكم بيت !
إيلان : بيت أختي بيتي
رأيف : و وين أختك مو موجوده ببيتها ؟
إيلان : راحت تجيب لنا مفرحات
بدأ رأيف يرقى : إذا رجعت خليها تكلمني
رفعت إيلان صوتها : وين رايح ؟
قال رأيف بصّراخ : وشدخلك !
ردت بهدوء تتدعي البرأة : عشان أعلم ميلو و ما تقلق عليك
رأيف : بشرط أوديك بيتكم تودعين عمتك و جدتك و تفكينا شرك مره وحده
شمقت له إيلان و كملت تتابع بالتلفزيون و رجع رأيف غرفته
~
قراءة ممتعة يا جميليني لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj 🤍

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن