الفصل الثامن عشر

553 19 10
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ، علامة النجمة قبل نبدأ 🌟
~
كان سلطان يطالعها بدون ما يعطيها إي ردة فعل لكلامها و قال بهدوء و سكون : برّد خاطرك بعد ما قلتي كل هالكلام ؟
ضحكت بصدمة وهي تهزّ رأسها بالرفض : لو بيبّرد خاطري ما تركته بداخلي هالوقت كله
هزّ رأسه يوافقها وهو يقول : ما بيبرد خاطرك بس بيحرقهم هم و أنتي تدرين .. رأيف ظّل شهر وراي كل يوم قبل الزواج يسألني إذا ما كنت راضي لو ١٪؜ مستعد ينهي كل شيءٍ لرضاّي ، عماد صار يروح لآستشاريين نفسيين و صنفوًا حالته أكتئاب و حاول ينتحر أكثر من مرة ، شهد خطأها الوحيد أنها سمعت القصة و إلي حصل من أمكم بس و دامها عرفت خطأها و أعتذرت و سامحتها
ردت ريم تجارّيه بالهدوء : وأنت كيف أعذرك ؟ تبيني ما أكذب و ما يبقى بيننا أسرار ؟ أبيك أنت بعد تثبت لي
هز رأسه يوافق و يقول : شهر تثبتين لي و أثبتت لك صدقي و بعدها نشوف وش يصير
هزت رأسها تصافحه بأتفاق تحت آنظار بقيه أولاده المصدومين من هدوءهم و تفهّم سلطان للوضع و أعترافه بذنبه .. هم يدرون إن سلطان ما يرضى على غزالته مثلما ريم ما يهمها شخص بالدنيا كثر أبوها ولكن ما توقعوًا بيوم إنهم بيشهدون تمسّكهم بالعلاقة بهالكثر ، قامت ريم تروح غرفتها تفصخ ملابسها و تدخل تحت الدش بأرهاق و تعب من كان يوم صعب و عسيّر عليها
~
رفعت عيناها تناظر رقم المراجعة القادمة و من ثم تشوف رقمها و تأففت بطفش ، فتحت جوالها تبحث عن شيءٍ تتابعه و يمنع الطفش عنها .. رفعت رأسها من سمعت أسم المراجعة إلي أمامها و بدأت تبحث عنها بعيونها تتأكد من إلي سمعته و قامت متوهجة للمرآة وهي تقول : عمة !
إلتفت عليها وهي تبتسم وردت بهدوء : هلا ميلافي أخبارك ؟
سلمت ميلاف عليها وهي تقول : بخير الحمدلله .. وش جابك هنا ؟
غادة : أنتِي علميني شجابك ؟ إن شاء الله ثاني العطايا بالطريق ؟
هزت رأسها تقول : إن شاءالله إيه .. و إن شاءالله بيجيك التايقر أخو للشيتا ؟
طالعتها غادة بعدم فهم وقالت : قصدك أجيب أخو لفهد؟
هزت ميلاف رأسها و إبتسمت غادة تكمل : رايحة أشوف الحين
ميلاف : غريبة عمي الوليد ما جاء معك .. ما توقعت بيفوت لحظة زي كذا
طبطبت غادة على كتفها : عنده شغل بس بخليها فرصة أسوي له مفاجأة
هزت ميلاف رأسها تتفهمها و قالت : مابعطلك أكثر والله يتمم لك و يكتب إلي فيه الخير لك
ردّت غادة الإبتسامة لها وهي تقول : وياك يا عمري ، قعدت غادة على السرير بعدما نطقت الدكتورة : أرتاحي يا ست غادة
كشفت عن بطنها و وضعت الدكتورة السائل وهي تقول : عندك كام سنة ؟
غادة بهدوء : داخله على الـ ٤٤
رفعت الدكتورة حاجبيها بأستغراب : صلاتي على النبي شكلك صغيرة أوي .. ده البيبي الكام ؟
إبتسمت غادة من آطراءها : الثاني
وضعت الدكتورة جهاز السونار على بطنها وهي تقول : ما بتحبيش أحباب الله ولا إيه !
هزت رأسها ترفض و تقول : دوام زوجي كان كل فترة بمكان جديد و ما أقدر أتحمل الأطفال .. عندي رجال يكفيني و مهما كبر يبقى بعيني طفل
إبتسمت الدكتورة تتفهمها و تقول : طب خبري الراجل بتاعك صار عنده سند
رفعت غادة حواجبها بصدمه : حامل !
هزت رأسها الدكتورة توافق و تأشر على الشاشة : بصي ده إبنك أو بنتك الجديدة
إبتسمت غادة بفرح و تنهدت براحة و عبءٍ كبير و زال عنها : الله يبشرك بالخير يا دكتورة
الدكتورة : بس لازم تفتكري عمرك و ما تتوتريش ولا تشيلي حاقة رفيعة بيصير خطر عليكي و على البيبي .. يختي بسم الله ماشاءالله على النسوان الئمر
ضحكت غادة وهي تهز رأسها : الله يسعدك ياحبيبتي
مدت لها الدكتورة منديل تمسح السائل من بطنها و تحضن الدكتورة من فرط مشاعرها و لبست حجابها بأهمال و رفعت جوالها تتصل على فهد و تقول : فهودي أبوي وينك ؟
فهد : مع أبو سليمان .. آمريني يا ملكة ؟
غادة : فاضي تجيني ولا مشغول ؟
هز رأسه ينفي : فاضي بس عطيني موقعك و أجيك بسرعة البرق
غادة : لا تجي بسرعة البرق يكفي تجيني
ضحك فهد يفهم خوفها عليه و قال : طيب ما قلتي وينك ؟
غادة : بالمستشفى
فزّ فهد يقول : ليه رايحة المستشفى فيك شيءٍ !
ضحكت غادة بهدوء : لو صاير لي شيءٍ بتكلم معك بالهداوه ذي ؟ مافيني شيءٍ يا حبيبي بس سويت لي سونار
عض فهد شفته ونطق بهدوء : وش النتيجة ؟
غادة : تعال و أعلمك
قفلت غادة و إلتفت فهد لنافل إلي ما نزلت عيونه عنه وهو يقول : عسى ما شر ؟
هزّ رأسه يرفض : مو شر .. بس أنتهى زمن سلطانتي و الحين فيه منافس جديد على الحكم
ضحك نافل وهو يقول : معليه نص الورث لك و نص له بس أنت أدعٍ أنهم مو توأم
فزّ فهد بصدمه : لا تقول .. ما قدّ طراً علي بس يارب لا واحد يكفيني
رجع نافل يموت ضحك من صدمته إلي كانت كـ مسلسل كوميدي بالنسبة له و نطق وهو عاجز يكمل كلامه من الضحك : قم قم رح و بشرني
أستوعب فهد ضحكة و رمى علبه المناديل عليه وهو يقول : مستانس على مشاكلنا العائلية يا كلب !
هز رأسه وهو يقول : أضحك على السيناريو الي خططت فيه وش بتسوي بالورث و فجأة من حيث لا تحتسب جاك واحد بيشارك بنص المبلغ توووجع
بدأ فهد يتلفت يبحث عن شيءٍ يرميه فيه ولا لقى و تنهد وهو يقول : ما معي إلا مفتاح البورش و إن صكيته بجبهتك قعدت أسبوع تون كأنك بوري .. برجع لك بعدين و هات لي سلام مشتاق له
هزّ نافل رأسه له : إيه إيه رح بس
طلع فهد بسيارته و مشى متوجه لموقع المستشفى إلي أرسلته له و بعد الكثير من الدقائق وصل و إبتسم من كانت الإبتسامة مرسومة على وجهها ، نزل يفتح لها الباب و يحمل شنطتها و حضنته هو كذلك و قالت : بيجيك عضيد يالفهد .. ما بتبقى وحيد بهالدنيا من بعدي
أحتضنها وهو يقول : بسم الله عليك بعد عمر طويل بالصحة و العافية .. و ألف مبروك يالملكة و الله يجيب الآميرة ولا الآمير على خير
ركبت غادة السيارة و بعدها إلتفت تقول : ما غرّت ؟
رفع أكتافه وهو يقول : ما أعرف لازم أغار ؟ بتحبينه أكثر مني ؟
مسكت غادة خده وهي تهز رأسها ترفض : محد بيجي قدّ حبي لك يا فرحتي الآولى و أغلى ما أملك
إبتسم فهد و إلتفت على الطارة يسوق و بعدها نطقت غادة : لا نروح البيت أبغى أروح المول بجهز هدية لأبوك
رفع فهد حاجبه وهو يقول : وش المناسبة ؟
غادة : عشان يعرف إني حامل
هزّ رأسه يوافق بدون ما يردّ عليها و دعّس يمشي لـ المول
~
وضع أبريق الشاهي و عدة بيالاّت بالصينية و خرج للحوش وهو مبتسم من كان رأيف يشبك الشاشة و شهد تجهز الفشار و عماد يلاعب نهار و فجر .. ترك الصينية على الطاولة و بدأ يتلفت جوله يبحث عن غزالته و بعدها إلتفت على أولاده ناطق : غزالة وين ؟
رفعت شهد رأسها عن الفشار وهي تقول : ما طلعت من غرفتها من بعد الغداء
إبتسم عماد بخفة : زعلانه يعني ؟ مفروض حنا إلي نزعل !
قام سلطان وهو يقول : بروح أشوفها أجل
مسكه رأيف وهو يقول : أتركها أنا بقوم
هزّ سلطان رأسه يسمح له : لا تخلينا نجي نفّك بينكم
ضحك رأيف وهو يهز رأسه : أزهلني يبو عماد
مشى رأيف متوجهة لغرفتها و وقف جنب الباب يستمع لصوت قصص أبو طلال الحمراني إلي يصل صوته لخارج الباب و خمّن بأنها تكتب تحليلاتها للقصص كعادتها عندما تحتاج لتفريغ عقلها من الأفكار ، فتح الباب عليها بقوة خلتها تفزّ من مكانها و تضع يدها على قلبها برعب .. نطق وهو يضحك من وجهها المفجوع و قال : خمس سنين غربة ما غيرت عاداتك ؟
ريم بحده : بس توقعت أنها غيرت عاداتك أنت ، زواج ؟ و زوجناك عيال ؟ و عندك .. متى ودك تعقل !
رأيف بهدوء : إذا أعلنتي الصلح معي
شمقت له ريم و رجعت تقرأ تحليلاتها وهي تقول : رأيف أنقلع عني
هز رأسه يرفض : ترا أنا الوحيد إلي مو شايل عليك ولا آثر فيني كلامك .. أبوي زعلان من كلامك معهم بس ما ودّه نجلس كلنا و أنتي مو معنا وأنتي سبب جمعتنا أساسًا
إلتفت ريم تستوعب كلامه : دقيقة .. مين إلي مو شايل علي ؟ أنت ! رأيف إلي البعير يسامح وهو ما يسامح !
تأفف وهو يقول : يعني أعلن لك رأيتي البيضاء تبين تخلطين بياض بسواّد حقدك ؟
بققت ريم عيونها : أنا الحقود الحين !
رفع كتوفه بعدم معرفة : هذا إلي شفناه اليوم
سكت عنها لعدة ثواني و ثم رجع يقول : يلا سلطان حالف لو تمر عشر دقايق وما نزلت بينادي لنّا الشرطة
ضحكت ريم وهي تقول : أنزل قدامي بس
مدّ كفه و وضعت يدها بيده و نزلوا سويًا لـ الجلسة تحت إبتسامة سلطان و أحضان نهار و فجر و نظرات عماد و شهد المليئة بالآسئلة ، كان سلطان قاعد بوسط الجلسة و بين ذراعيّة حفيدته و إبن طليقته إلي تمناه رابع عياله منها ، على يساّره توأمه المتضاديّن بالشكل و الأطباع و المتشابهين بالأم و الأب فقط ، و يمينه فرحته الآولى و من عرّف الأبوة من بعده و آخر العنقود و إلي تمنى بأن كل خلفته بنات بأسبابها ، آكتفى من هالدنيا بهالجمعة البسيطة بـ حوش بيته .. إبتسم من أشتغلت أغنية محمد " مهما يقولون " و بدأ يدندن معه وهو يقول
« حنا أجتمعنا و شمّل العاشقين ألتم ..
خضنا حروب الهوى فزّنا و ردينا ! »
هزّت ريم رأسها ترفض : ما خضعت الهوى أنا و شهد
و رجعت تقاطع نفسها من تذكرت سيف و قالت : أو على الأقل ما فزنا بالحروب
رأيف : نرجع نعيد الجلسة بعد كم سنة و معنا زوجك و زوج شهد و زوجة عماد و حرمي المصون و أحفاد السلطان
هزّ عماد رأسه يآبى : طلعوني من الحسبة
سلطان : بتتزوج ياحبيبي بتتزوج
رفع عماد حاجبه وهو يقول : بتجبرني ؟
رفع سلطان متونه بعدم معرفه : إن أضطريت ؟ بجبرك .. تقعد عندي وش أسوي لك ! عيش باقي عمرك مع زوجة تسعدك
عماد : بشرط .. إذا أنا تزوجت أنت بعد بتتزوج
عقدّ سلطان حاجبيه من كان شرّطه غير متوقع و إلتفت يشوف نظرات بقية أولاده مترقبين رده و إبتسم يقول : موافق
إلتفت رأيف على ريم وهو يقول بأستغراب : وش قال عماد ؟
ردّت بهدوء : إذا تزوج عماد أبوي يتزوج بعده
هزّ رأسه يكمل : و وش ردّ السيد أبوي ؟
ضحكت ريم بتهكم : وافق
ضحك رأيف معها وهو يقول : والله حالة أبوي بعد هالعمر قرر يتزوج
سلطان : تبي أرضعك ولا أغير حفاظتك ؟ وش عليك خلك ببيتك و عيالك ولا تتدخل
ضحكوا نهار و فجر من كلام سلطان و طالع رأيف بنته إلي تضحك عليه و قال : تضحكين على أبوك يا عاقة !
لفّ سلطان لفجر يقول : أضحكي ياحبيبتي أبوك عاق من قبلك ومحد قاله شيءٍ
عضّ رأيف شفته وهو يسمعهم يضحكون و قال : يجي منك أكثر يا غالي
رفعت فجر نظرّها لجدها وقالت : جدو .. قول لنّا قصة
أستغرب سلطان من طلبها و قال : قصة إيش ؟
نهار : جوجو تقول أنك دايم تقولها قصة السلطان و المنارة العاليه قولها لي هالمرة
إلتفتوا أولاده الثلاثة على بعض وهم يدركون هالقصة و هالرواية و إن أبطالها هم « سلطان و عالية » بعكس شهد و نهار إلي كانوًا يستمعون لهذا القصة لأول مرة .. تنهّد سلطان و تلفت عليهم ينتظر ردّه فعل منهم و هزّت ريم رأسها تقول : قولها عشان نهار يعرف حقيقة الرواية
عقدّت شهد حاجبيها بعدم فهم : وش حقيقة الرواية حتى أنا أبي أعرف !
رأيف : مشكلتك تشغلين أذنك و تنسين تشغلين مخك .. أسمعي وركزي و بتفهمين
سكّت سلطان ينتظرهم ينتهون من كلامهم و ثم تنحنح وبدأ يقول : كان في سُلطان لآحدى مدن الشمال كان الطفل الوحيد لوالدين كبار بالعمر و ما يملكون الكثير من المال بعكس عم السلطان إلي كان يملك خير واجد و كان بصحته و عافيته بس مشكلته كل ما جاب ولد مات فـ في آخر ولاده لزوجته راح عم السلطان لـ السلطان وقال له « لو كان عندك أخ أو أخت وش تبي تسميها ؟ » و طالع السلطان لـ القمر الساطع بليلة خمسة عشر و قال « نورة » و سماها العمّ نورة .. و سبحان الله من بدّ عياله كلهم ما عاش إلا نورة ، و مرت الأيام و أنتقلوا عائلة جديدة لحيّ السلطان وكان أبّ العائلة صديق أبو السلطان أو كما يقال عنه صاحب المنارة العالية
قاطعته شهد وهي تتسائل : ليش المنارة العالية ؟ ليه مو صاحب المنارة فقط ؟
طالعتها ريم بحده : قد شفتي منارة قصيرة !
رفعت أكتافها بعدم معرفه : ما قد شفت منارة أصلا
رأيف : أوديك الشرقية الشهر الجاي بس أسكتي خليه يكمل
سكتوًا و أكمل سلطان : كان السلطان سعيد لأنه الطفل الوحيد بالحيّ ولو كانت المنارة العالية مثل أسمها .. بعيدة و صعبه المنال و محاطة بحرس ولكن كان السلطان مستمتع وهو يحاول كل يوم ليحضى بنظرة من عينها فقط ، مشت الأيام و السنين ولازال السلطان متمسك بشوقه و حبه للمنارة العالية إلي كانت يوم تملي له الدنيا ورود ويوم ولا كأنه مرّ بحياتها أبد ولكن كان صبور و شغوف بحبه .. أزداد تعب أبو السلطان و بدأ يفكر فيه و كيف بيعيش ولده حياته من بعده بالقليل من المال و طلب منه عمه العيش عنده ولكن بشرط أن يتزوج بأبنته نورة لكي لا يصعب عليه الدخول و الخروج من المنزل
قاطعته شهد للمرة الثانيه وهي تقول : ما حبيت ليش ما سألوه يمكن في أحد في قلبه أو يمكن نورة ما تبغاه
مسكت ريم علبة المياة وهي تقول : بتسكتين ولا بالموية على رأسك ؟
آشارت شهد بيدها بأنها بتسكت و أكمل سلطان بهدوء : كان السلطان رافض و متمسك بحبّه الأول و الأخير .. للفتاة المدللة إلي تعيش بالمنارة العالية .. بالملاك إلي لم يرا قبلها ولا لن يرا بعدها .. بالنار إلي كوّت كفوفه وهو شاري دفأها ، غامر لأول مره متجاهل سمعته و سمعة أهله و طوّل المنارة و كثافه الحرس و يبحث عنها ليطلب الزواج منها كـ حل يتهرب به عن الزواج من إبنه عمه ولكن ..
سكّت سلطان يشوف ملامح الفضول و الحماّس على أوجههم و قام وهو يقول : نوقف هنا و بنكمل بعدين
تأففت ريم وهي تقول : يا الله يا يبه ما تبطل حركاتك !
هزّ رأسه ينفي : عشان يكون لي عذّر أجمعكم بيوم ثاني .. أقعدوا سولفوا و حشوا فيني وأنا بروح أخذ لي غفوة ما نمت من بعد الدوام
و دخّل سلطان قبل ما يسمع رأيهم أو أجوبتهم و بدأوا يتلفتون لبعض و قامت ريم وهي تقول : أنتهت الحفلة أجل يلا تصبحون على خير
قاّم نهار يوقف قبالها وهو يقول : غزالة أقعدي خلينا نشوف فلم
ضحكت ريم بخفة وهي تقول : أفلام أكثر من كذا !
نزلت لمستواه و أكملت قائلة : طيب وش رأيك نروح نشتري دونات و قهوة ؟
هزّ نهار رأسه يوافق و من ثم مسكت يده فجر تمنعه قائله : لا فهد يجيب لنا دونات يوم الجمعة .. بس عادي نأخذ اليوم كوكيز
عضت ريم شفتها تضحك بخفة من طاريه و قال رأيف : تأخر الوقت يا بابا بكره إن شاء الله تشتري لك
ريم : إيوه بعد ما أرجع من الدوام بوديكم إلي تبغون
لفّت شهد جوالها بعد ما وصلها عدّة أشعارات وهو صامت و إبتسمت بخفة من أسم المرسل و قامت مأخذه جوالها تدخل للمطبخ تحت نظراتهم لها ، إلتفت رأيف على ريم وهو يقول : وراها شيءٍ ؟
هزّت ريم رأسها تقول : أتركها موضوعها عندي
~
أسندت ظهرها على الثلاجة وهي تبتسم من قرت رسالته بتمعن " كلامك آخر مرة ما طلع من رأسي ودي أخطي خطوة مع أمي عشانك بس ما عرفت شلون إبتدي .. تساعديني ؟ "
تجاهلت كل الحروف إلي كتبتها و قالها و ما ركزت إلا بكلمة « عشانك » و كيف هو قادر يسوّي المستحيل و يتعدًا خطوطه الحمراء عشانها بس .. يعجبها الأستثناء و التفرّد و الدلاّل لأنها كانت الطفلة الوحيدة لأمها بعد الطلاق و بقى كل الحب و الحنان لها و بالمقابل أنحرمت منه ريم ، بدأت تفكر لعدة ثواني و من ثم كتبت : ما أعرف .. بس حلو أنك تبدأ العلاقة بـهدية تبقى بذاكرتها
رجع يرسل لها : مثل إيش ؟
حكّت رأسها وهي تقول : صدق ما أدري سالم ، لا تتركني وحيدة فكر معي
توقف عن الكتابة لعدة ثواني وهو يتخيل هالكلمة بصوتها و دلعها و رقتّها إلي أنعشت معاليق قلبه و ذكرته بأن فيه أشياء أخرى يعيش المرء لأجلها و كتبّ بخشونه يديٍه : ما أتّركِ معاك أنا
بققت عيناها النجلاء تقرأ الرسالة مرة و مرتين و ثلاث تستوعب مقصده و نواياه ، كان معاها مثل ورقة بيضاء هي تلونها و تزينها و تشكلها كمًا تحب .. تركت الجوال على الطاولة وهي محتارة بإيش ترد و إيش تجاوب ! ، فزت تقفل جوالها من شافت ريم تدخل عليها وهي تقول : الإبتسامة لـ أذنك خير إن شاء الله ؟
هزّت رأسها توافق : بيكون شر وأنا مبسوطة ؟
ريم بهدوء : زين طيب أبسطيني معك
مدّت شهد يدها تأخذ جوالها : مافيه شيءٍ
ريم بأصرار : فيه فيه .. مين تكلمين ليكون إلي صدتك آخر مرة تكلمينه !
رفعت شهد حواجبها : سلمان ! طبعا لا يع بلكته
ضحكت ريم من أعترافها السريع : يعني ولد ! عسل متى تتوبين و تبطلين حركات المراهقين طفشتيني ترا
إبتسمت شهد بهدوء : إذا بطلتي تأخذين دور المسؤولة
هزت رأسها ترفض : ما ببطل
رجعت شهد تفتح جوالها و هي تقول : ولا أنا ببطل
تأففت ريم تستسلم لعنادها و تقول : طيب من وين عرفتيه ذا بعد ؟
سكتت شهد تدري لو تقولها من وين عرفته بتكبر ريم الموضوع و تزعل فوق زعلها و رجعت تنطق بعد عدة ثواني : من مطعم شريكة عمو سامر
عقدّت ريم حواجبها بأستغراب : شلون وأنتِي طول الوقت معانا !
سكتت تحكّ رأسها بورطة و تنقل عيناها يمينًا و شمالًا بحثًا عن كذبة حتى قالت : نزلت ستوري و منشنت المطعم و شاف الستوري حقي و جاني فضول أشوف مين هو و بالغلط حطيت له لايك و ضافني
رفعت ريم حاجبيها بأستغراب : عشانك حطيتي له لايك و ضافك تقومين من الجلسة وأنتي مبتسمة ! فيه تفاصيل ما قلتيها
طالعتها شهد و تورطت من شافتها مكتفة ذراعيها بأستقعاد لها ، رفعت عيونها تشوف فجر و نهار جايين متماسكين الإيدي و إلتفت شهد لهم تتهرب من أستجواب ريم و قالت وهي تنزل نفسها لمستواهم : أكيد أنكم جوعانين صح ؟
هزوا رؤسهم سويًا و رجعت تكمل شهد : وش تبغون تأكلون ؟
إلتفتوا لبعض و ثم نطقوا بنفس الوقت : أندومي
هزّت رأسها ترفض : غزالة إلي بتطبخ مو أنا مسموح تشترطون
طالعتها ريم وهي تقول : صرتي تسوين أندومي !
غمزت لها شهد : و بيض نص محروق
ضحكت ريم و نزلت لمستواها : طيب تبون برقر ؟
هزوا رؤسهم بالموافقة و من ثم تقدمت فجر تقول : عسولة عادي نسوي هوت شوكليت ؟
إبتسمت شهد تقول : عادي يا عيون عسولة بس صرفي أبوك
طالعت ريم الآبل واتش و قالت : بيرجع البيت أكيد بعد شوي
شهد بأستغراب : ليه ما ينام هنا ؟
ضحكت ريم : رأيف حتى بوفاة مؤيد ما نام هنا .. من بعد زواجه ما ينام إلا بين أحضان ميلاف الله يرزقنا
ردت بصوت خافت : آمين
إبتسمت ريم بخفة و من ثم خرجت من المطبخ تقصدّ غرفتها تلبس بجامة و تفك ربطة شعرها القصير و ترفعه بطوق وهي تتغنى و تدندن بهداوة
« لا يحوّل الشعر دون العيون
أرفعه عن غرةً .. مثل القمر

أرفعه عن رمَش عينك يا فتون
ما حلّى نور القمر لا مِّن ظهر »
مدت يدها ترش عطر خفيف ينعشها و من تنزل لـ تجهز العشاء
~
كان من خلف الشاشة يتخيل ردة فعلها و آحمرار خديّها من بعد رسالته ، ليس بصاحب ذاكرة قوية ولكن تفاصيلها يصعب على الأنسان نسيانها و كأنها خُلقت على ماهي تحب .. تجمع بين الدلع و الرقة و الليّن و الأنوثة ، صغيـرة إبيها و مدللـة أخوتها و إن مشت الدنيا على ما يشتهي بتُكتب أول من يسكن قلبه لا قبلها ولا بعدها إلا ذريتها ، قاطع إبتسامتة و لخبطة مشاعره أتصال من رقم مجهول .. ردّ ليكتشف من هو و تأفف بطفش من كان سعود : صدقني حتى أنا ما ودي أسمع صوتك بس محتدّ عليك
سكت سالم يستغفر بصوت هامس و أكمل سعود : أبيك بكره الصبح تروح الأمنية و تشوف وش صار بتحقيق قضية منى آل عمر
رفع حواجبه يقول : مين هذي ؟
نطق سعود بهدوء : يهمك ؟
ردّ بنفس نبرته : لا
إبتسم سعود يكمل : زين لا تتدخل بشيءٍ ما يهمك
سالم : طيب وش مقابلي ؟
رفع سعود حاجبيه من ما كان متوقع كلامه : وش تبي مقابله ؟
سكت سالم يفكر بشيءٍ يحرق قلب زوج أمه و ما طرًا بـ باله غير السبب إلي جعل أمه تتركهم لأجله « الفلوس » و أكمل سالم يقول : يطلع بخسارة من شركته
ضحك سعود وهو يقول : ودك الفلوس تتحول بحسابك ؟
هزّ رأسه يرفض وهو يقول : ماني محتاج هللة منهم
سعود : بس أنا محتاجها
سالم بهدوء : عليك بالعافية
سعود : الساعة ١٢ الظهر بدق عليك تعطيني كل التفاصيل .. و الساعة ٦ المغرب خلّ عينك على تويتر و بيوصلك العلم إلي تبيه
أقفل سعود الخط قبل ما يسمعّ رد سالم إلي رمى الجوال و وضع يدّه على وجهه يدرك الخطر و المصائب إلي بتجيه بعدما يكشف أمره ولكن كان يستحق المخاطرة لـيحظى مرة واحدة بسماع صوت أمه تحتاج إليه و تجدّ الآوان قد فات مثلما كان بحاجتها بكل ليلة وهو صغير ولم تكن بجوارة
~
إلتفت عليه الفيل وهو يقول : وإذا أنتهينا من منى وش الخطة الجاية ؟
سعود : نرجع لـ أخوها
عقدّ الفيل حاجبيه وهو يقول : سيف ؟ بس ما عندنا شيءٍ ضده
إبتسم سعود وهو يغمز : مين يدري ؟
الزرافة : بس وش إلي بيخليه يوافق وحنا نحارب عائلتهم بشكل خاص !
سعود : سمعت المثل إلي يقول اليد إلي ما تقواها صافحها ؟ هم ما يتركون لي ثغرات ولا أقدر آلقى شيءٍ جديد وهو محتاج يكون قريب مني عشان يضمن إني ما أغدر
الفيل : وإذا رفض ؟
سعود : بنكمل مكان ما وقفنا .. ما توقف الدنيا عليه 
هزّ رأسه الفيل يتفهم و أكمل الزرافة مراقبته على الكمبيوتر باحثًا عن ثغرات تجعلهم يستمرون
~
قراءة ممتعة يا جميليني ، تتوقعون الهداف الجديد ولد ولا بنت و إيش أسمه/ـا و إبتسامة ريم لـ طاري فهد دليل بدايتهم ولا لسى خاطرها شايل ؟ و العسل و القرش هل سيستمرون بنعيم البدايات ولا بينكشف المستور ؟ ، لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال Where stories live. Discover now