الفصل الرابع

766 24 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
~
في آخر ساعات الفجر مرّت احد المقاهي و أوقفت سيارتها تنتظر طلبها يجهز وهي تستمتع لمكالمة والدها : غزالة قلبي إذا بتطفشين لحالك بالخط علميني والله أجيك ما يمديك أبعدتي
ضحكت ريم بخفه : لا معليك ما بطفش جهزت لي كومة قصص جنائية من أبو طلال الحمراني و طلبت لي قهوة يعني مستحيل النوم يقرب صوبي الليلة
سلطان : قصص قىٌل أخر الليل و أنتي لحالك ؟ فكينا يابنت .. و فكينا بعد من القهاوي لا يجيك خفقان بسم الله على قلبك
قدمت ريم سيارتها لـ تستلم الطلب : لا معليك ما بكثر
سكت سلطان يستمع لـها وهي تستلم طلبها و سارعت تقول
: ايوه v60 و سبانش لاتية و كوكيز
تمتم سلطان بهدوء و من ثم قال : قهوتين ليه يا ريم !
قالت ريم ببراءة : ارضي جميع شخصياتي
تأفف سلطان من طبعها إلي ما تغير : ما أقول غير الله يصلحك
أبتسمت ريم من عرفت انه مستسلم لها و قالت : من لامني بحب سلطان
و سكتت تنتظره ينطق : إيش ؟
نطق أبوها وهو يضحك : غلطان
قالت بحماس : عشاني أحبك ما بشغل قصص بس بشغل هالأغنية طول الخط
سلطان : ولا تنسين تشغلين قايد الريم
ردّت ريم بهدوء : ما بنسى
أقفلت منه و بدأت ترتشف قهوتها المُرة و تتآمل منظر الشروق تحت آنغام أغنية " عند الموادع "
~
نزّل يتمشى بالبيت لين يداهمه النوم و لمح نور خافت بالصالة و عرف بأنها أمه و تنتنحنح قبل ما يدخل لآجل ما يرعبها و من ثم أنسدح بوسط حضنها إلتفت غادة عليه و تركت كوبها و مدت يدها تمسح على وجهه و خديّه
: أبوي أنت شفيك ما نمت ؟
فهد : من الشوق أبي احلل كل لحظة هنا .. وأنتي ليه تركتي ولودي نايم لوحده
إبتسمت غادة بخجل : صحيت أصلي الوتر و عجزت أرجع انام و أخذت لي شاي بابونج يرخي أعصابي تبي ؟
هزّ رأسه بالرفض : بالعافية عليك و قبل أنسى ترا عندي مهمة الظهر و بعد المهمة يبوني أرجع الرياض
غادة : يوّه ليتهم قالو لك من زمان كان ما جينا
بدأ فهد يلعب بأصابعه بتهرب : هو يمكن قالو لي بس ..
ضربته غادة بخفة على جبهته : فهد ! أنت تدري من زمان صح ؟
آبتسم فهد بخفه : إيه قالوا لي الظهر
غادة : ليه الشقى و التعب اجل ؟
رفع فهد عيونه يناظرها : أحتجت لبيتنا و أحتجت أشم هواء البحر و أحتجت أنام برااحة بسريري و أحتجت تلعبين بشعري لين أدوخ
بدأت غادة تلعب بشعره و تنهدت وهي تقول : حتى لو صار عمرك ٦٠ سنة بتبقى بعيني فهودي الصغير البكاي إلي اعشقه
أغمض فهد عيونه و ردّ : و الجميل و الحلو و المرتب
ضحكت غادة على نرجسيته إلي اعتادت عليها و رجعت تشرب الشاهي و تمسح على رأس وحيدها
~
صحوا على قروب يجمعهم مع بعض أرسل فيه الرائد متعب لوكيشن الميناء و قال
" مهمتكم تتعرفون على بعض بسفينة فيها أكثر من ٣٠٠ شخص و منكم المحقق و الباحث و العسكري وروني مهاراتكم و أكشفوا بعض بدون ما يعرفون الناس أنكم بمهمة أو بننتهي المهمة قبل تبدأ ، ادواركم بتوصلكم على الخاص و بالتوفيق "
تأفف من عرف أن قدامه مهمة طويلة و قاّم يوضي و يصلي ما فاته و رجع يمسك جواله من داهمه آشعار متعب " سهم مهمتك بتكون زوج ريم بنت سلطان و دوركم راجعين من شهر العسل و لكّ ربع ساعة تدبر لكم دبلتين و بيكون فهد بن الوليد ولد خالك و باقي السيناريو و كمله من رأسك " ، رجع سهم يتأفف و دقّ عليه يقول
: يارائد ما أعرف محلاّت تبيع دبل كيف تبيني أكون موجود بربع ساعة !
ردّ متعب بهدوءَ : ببساطة لأنك عسكري
سهم : طيب و إذا حليت الدبلة .. وين إلقى راعيتها ؟
متعب : سهم تكلم بوضوحّ ما يلوق لك الغموض
ضحك سهم و بعدها قال : أبي صورة لـ ريم كيف بعرفها من ١٥٠ بنت
متعب بحدّه : وش فايدة المهمة دامني برسل صورها ؟ و بعدين البنت محجبة و أكيد ما تبي صورها تكون بيد الرايح و الجاي .. و جوالك مراقب يالسهّم لا تفكر تستغفلني
قفل منه و راح يلبس ثوبه و يجهّز بشنطته بلوزة كحلية و شورت و كاب سوّد و أخذ الشنطة و ركبّ سيارته يدور بقوقل إحدى محلاّت الدبل
~
من قرأت أسم " سهم بن فيصل " و بالها مع العسكري إلي صادفته بالأمنية و كل أفكارها هل يكون هو أو مجرد صدفة مثل صدفتها بشوفته و لبست نفس العباية إلي لبستها بالقسم لـيميزها ، عباية كلوش سوداء بتطريز ورود بيضاء على الأكمام و مقدمة الطرحة و رفعّت طرحتها على رأسها و نزلت بعد ما وضعت بلشر و تأكدت من أن الميكب يناسب عروس راجعة من شهر العسل ، مرّت إحدى محلات القهوة المشهورة بالخبر و أخذت V60 و توجهّت للمرسى تنتظر السفينة و جلست بآحدى الكراسي المقابلة للبحر و بدأت الأبتسامة تبيّن على محياها من داعب وجنتيها النسيم و رفعت جوالها تصور المنظر و ترسله لآبوها ، شعرت بنظرات تراقبها من وصلت و تصدّ عنها لحظة و ترجع تطالعها لحظاات .. سحبت نفسها بكل هدوء و قعدت بالسيارة تتصل على متعب
: هلا ؟
ريم بهدوء : بس حبيت أسال متى بتجي السفينة لإني شوي بديت أطفش
متعب : تونا ما بدينا عشان تطفشين .. أصبري يابنت سلطان الصبر زين
قفلت وهيّ تأفف منه و من أسلوبه و صارت تستمع  لردود سلطان على صورها لين حسّت بيدّ تطق الشباك عليها و فزّت من شافته الشخص الي يراقبها !
ضحك من حس بلوّن وجهها أنشحب و نطق يقول : ما بخطفك والله .. بس جاي أقولك اذا تنتظرين السفينة ترا وصلت
هزت رأسها بخوف و بدأت تجمع أغراضها وهو بدوره أبتعد عن الباب لـ تخرّج و إلتفت عليه تنطق : شكرا
رجع يطالعها بتمعّن و قال : ما يكفيني الشكر يكفيني سنابك والله
بققت عيونها و ردت بحده : طيب تدري أنك قاعد تغازل محققة و أقدر الآن اجرك لقسم الشرطة بتهمة المضايقة و بتهمة أزعاج موظف دولة
ضحك و غمز لها وهو يمشي : و موظفة الدولة ما عندها إي دليل ! و فرصة سعيدة يا محققة
طالعته بتقزز و سحبت أغراضها و قعدت بآحدى الكراسي و رفعت جوالها مّن وصلها آشعار متعب " جوالاتكم جميعًا مراقبة ، و المكان بعد مراقب تعاملوا بذكاء ولا بنضطر نخسركم " و تأففت تقول
: ما كان ناقصني الا أنت
تركت جوالها بحضنها و شهقّت بخوف من شعرت بجسد الضخم قريب من جسمها و قّال بهدوء
: عليك السلام مني و الآمان
رفعت ناظريها لـ تتعرف على وجهه و حسّت أنه مألوف لناظريها و هدّت من روعتها من تذكرته و نطقت بهدوء
: سهم ؟
إبتسم سهم من إلتقت عينيهم للمرة الثانية و هالمرّة قدر يشبع ناظريه من عيني الغزال الي أخّذت نصيب من أسمها و ردّ عليها بفخامة صوته الرجولي : لبيهٍ ؟
زفرت بهدوء من شعرّت بالآمان بقربه : وش تسوي هنا ؟
رفع سهم الدبلة إلي شرآها و مدها لـ يدها : جاي أشرّي رضاك .. ما يهون علي زوجتي تزعل مني
أخّذت الخاتم منه و وضعتها بأصبعها البنصر ولكن رفعت نظرّها من نطقت امرأة كبيرة بالسن أمامها : ترضين بخاتم ؟ منتيب قليلة قدر يا بنيتي خليه يتعنى لك أكثر
ضحكّت ريم و قالت : صادقه يا خالة ولا مين يحصل له غزالة سلطان تصير زوجته ؟
قال سهم بتورط : والله يا خالة لو تبي نجوم السماء ؟ ينزل لأجل عينها بس ترضى علي
المرأة : الحكي كلن يقوله ياوليدي بس نبي الفعوّل
سهّى السهم بأهدابها و نطق : فعولي خاتمّ بإيسرها و بسمه شفتها و فرحة عينها .. أكيد انك تسمعين أبو نورة يا خالة و سمعتيه لما قال
" لبيه يا أبو عيون وساع .. ما غيرك أحدٍ ألبي له ! "
هي أم عيون الوساع وأنا إلي قلبي ما رضى بغيرها
آنبهرت ريم بعذب منطوقه و مشاعره إلي توضح صدقها من نظراته ، إلتفت على المرأة و قالت : قراري بين يديّك أرضى ؟
ضحكت المرأة و قالت : والله لو أنه موجود بشبابي أن انا اخطبه
أنصدمت ريم من كلامها و إلتفت على سهم الي يضحك و ما فارق عيناه عنها ، يبي يحفظ كل تفصيل صغير بوجهها ، كثّرت آمانيه من شافها بس ! وهو يجهّل طبعها و يجهلهّا بس كانت مُذهلة مثلمًا كتبها الآمير عبدالرحمن بن مساعد و غناها محمد عبدة ، قاطعت شرودُه و تساؤلاته تقول : تصدق ؟ ما توقعتك تعرفني من عبايتي بس كويس طلعت ذاكرتك قوية
ودّه يجاوبها بأنه ميزّها من عيونها الوساّع ولكن رد : إيه ذكرتها ، حلوة عاد
إبتسمت بخفه و من ثم قالت : شكلك غريب وأنت الوحيد الي لابس ثوب بالسفينة
حكّ سهم رأسه : قلت بدور محطة أغير ملابسي فيها بس خفّت أتاخر و متعب يدور زلة من الله
ريم : غريبة توقعتك بتكون قريب منه
تنهدّ سهم وهو يقول : والله بقلبي كلام كثير بس داري أن جوالي مراقب و إن رجعت جازاني .. بروح أغير
هزّت ريم رأسها بالموافقة و قعدت تتأمل البحر حتى حسّت بجسد يجلس بالكرسي إلي بجانبها و لفتّ تقول بعفوية : مسرع خلصـ
ولكن أنقلبت ملامحها العصبية مّن شافت نفس الرجلّ إلي حاول يكلمها و ردتّ تقوله : تراك إبلشتني سناب ؟ مافيه و وخر قبل يجي زوجي
ضحك وهو مقترب من آذنيها و قال و نيته يدّب الرعب بداخلها : كلنا ندري انه مو زوجك لا نلعب على بعض أكثر
خاّفت ريم ولكن تصنعت القوة و قالت : وشدراك ؟ تعرفه ؟
هزّ رأسه يقول : إيه يقرب لي ومتزوج و عنده بنت بس لو مأخذك الثانية زوجته بتزعل وأنا ما ارضى على زعلها
سكتت ريم وهي متوترة تبحث عن كذبة جديده تقولها له ولكن سرعان ما قاطعها يقول
: شفيك مصدومه ؟ ولا ما كنتي تعرفين حقيقة سهم !
زادّ خوفها من سمعت أسمه و تأكدت بمعرفته له و نطقت : أنا راضية بجهلي فيه محد طلبك تعلمني !
ضحك وهو يقول :  تراي أبي لك الخير وبس
قالت : مابي لا خيرّك ولا شرّك أكفني منك بس
هزّ رأسه بعد ما قال " تأمرين " و قاّم و بعد عدّه دقائق رجع سهم وهو يقول : تصدقين ؟ متعب يقول الثالث كشفنا
أستغربت ريم : شلون ! ما شفت أحدّ يقول شيءٍ
ولكن سرعان ما تذكّرت الرجل إلي كلمها و قالت :
تصدق ؟ أتوقع أني حتى أنا عرفته
قامت ريم و تلقائيًا مشى سهم خلفها و صعدّت للدور الثاني من السفينة إلي كان فيه فهد إلي مفصخ تيشيرته و واضع نظارته و مستلقي على آحدى الكراسي يأكل بطيخ و يتشمس ، تقدمت تفصخ النظارة و غطى عينيه بيدّه و تأفف وهو يقول : الواحد ما يقدر يسوي تان على راحته يعني ؟
صدّت ريم من شافته عاري و قالت بحدّه : أقعد زين وألبس !
قعدّ فهد و أستوعب سهم بأنه فهد نفسه صديق نافل و نطق : ولد الهدّاف ؟
هزّ فهد رأسه : الله الله
قاّم فهد يلبس تيشيرته و تقدم يسلم على سهم و قال يأكد لـ ريم معرفته به : أخبارك و أخبار جدّك ؟
ضحك سهم من فهم مقصده : بخير و أنت أخبارك ووشجابك هنا ؟
ضحكت ريم و لفتّ له بثقه : تصدق سهم ؟ جاني قبل شوي يسأل عنك و يسأل عن أخبار زوجتك و بنتك
رفع سهم حاجبه بأستغراب : إي زوجة و إي بنـ
قاطعة فهد بحدّه صوته : إييه شفيك مو زوجتك بنت المهندس رائد ؟
أستوعب سهم الناس من حوله و سرّعان ما تجاوب : إي بس الله يصلحك أنا راجع من شهر مع العسل وش جاب طاري ؟
رفعت ريم كتوفها بعدم فهم : حتى أنا ما أعرف ، قلت له الشرّع محلل له أربع بس شكله على نياته يحسبك مثل غيرك الكذب على طرف لسانه دايم و فوقها يأكل جح !
رجع فهد يأكل الجح لـ يستفزها ونطق بكل براءة : وش مشكلتك معاي ؟ أكلي للحبحب مسبب لك أزعاج ؟
رفعت ريم حواجبها : لا تمثل البراءة علي و كأنك ما سويت شيء !
فهد بهدوء : وش سويت ؟
طالع سهم ريم و قال : وش صار ريم وش سوا ؟
كان سهل على ريم تفهم محاولات تلاعبه فيها بعكس سهم إلي يميل لتصديقه و قالت وهي تضحك : إذا كنت أنت متلاعب فأنا درست علم نفس و قاريتك و فاهمتك .. لا تحاول أكثر و تفشل نفسك ياحبيبي !
ضحك فهد و أقترب من آذنها يهمس لها متجاهل ضربات قلبها إلي يسمعها من قرّبه : المباحث تحتاج شخص متلاعّب و يتقن التمثيل زيي بس لو كل الناس بيخربون علينا مثلك نقعد ببيوتنا أفضل ياحبيبتي ! 
ردّت بنفس همسه : بس حاول ما تكون متلاعب قدام طالبة علّم نفس لأن كشفك بيكون متعة صدقني
مرر سهم نظراته لهم الآثنين وهو ما يفهم من حديثهم شيء : بتفهموني وش صاير ولا أنزل و أخليكم !
إبتعد فهد عنها و رفع ذراعيه بأستسلام : مافيه شيءٍ
رجعّ سهم يطالع ريم : ريم ؟
طالعته ريم بآمان : مو صاير شيءٍ صدقني
رفع سهم جواله من جاه آشعار و تآفف يقول : عمي متعب يبي سيلفي
فزّ فهد : يلا
آظهر لهم جواله إلي كان آيفون ٦ و كاميرته مكسوره و قال : مو بجوالي
فزّت ريم : لا صوّر بجوالي ما أحب تكون صوري بجوال ناس مو ثقة
ضحك فهد من كلامها و وقف بجنب سهم و من ثمً رجع يفصخ تيشيرته و يأكل بطيخ متجاهل ريم و سهم
~
وقفت أمام شباك سيارتها تبتسم من شكلها و ظفيرة شعرها إلي عقدّت نهايتها بفيونكة بيضاء كمًا كانت تحب أمها وهي صغيرة و دخلت برفقة حوض سمكتها و وقفت عند موظفة الأستقبال و سلمت
: ممكن أعرف غرفة المدير ؟
الموظفة : أنتي الدكتورة ذكرى صح ؟
هزّت ذكرى رأسها : إيه أنا
وقفت الموظفة و آشرت لها على إحدى الدكاترة الواقف بالممر : الغرفة إلي مقابل الدكتور الواقف
ميّلت ذكرى رأسها تشوف الدكتور و توترّت من شافته يحدّق فيها و رجعت آنظارها للموظفة و تقول : شكرا
و مشتّ و نبضات قلبها تتسارع من نظراته إلي ترافقها بكل خطوّة تخطيها و وقفت أمامه و قالت له بربكة : ذي غرفة المدير ؟
ردّ بهدوء : لا
هزت رأسها بالفهم و مشت و زفرّت براحة و رجعت لموظفة الأستقبال : معليش بس إي غرفة بالضبط ؟
كانت الموظفة بتآشر لنفس الدكتور ولكن ما كان موجود و قامت تمشي و تبعتهّا ذكرى إلي قالت بأستغراب : متأكدة ! سألت الدكتور و قال لي لا ؟
الموظفة : إيه متأكدة بس ثواني أشوفه
دقتّ الموظفة الباب و دخلت من سمح لها بالدخول : دكتور بسام ؟
رفع بسام رأسه من الملفات : شعندك يا لولو ؟
لولو : الموظفة الجديدة وصلت
هزّ بسام رأسه و وقف ينتظرها تدخل و دخلت ذكرى وملامح الآستغراب كاسيّه وجهها لكونه نفس الدكتور إلي ردهّا
: أنتي ذكرى صح ؟
ذكرى : إيه
آشر بسام لساعة يده و قال : متأخرة أربع دقايق و ستة و ثلاثين ثانية ، ودك بخصم من أول يوم ؟
طالعته ذكرى بصدمة و قالت : بس أنت قلت لي أنها مـ
قاطعها بسام بحده وهو يقول : لا تبررين ! هنا مو مدرسة عشان أكون مدير ولا أنتي طالبة أولى ابتدائي عشان تجين و شعرك ظفاير و فيونكات ! هذي غرفة HR بسام و لأنه يومك الأول بمشي لك و من بكره تجين بسكراب كحلي و شعرك مرفوع .. وقعي و تفضلي
تجمعت الدموع بعين ذكرى و هزّت رأسها بالقبول و طلعت من الغرفة بعد ما وقعت بدون ما تجاوبه و توجهّت لـ لولو إلي لاحظت رجفة صوتها و دمع عينها و قالت
: فيك شيء ؟
ذكرى بهدوء : وين بتكون غرفتي ؟
لولو : الدكتور قال لك شيء ؟
هزّت رأسها بالرفض : لا بس دليني عليها
مشّت لولو لغرفة بآخر الممر و سلمّت لذكرى المفتاح و إبتسمت ذكرى لها و وضعت حوض السمكة على المكتب و قعدّت تلعب بأصابعها تلهي نفسها لا تهّل دموعها
~
نزلت من الدرج بنفس التوقيت إلي دخلت فيه أمها و نهار البيت
عاليه : السلام عليكم
شهد : وعليكم السلام
طالعت عاليه ساعتها بآستغراب : على وين ؟
شهد : عندي محاضره
عاليه : محاضره الساعة ١:٣٠ ؟ وريني جدولك أشوف
توترّت شهد من سؤالها : يا ماما شفيك ! بتأخر إذا رجعت وريتك
عاليه بحده : شهد ! لا تخليني إلتفت لك و أضبطي وضعك
شهد : ناديتيني شهد مو عسلي هذا بحدّ ذاته إلتفات
تمتمّت عاليه بهدوء : الله يصبرني عليك
تآففت شهد : و يصبرني بعد ، أنتي من جهة و ريم من جهة محد يحبني إلا خالو سامر
تقدّم نهار ليحتضنها : وأنا بعد أحبك
نزّلت شهد لمستواه : لأنك ولد سامر أموت عليك و على أبوك و مالت على عيال سلطان
بدأت عاليه تهفّ على وجهها من الحر : لا تجيبين طاريّه هالمشوؤم و يلا على جامعتك ولا تتأخرين يا شهد والله ما يردني عنك الا آدارة الجامعة
لبست شهد نظارتها و قالت : أف طيب !
عاليه : قبل ما تروحين وين سامر ؟
رفعت شهد كتفيها : ما أدري
عاليه : أستودعتك الله
إبتسمت شهد و أرسلت لها بوسة بالهواء
~
نزّل من السفينة و توجهه بالتكسي لمحل كارتير الموجود بآحدى الأسواق الشهيرّة ، مرر نظراته للمحلات الموجودة وهو يبتسم للموظفات الواقفات أمام الباب و رفع جواله من حسّ فيه يرن و تآفف من شافه متعب
: الو
متعب : يالداهي وينك فيه ؟ منت بالسفينة !
فهد : قالوا بيوقفون بالبحرين ساعة قلت أستغل الفرصة و أجي أشوف كم محل لين يمر الوقت
متعب بحده : و بإذن مين إن شاء الله ؟
فهد : أنتهت المهمة و كشفنا بعض و مالي خلق أتعرف عليهم أكثر خلاص بخلص شغلة و راجع قبل الوقت
متعب : و إن آنتهت الساعة و ما جيت وش أسوي فيك ؟
فهد : بجيك الرياض و فكر وش تسوي فيني وقتها
قفل فهد بوجهه و أدخل جواله بجيبه و دخل للمحل
‏: ? hello sir, how I can help you || مرحبا سيدي ، كيف أقدر أساعدك ؟
فهد : ? can you speak Arabic || هل تتكلمين العربية
الموظفة : كيف فييّ أخدمك ؟
فهد : قد طلبت خاتم قبل فترة معليش تشوفين لي إذا وصل ؟
الموظفة : فيني أعرف أسم حضرتك ؟
فهد : فهد الهدّاف
فزّت الموظفة و قالت : آهلًا و سهلًا فيك آستاذ بعتذر ما عرفتك
ضحك فهد بخفه لتغير أسلوبها من عرفت بهويته : لا عادي ما صار شيء
الموظفة : شو بدك تشرب ؟
هزّ فهد رأسه بالرفض : أبي الخاتم بس
هزّت الموظفة رأسها و دخلت للمستودع و بعد عدّة دقايق رجعت و بيدها علبة خاتم و مدته له : تفضل
فهد : معليش بس عادي تلبسينه ؟ أبي أشوف شكله على يدّ آنثى
لبست الموظفة الخاتم بأصبعها السبابه و وقف فهد يتآمل الخاتم إلي على هيكّل حيوان الفهد و يتخيله بيدّ زوجته المستقبلية و سرح مع الهواجيس لـ لحظات لحتى قاطعه صوت الموظفة تقول
: زي ما بدك ؟
إبتسم فهد : وآحلا بعد
الموظفة : تصميم الخاتم بيعئد كتير بدك يانا نسميّه على أسمك ؟
فهد : إيه خاتم " الفهدّ " إذا قالوا لك فهد مو الفهد لا تعطينهم زين ؟ و غلفي لي إياه لو سمحتي
الموظفة : تكرم عينك
غلفته و وضعته بالكيس و مدته له و إبتسم لها و طلعّ ، رفع جواله و شاف باقي قدامه أكثر من نص ساعة و قرر يمشي لآحدى الشوارع القريبة من المول و وقف يصوّر الشارع و يرسله لنافل و ما مرت العديد من الثواني إلا و نافل يتصل عليه
: أرحب يا أبو سليمان
نافل : يالداهية وشعندك بالبحرين ؟
فهد : مهمة جديدة و كنت قريب قلت أجي لمكان لقاءنا على آمل إلقى أصدقاء جدد
نافل : أصدقاء ولا صديقات ؟
فهد : قلنا تبت الى الله
ضحك نافل : الله يثبتك
فهد : اللهم آمين
نافل : على طاري مهمتك حتى باسل جته مهمة و بيبدأ بكره
فهد بطقطقة : تخيل لو اننا بنفس المهمة سوا
نافل : بحق أثنينكم عسكر وأنا لحالي
فهد : مب أثنين يمكن ثلاثه بعد .. لقيت سهم خويكم معاي بنفس المهمة
نافل بأستغراب : سهم بن مهاوش ؟
فهد : إيه هـ
قاطعه حوارهم صوت الفرامل إلي تنسحب بكل قوّة و تضرب السيارة بآحدى آعمده الشارع المجاورة لفهد
نطق نافل بخوف من سكوته : فهد ! جاك شيءٍ ؟
فهد : لا مافيني شيء بس بنت صقعت بعمود بروح أساعدها
ضحك نافل : و التوبة ؟
فهد : ادور الآجر شفيك تفهم غلط !
ضحك نافل و أقفل فهد الخط و أدخل جواله بجيبه و مشى يركض لـ يساعد المرأة
~
محمد : أبو نهار غريبة ما رجعت بيتك ترتاح
سامر بتصريف : لا يارجال ما ودي يفوتني الغداء و الأكل الطيب ، تسلم إيدك يا أُم سيف
سلوى : صحة و عافية يابو نهار
رفع ضاري رأسه من الصحن و وجه نظرّه لمحمد : أبو عبدالله وش صار على صفقة الفندق إلي بدبي تمت ؟
هزّ محمد رأسه بالرفض : المستثمر رأسه يابس يبيلي أسافر دبي يومين أقنعه و نشوف الموقع سوا و أرجع بس مدري متى أفضى
سامر : خلاص خلك أنا فاضي
ضاري بأستغراب : وش جاب طاري لك ؟
سامر : شركة العائلة أولًا و ثانيًا بفتح مطعمي بالفندق وأبي اشوف هل هو يستاهل ولا أشوف شريك غيركم
محمد : عيب عليك يبو نهار تشك بذوقي ؟
سامر : ألا أكيد آثق بس آخاف انك شيبت و ذوقك اختلف
ضحك عبدالمحسن : صادق ياعمي والله أقوله الذبة و أشرحها مرتين ولا يفهم
شمقّت له إيلان وهي تقول : هذا لآن ذباتك خايسه يالمراهق
ضحكت أريج : حرام عليكم يضحكني والله
غمزّ لها عبدالمحسن : وهذا يكفيني
ضرّب عبدالله كتفه بحده وهو يهمس : ياكلب أخوها قدامك تبيه يجلدك ؟
همس له عبدالمحسن وهو يضحك : ساهي بجواله ما درا عنا
أريج : عمو سمسوم عادي أروح معك ؟
سلوى : مو عندك أختبارات ؟
إيلان : و نهائية بعد بس حتى أنا عمو خذني !
سامر : خلصوا أختبارات و أوعدكم بسفرة بس الأحفاد تم ؟
ترّك سيف جواله : الكلام يشملني ؟
سامر : أنت الأول لا تخاف بس ركز معانا
سيف : مركز معليك
عبدالله : واضح عليك
~
مرّت الساعتين ونصف و رجعت السفينة مرة آخرى على ميناء شاطئ الخبر و أجتمعوا الثلاثي منذ وصلتهم رسالة من متعب " آنتهت المهمة يعطيكم العافية جميعًا ، أرتاحوا الليلة بكره الظهر على خير أبيكم بمركز الآمنية "
سهم : أنا ماشي الرياض تآمر شيء يا ولد الهدّاف ؟
فهد : أقلط تغدى معانا ؟
سهم : لا عليكم بألف عافيه
مشى سهم لسيارته و بدأت ريم تمشي بهدوء لسيارتها و قاطعها صوت فهد وهو يقول لها
: وأنتي بعد حياك
رفعت ريم حاجبها : بدري ؟ لا شكرا
ضحك فهد وهو يقول : قلت لك ما يكفيني شكر
تآففت ريم : الله يصبرني عليك بس
فهد : أتكلم صادق تعالي تغديّ عندنا وبعدها أمشي
ريم : ما أروح بيوت ناس ما أعرفهم ولا أبوي بيرضيه
فهد : عطيني أنا اكلمه و بقنعة بأسلوبي
طالعته ريم من فوق لتحت و ضحكت : توكل الله يستر عليك بس
و مشتّ تاركة فهد يبتسم بقهر و ركبت سيارتها تتوجه للفندق وبعدها مسكت خطّ للرياض
~
قراءة ممتعة يا جميليني لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال Where stories live. Discover now