اريا
هل كان يعرف... أمي؟
ولم يخبرني؟!
كيف يمكنه إخفاء شيء كهذا؟!تقلّبت في الفراش، والغضب ينهش صدرها، تتصارع في داخلها أسئلة لم تجد لها أجوبة.
أغمضت عينيها محاولة أن تكبح دموعها، لكن العبرات خانتها،
وما لبثت أن انسابت على وجنتيها بصمت.لماذا يا آرون... لماذا؟
استسلمت أخيرًا للتعب، غلبها النعاس وهي تضُم وسادتها بقوة، كأنها تبحث فيها عن دفء أمٍ لم ترَها يومًا.
⸻
في صباح اليوم التالي
استيقظت آريا على أشعة الشمس المتسللة برقة عبر الستائر، لكنها لم تشعر بالدفء.
ظلال الأمس لا تزال تخيم على صدرها.جلست بهدوء على طرف السرير، ووضعت يدها على قلبها، كأنها تحاول تهدئة نبضه المتسارع.
الغضب... لم يهدأ بعد.
لكن لا بأس، سأتمالك نفسي.
وقفت بهدوء، اتجهت إلى المغتسل، خلعَت رداء النوم، وتركت الماء يتساقط على جسدها، تغسل به بقايا الخيبة، والخذلان.
بعد أن أخرج، سأواجه آرون...
وسأعرف الحقيقة، كاملة
نزلت بسرعة، خطواتها تضرب الأرض كما يضرب قلبها صدرها الغاضب.
رأته... ولم تتحمّل.
كفُّها ارتفعت وصفعته بقوّة، صوت الصفعة ارتطم بجدران المكان، وجمّد الزمن لوهلة.آرون بقي مكانه، يحدّق بعينيها مصدومًا، كأن يده لم تفق بعد من حرارة الصفعة.
آريا (بصرخة مكبوتة):
"أيها الـ... اللعين!!!"آرون (بدهشة متلعثمة):
"ما... ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟ ماذ—"آريا (قاطعة):
"اصمت!! أين أمي؟!! لما لم تخبرني عنها؟!"تقدّمت تضربه على صدره، ضربات صغيرة لكنها مشبعة بالألم والخذلان،
أمسك يدها برفق.آرون:
"اهدئي، أريا... أنا آسف، أنا جدًّا آسف..."
انخفض رأسه أمامها، نبرة خجلة مترددة.
"لم يكن الأمر هكذا... أقسم أنني كنت سأخبرك..."آريا (من بين أسنانها):
"أريد رؤيتها حالاً."آرون (بتنهيدة):
"لا أستطيع... كما تعلمين، أنا محاصر هنا."آريا (بحِدّة):
"إذن أخبرني كيف أصل إليها."آرون:
"سأحاول، فقط... فقط أرجوكِ، اهدئي أولاً."أمسك يدها بلطف وأجلسها، جثا على ركبة واحدة أمامها.
نظرت إليه باستغراب.آريا:
"ماذا تفعل؟"آرون (بصوت منكسر):
"سامحيني... كنت أعلم منذ البداية، وكنت أريد الانتقام منها... من أمك..."

YOU ARE READING
آريـــا
Fantasyماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية